عكا: قسوة الظروف الاقتصادية تغيّب فرحة استقبال العيد

يشكو الحاج أكرم خطيب سوء الظروف الاقتصادية وقسوتها، ويعزو بؤس الأوضاع في عكا القديمة إلى عدة عوامل وأسباب، منها الدخل المادي المحدود للعائلات كثيرة الأولاد وغلاء المعيشة.

عكا: قسوة الظروف الاقتصادية تغيّب فرحة استقبال العيد

مجموعة صور خاصة من سوق عكا التقطت بعدسة "عرب 48"

تتكدس أغراض عيد الفطر في المحلات التجارية في سوق عكا القديمة بعشرات الأشكال والأصناف، دون أن تجد إقبالا من رواد السوق الذي تغلب عليه حالة غير مسبوقة من الركود.

ورغم أن الاستعدادات لاستقبال العيد دخلت مرحلتها الأخيرة، التي تتضاعف فيها أعداد الوافدين إلى المحلات التجارية لشراء آخر مستلزمات العيد من حلويات وقهوة وكعك وشوكولاتة وفاكهة مجففة وملابس وأحذية وغيرها، إلا أن تجار السوق في عكا القديمة يشكون قلة الزبائن وسوء الأوضاع الشرائية.

عكا ليست عكا!

يشكو الحاج أكرم خطيب سوء الظروف الاقتصادية وقسوتها، ويعزو بؤس الأوضاع في عكا القديمة إلى عدة عوامل وأسباب، منها الدخل المادي المحدود للعائلات كثيرة الأولاد وغلاء المعيشة.

ويقول خطيب لـ'عرب 48' إن 'عكا اليوم ليست عكا التي كانت قبل عدة أعوام، كل شيء فيها تغير. لم يعد السوق كما كان يعج بالزبائن والوافدين للشراء وكما ترى الحوانيت فارغة من الزبائن'.

ويتابع ' ينعكس سوء الأوضاع الاقتصادية على المواطنين ورغم أنه من المفروض أن يتوافد الناس في آخر أسبوع من رمضان وعشية العيد لشراء مستلزمات وأغراض العيد فإن الحركة التجارية ضعيفة جدا والجميع يشعر بذلك'.   


عنصرية وحصار

نال التعب من صاحب محل الحلويات، رمزي قشّاش، بعد أن جهّز مختلف أنواع الحلويات، وأجهد نفسه لعرضها بشكل لائق وجميل محاولا جذب الزبائن.

ويتحدث قشّاش لـ'عرب 48' قائلا إن 'هذه الأوضاع المأساوية حاصرتنا منذ نحو شهرين بسبب سياسة عنصرية مخططة من قبل بلدية عكا. يدّعون كذبا أنهم يريدون تنظيم المدينة القديمة والسوق حيث جعلوا دخول الزبائن سيرا على الأقدام ما يصّعب عليهم القدوم إلى هنا، كما فرضت البلدية غرامات على أصحاب السيارات، وقد يضطر الزائر إلى عكا القديمة أن يدفع ثمن صحن حمص أربعين شيقلا وذلك بعد أن تم تحديد مبلغ عشرين شيقلا لموقف السيارات، أو أن يجد مخالفة قدرها 250 شيقلا، ولا يوجد من يهتم لجذب الزبائن إلى عكا القديمة وأسواقها'.

ويوجّه قشّاش نقدا إلى نائب رئيس عكا، أدهم جمل، وأعضاء البلدية العرب، قائلا 'إنهم على علم بما يحصل لنا، ومع الأسف نائب رئيس البلدية، أدهم جمل، وقّع على مخطط البلدية لعكا القديمة، وهو موافق على ما تقوم به البلدية في المدينة القديمة'.

مؤامرة

يجلس صاحب دكان بيع الأسماك، سميح موسى، على رصيف في السوق، وقد بدت عليه علامات التعب والقلق وعدم الراحة.

ويقول موسى لـ'عرب 48' إن 'الوضع متعب جدا، وواضح أن عدم قدوم الزبائن إلى عكا القديمة بسبب سياسة وأعمال البلدية، فبلدية عكا لم تترك شيئا إلا وقامت به من أجل أن يمتنع الناس من العودة للشراء من السوق والتجول في عكا القديمة'.

ويضيف 'كيف سيعود إلى السوق من وجد على سيارته مخالفة قدرها 250 شيقلا؟!. ماذا فعلت البلدية غير إبعاد الزبائن؟. إن ما يحدث مؤامرة لتيئيس العرب في عكا القديمة وحملهم على الخروج منها'.
 
أمل جديد


وبدوره يرى التاجر عمر طشطش، أن الأوضاع الصعبة الراهنة مردها المصاريف الكبيرة مقابل الدخل المحدود.

ويقول طشطش لـ'عرب 48' إن 'مصاريف العائلات في رمضان كبيرة جدا مقابل دخل رب الأسرة المحدود. وأعتقد أن الزبائن العرب لا يأتون إلى السوق في هذه الأيام بسبب الجو الحار الذي يصّعب عليهم الصوم. صحيح أن الحالة الاقتصادية سيئة، لكننا نأمل أن تتحسن بعد انقضاء رمضان'.

ويلفت الانتباه إلى أن 'الحروب الأهلية الدائرة في بعض الدول العربية تؤثر على نفسية الناس وتنعكس عليهم سلبا'.

شارف رمضان على الرحيل، والناس في عكا القديمة يشكون أوضاعهم، فهل ثمة من يسمعهم؟!. 

التعليقات