مهرجان عكا الـ36 يتوج بعملية إقصاء للعرب

لأول مرة بعد 36 عاما من تنظيم المهرجان السنوي العربي اليهودي المشترك الذي سيفتتح مطلع الشهر القادم للعروض المسرحية في مدينة عكا يتم إقصاء المشاركة العربية بشكل كامل وسافر

مهرجان عكا الـ36 يتوج بعملية إقصاء للعرب

لأول مرة بعد 36 عاما من تنظيم المهرجان السنوي 'العربي اليهودي المشترك' الذي سيفتتح مطلع الشهر القادم للعروض المسرحية في مدينة عكا يتم إقصاء المشاركة العربية بشكل كامل وسافر.

ولا يوجد في برنامج المهرجان المعلن أي ذكر لمضمون البرنامج باللغة أو المشاركة العربية أو بلغتها، الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين من العكيين الذين يعتبرون أن الجديد في الأمر هو الإقصاء السافر لأنه في السابق حتى عندما كانت هناك مشاركة عربية فكانت تستخدم للتغطية على الأهداف الحقيقية لمثل هذا المهرجان الذي يقام داخل الأسوار القديمة لمدينة عكا.

قدورة: علينا أن نسأل أنفسنا أولا؟

المسرحي إبراهيم قدورة من مدينة عكا يختلف عن الكثير من زملائه الفنانين، ويعتبر أن التقصير يأتي من الفنانين العرب، وأنه 'علينا ألا نلقي اللوم على الآخرين قبل أن نوجه نقدا ذاتيا لأنفسنا'.

يقول قدورة: 'صحيح أننا نتعرض للتمييز ومحاولات الإقصاء، لكن الفنانين العرب يتحملون مسؤولية كبيرة، لأنهم لم يقدموا طلبات لمشاركة أعمالهم المسرحية والفنية بالمهرجان وقبل أن نتهم الآخرين علينا أن نسأل أنفسنا ونتابع ونعمل على المشاركة'.

المصري: عملية إقصاء ممنهجة ولا يشرفني أن أشارك..

المسرحي ميسرة المصري يختلف في الرأي كليا مع زميله قدورة. وفي حديثه لعرب 48 قال: 'هناك عملية إقصاء مقصودة وممنهجة للمشاركة العربية، كما أن في الإدارة الفنية لا يوجد ممثل عربي واحد منذ سبع سنوات، ولا يوجد ممثل واحد عن الفنانين العرب لأن فيه إجحاف كبير بحق أهالي عكا، وأنا لا يشرفني أن أشارك بهذا المهرجان، لأنه لا يمثلني'.

وأشار المصري إلى أنه شارك في المهرجان في السابق، لكنه لم يشارك فيه منذ سبع سنوات.

وقال: 'إننا، ولفحص الأمور، حاولنا تقديم طلب لعرض مسرحية، إلا أننا وجدنا عقبات وتعقيدات تصعب علينا، وفيها تصعيب مقصود وتيئيس'.

وردا على سؤال لماذا لم يقدم الفنانون العرب أعمالهم للمشاركة في المهرجان، قال: 'أولا هذا غير صحيح. لقد قدم البعض، ولكنهم يصعبون عليهم. وعلى سبيل المثال فإن الادارة تمنح مقدمي العروض تسعة شهور أو عشرة لإعداد وتقديم مسرحي، وهذا شبه مستحيل من حيث إعداد النص والإخراج وتمثيل عمل جيد، وهذا غير كاف لإنتاج مسرح'.

وخلص المصري إلى القول إنه بسبب غياب منصات مفتوحة وبرامج للعرب فقد تراجع الإقبال العربي على المهرجان بشكل كبير جدا. حيث كان يصل عدد الزائرين إلى 350 ألف شخص، أما اليوم فلا تتعدى المشاركة أكثر من 35 ألفا، وذلك بسبب عزوف العرب عن المشاركة نتيجة لغياب الأعمال والإنتاجات العربية وسد الطرق أمامها. وهذا يستدعي التفكير في إقامة مهرجانات عربية تكون مفتوحة للفنانين والمبدعين العرب وللجمهور العربي.

رمال: سلوك غير مفاجئ..

وفي تعقيبها قالت عضو بلدية عكا، المحامية مديحة رمال، لعرب 48 إن هذا التجاهل ومحاولة الإقصاء الكامل والمفضوح هو سلوك وممارسات تندرج ضمن السياسة المنهجية للتهويد التي تتبعها المؤسسة ودوائرها بأساليب شتى لتهويد المدينة، منها المباشر وغير المباشر، ومنها المكشوف والمخفي.

وأضافت أنه 'في هذه المرة لا يفاجئني الخبر حيث أن موقع المسرح هو داخل الأسوار، ويتواجد في موقع يتبع لشركة التطوير، أي التطهير، ويترأس أعضاء الإدارة رئيس بلدية عكا الذي عمل ويعمل على محو المعالم العربية في البلدة وتغيير التاريخ. السلطات والمؤسسات تعمل على محو الهوية العربية، وتسعى لعدم دمج العرب بأي عمل جماهيري. طبعا، كل هذا على عكس ما تدعيه حيث يدعي رئيس بلدية وبعض القيادات العربية عن كون عكا مثالا للمدن المختلطة والتعايش المشترك، وهذا كلام فارغ. هذه هي الحقيقة العنصرية، والتمييز يزداد في عكا، وهنالك مخطط كبير لإخراج وتهجير سكانها العرب'.

التعليقات