في الوقت الذي تتعرض مدنية قلنسوة إلى هجمة محمومة بكل ما يتعلق في إصدار اخطارات الهدم لعشرات المنازل بذريعة انعدام التراخيص وعدم توسيع مسطح النفوذ والبناء والمماطلة في المصادقة على الخارطة الهيكلية المجمدة منذ عدة أعوام، تعاني المدينة من عدم تطور المنطقة الصناعية المقامة على جانبي الشارع الرئيسي الأمر الذي يعمق من الأزمة الاقتصادية لمئات المحال التجارية ويحول ذلك دون جذب المستثمرين أو تطوير المرافق التجارية والاقتصادية لتبقى بدائية .
تتواجد المنطقة الصناعية بمنطقة استراتيجية على شريان مواصلات يربطها بالأراضي الفلسطينية قضاء طولكرم ومنطقة المثلث الجنوبي والساحل، بيد أن ذلك لا يمنحها الإمكانية للتطور والتوسع والمكانة التجارية والاقتصادية، ناهيك عن البنى التحتية لتخوم الشارع الرئيسي التي تزيد الطين بله خاصة في فصل الشتاء والفيضانات التي تحول المنطقة إلى مستنقع.
تنتشر على جانبي الشارع الرئيسي عشرات المحال التجارية والورش الصناعية والتجارية البدائية، التي تعتبر الواجهة التجارية للمنطقة الصناعية الحالية، والتي تكثر فيها الورشات الخفيفة، مثل الكراجات، البسطات، محطات الوقود، المقاهي، المطاعم والدكاكين.
حال إهمال المنطقة الصناعية الممتدة على مئات الدونمات دون تطويرها أو افتتاح ورش متقدمة ومتطورة، ورغم ذلك إلا أن هذه المحال توفر مصدر رزق لنحو 150 عائلة وتشغل مئات العمال من المدينة وخارجها.
ورغم هذه العراقيل وممالطة المؤسسات والوزارات الحكومية في معالجة التوجهات لتطوير المكان، تسعى البلدية للمصادقة على المنطقة الصناعية تنظيمها وتطويرها لتكون رافعة تجارية واقتصادية للمدينة والمنطقة.
مهندس بلدية قلنسوة:' نسعى للمصادقة على منطقة صناعية عصرية'
وأوضح مهندس البلدية، نادي تايه أن البلدية تسعى لإقامة منطقة صناعية مستقلة تصل مساحتها حوالي 480 دونم، تقع في الجهة الجنوبية الغربية للمدينة، إلى جانب سعيها أيضا للمصادقة على الخارطة الهيكلية بشكل عام.
مرعي: التوتر بالعلاقات بين العرب واليهود لمجرد أي حدث ينعكس سلبا على المصالح التجارية في قلنسوة
وذكر الشاب قصي مرعي، والذي يمتلك ورشة لتصليح الإطارات في حديثه لـ 'عرب 48' وجود الكثير من المشاكل في المدينة، لافتا إلى أن التوتر بالعلاقات بين العرب واليهود لمجرد أي حدث ينعكس سلبا على المصالح التجارية في قلنسوة، إذ يلاحظ مقاطعة الزبائن اليهود للمحال التجارية في المدينة رغم سفرهم على الشارع.
وأضاف: 'الأوضاع السياسية العامة تؤثر كثيرا على إقبال الزبائن اليهود على المحلات التجارية في المدينة، بصراحة تامة أقول إننا نعتمد عليهم كثيرا، ونحن لمسنا مقاطعتهم لنا وتخلفهم عن المجيء للمنطقة بحال أي توتر'.
شلباية: إهمال متواصل للمنطقة الصناعية حال دون تطورها وهروب الزبائن
أما عطا شلباية صاحب محل تجاري بجانب الشارع، فيخالف جاره مرعي الرأي، ويجزم أن المشكلة الأساسية ناجمة عن ظروف الشارع 5614 والذي عادة ما تتجمع فيه مياه الأمطار كما في أيام فصل الشتاء، إذ تتحول المنطقة لمستنقع جراء الفيضانات، وبالتالي هذا يؤثر سلبا على حركة السير وعدم قدوم الزبائن للمحال التجارية'.
ومضى يقول: 'توجهت للبلدية وشركة 'مسالك إسرائيل' وسلطات الأودية لتوسيع العبارات بشبكة مياه الصرف الصحي لنقل هذه المياه للوديان، لكن لا حياة لمن تنادي، فهل كان سيحصل هذا الأمر ببلد يهودي؟ أستبعد ذلك!'.
رئيس البلدية: نسعى لتطوير المنطقة الصناعية وجذب المستثمرين
من جانبه، عقب رئيس بلدية قلنسوة، عبد الباسط سلامة على هذه الادعاءات بالقول: 'البلدية وضعت نصب أعينها النهوض بالمنطقة الصناعية وتطويرها، والجميع يلمس التغيير منذ بداية الدورة الحالية، أنا أعي جميع النواقص ونحن نسعى لحلها'.
أما بالنسبة للشارع وتطويره، لفت سلامة إلى أن البلدية توجهت لشركة 'مسالك إسرائيل' وطالبتها برصد الميزانيات لتطوير وتوسيع الشارع، إلا أنه حتى الآن لم يصل البلدية أي جواب من الشركة، وأعرب عن أمله أن يتم إيجاد الحلول قريبا ليتسنى المضي في مشاريع التطوير وجذب المستثمرين ورجال الأعمال للمنطقة.
مسارات إسرائيل: ' نفذنا أعمالا بالشارع...'
بدورها، أدعت الناطقة بلسان شركة 'مسارات إسرائيل' أن الشركة نفذت أعمال ترميم وتأهيل للشارع بداية العام المنصرم، بعدما كان الشارع يعاني من ظروف سيئة أدت إلى وقوع حوادث، فالأعمال شملت إقامة حاجز بين المسلكين، ودوار وأرصفة وشارع خدمات لخدم أصحاب المصالح، مشكلة مياه الصرف الصحي حلت وبحال كان هناك أي مشكلة يرجى التوجه للشركة'.
التعليقات