تشغيل أبناء الشبيبة في العطلة الصيفية بين الحاجة والاستغلال

نسلط الضوء في هذا التقرير على حقوق الشبيبة العاملة دون الـ 18 عاما، ودور المؤسسات التربوية في إرشاد الطلاب لمعرفة حقوقهم.

تشغيل أبناء الشبيبة في العطلة الصيفية بين الحاجة والاستغلال

من يحفظ حقوق أبناء الشبيبة؟!

يجتهد أبناء الشبيبة دون سن الثامنة عشر بالعمل خلال العطلة الصيفية، ومع انقضاء شهر على العطلة فإنه من المُفترض أن يكون العاملون أبناء الشبيبة العاملة قد حصلوا على أجرهم الشهري الأول.

نسلط الضوء في هذا التقرير على حقوق الشبيبة العاملة دون الـ 18 عاما، ودور المؤسسات التربوية في إرشاد الطلاب لمعرفة حقوقهم.

 

مادلين ياسين: 'انتهكوا حقوقي العمالية في ظل عدم معرفتي بها'

تحدثت الشابة مادلين ياسين وهي طالبة في المرحلة الثانوية، عن تجاربها في العمل خلال العطلة الصيفية، 'بداية عملي كانت في مكان عمل محدد لا أرغب بذكر اسمه، لكنني لم أعلم حقوقي، الأمر الذي تسبب بانتهاك حقي من حيث الراتب، لكنني اليوم أعرف حقوقي بعد أن بدأت أعمل كمرشدة في مخيم صيفي، وقد شرحت إدارة المخيم منذ بداية عملي عن حقوقنا كشبيبة'.

وأضافت 'تقوم المؤسسات المختلفة بتنظيم ورشات تربوية حول حقوق الشبيبة العاملة، ولكنني أنصح أن يتم تنظيم ورشات قانونية تشرح لأرباب المصالح التجارية واجبهم تجاه الشبيبة العاملة، وما هي العقوبات التي قد تقع بحق صاحب العمل في حال انتهك حقوق الشبيبة العاملة'.

المربي صالح طه: 'إعادة البوصلة في موضوع حقوق الشبيبة العاملة'

وقال مدير مدرسة البيان الشاملة في طمرة، المربي صالح طه، إنه على مدراء المدارس تنظيم برامج توعية للشبيبة قبل العطل المدرسية بهدف إرشادهم حول حقوقهم، وقال 'لقد تمكنتم من إعادة الحلقة الضائعة في دائرة عمل الشبيبة، ذلك أن المدرسة هي عامل أساسي لتوجيه الشباب لحقوقهم'.

وتابع 'نركز في غالبية ورشات العمل التربوية، قبل العطلة المدرسية، على قضية الأمن والأمان للطلاب خلال العطلة الصيفية، حيث يتم إرشاد الطلاب حول كيفية تجنب الأماكن المشبوهة التي قد تتسبب بأذى وتهدد سلامتهم، كذلك تجنب السلوكيات والتصرفات التي قد ينتج عنها عنف، لكن هنالك حلقة ضائعة في موضوع حقيقة الشبيبة العاملة لأن المدارس لا تأخذ دورا كبيرا بهذا السياق، ونحن نعلم جيدا أن معظم طلابنا يخرجون للعمل دون معرفتهم لحقوقهم العمالية. للأسف المدارس ليس لها دور في هذا المجال، فهذه فرصة للتفكير المستقبلي خلال العام الدراسي القادم لبناء خطة عمل بهذا السياق من خلالها يتم رصد مختصين وموجهين من نقابة العمال، ومحاضرين لتوجيه الطلاب لمعرفة حقوقهم وأماكن العمل التي يمكنهم التوجه للعمل بها، والمؤسسات التي تحتضنهم في حالة تم انتهاك حقوقهم'.

وأضاف أنه 'بالرغم من تعدد المواضيع التي نقدمها ضمن ورشات إرشاد للطلاب إلا أنني كمدير مدرسة سأطرح الموضوع على لجنة المعلمين للبدء بتخطيط برنامج عمل للعام الدراسي المقبل حول حقوق الشبيبة العاملة'.

انتهاك حقوق أبناء الشبيبة بالعمل وأجرتهم أمر معروف للجميع

وطالب مدير قسم الشبيبة والقادة الشابة في مركز الشيخ زكي ذياب الجماهيري بطمرة، شهاب ياسين، من أرباب العمل 'الترفع عن المصالح الشخصية على حساب حقوق أبناء الشبيبة دون الــ18، وأن يتقوا الله بهم، فجميعا نعلم أن غالبية أبناء الشبيبة يعملون في المطاعم أو المصانع أو بمجالات عمل تتطلب العمل الجسدي، لكن هنالك مشغلين لا يأبهون للعمال من هذه الفئة، ونعلم أنه يوجد انتهاك لحقوقهم كعمال بالبلاد. ولهذا على الطالب أن يعي جيدا حقوقه، كذلك أن يدرك المشغل أن هذا الطالب لم يأت من فراغ كي يعمل، إنما لحاجته بالعمل لمساعدة أهله والمساهمة في توفير بعض تكاليف السنة الدراسية وأن يتمكن من توفير مصروفه السنوي'.

وقال حول قوانين الشبيبة إن 'قوانين الشبيبة تبدأ من الإمتناع عن تشغيل الشبيبة تحت سن 14 عاماً خلال العطلة الصيفية، الفتى الذي بلغ سن 14 عاماً ولم يبلغ 15 عاماً بعد، يمكن تشغيله بأعمال سهلة فقط، لا تضر بصحته وتطوره'.

وتابع 'بالنسبة لساعات العمل فمسموح تشغيل الشبيبة لمدة 8 ساعات يومياً كحد أقصى، وليس أكثر من 40 ساعة أسبوعية بالإجمال. أبناء الشبيبة في سن 16 عاماً أو أكثر، مسموح تشغيلهم 9 ساعات يومياً بشرط ألا يزيد أسبوع العمل عن 40 ساعة أسبوعية، إن كنتم تحت سن 18 عاماً، اعلموا أنه يحظر خصم رسوم 'التأمين الوطني' من أجركم فصاحب العمل مُلزم بدفع 'التأمين الوطني' عنكم، بالإضافة إلى ذلك، إن كنتم تتلقون راتبا أقل من 3900 شيكل شهرياً، فيمنع خصم 'ضريبة الدخل' من أجركم'.

 

التعليقات