"النمو والنجاعة" يفرض تحديات أمام التعليم العربي

انتقد مسؤولون في الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب تقرير وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية حول نتائج امتحان النمو والنجاعة (الميتساف) لعام 2015، والذي أشادت من خلاله بنتائج الطلاب العرب،

"النمو والنجاعة" يفرض تحديات أمام التعليم العربي

(صورة من الأرشيف)

انتقد مسؤولون في الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب تقرير وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية حول نتائج امتحان النمو والنجاعة (الميتساف) لعام 2015، والذي أشادت من خلاله بنتائج الطلاب العرب، حيث أظهرت النتائج التدني عند طلاب صفوف الخامس في موضوع اللغة الأم، العربية، عند الطلاب العرب بمعدل 14 نقطة، وانخفاض باللغة الإنجليزية بمعدّل نحو 10 نقاط، وانخفاض في نتائج العلوم والتكنولوجيا بنسبة 7 نقاط، عند طبقة الثوامن، وطرأ انخفاض بنسبة 28 نقطة بموضوع اللغة العربية عند طلاب الثوامن. أمّا نتائج الطلاب العرب في منطقة النقب فقد أُظهرت وجود فجوات في التحصيل العلمي للطلاب بين جهازي التربية والتعليم العربي واليهودي.

حاج: 'المشاريع التربوية لا تتناسب مع هوية الطالب العربي'

قال سكرتير الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب، علاء عطا الحاج، إن 'الوزارة تفرض المشاريع التعليمية المختلفة لجهاز التعليم العربي حسب أجندة سياسية، أو ترويج لدعاية برلمانية لحزب معين في حكومة معينة. للأسف بات أصحاب المناصب الرفيعة العرب في وزارة المعارف يوافقون ويؤيدون البرامج بدون دراسة مسبقة أو فحص ميداني إذا كانت ستناسب طلابنا أم لا! تحت عنوان برامج تجريبية! هل بات أولادنا 'مجموعة للتجارب' لهذا الوزير أو غيره؟ هل سيستمر تقاعس أقسام المعارف والمفتشين وحتى المدراء بأداء دورهم الحقيقي في بناء خطة ومشروع تعليمي تربوي عربي يناسب طلابنا ومستقبلهم ومن أجلهم، يناسب ويحافظ على هويتهم العربية الفلسطينية'.
'امتحان الميتساف كشف الفجوة بين المجتمعين العربي واليهودي'

وأضاف الحاج أن 'امتحان النجاعة والنمو 'الميتساف' وغيرها من الامتحانات الوزارية كشفت خلال السنوات السابقة عن فجوة كبيرة بين المجتمعين، وبالتالي بين الميزانيات والبيئة التعليمية التربوية، ولكن لا حياة لمن تنادي. مع كل تغيير لوزير المعارف يحدث تغيير للخطط التعليمية بدون سابق إنذار أو حتى تخطيط مسبق، أو حتى دراسة جدية لملائمتها لجهاز التعليم العربي، أو حتى ملاحظات حول آلية تنفيذها وطرق متابعتها، هناك بعض المشاريع التي تحمل أهدافا ممتازة، ولكن إستراتيجية التنفيذ والمتابعة أثبتت فشلها، على سبيل المثال برامج اليوم المطول، تعلم ذو معنى، الأفق الجديد، مفتاح القلب، الآخر هو أنا، الإدارة الذاتية للمدارس الابتدائية، حوسبة التعليم والصفوف، التعلم عن بعد، كريف، تسيلا، المدرسة الخضراء، الرحلات المدرسية، وحدات البجروت، عوز بتموراه، الفرصة الفعالة، البحث العلمي وغيرها' .

'واقع جهاز التربية والتعليم أقسى من نتائج الميتساف'

وأشار الحاج إلى أن 'نتائج امتحان الدولة تؤكد أن الكثير من المشاريع الوزارية التي تقدم للمجتمع العربي لا تمت بصلة للواقع ولمستوى الطلاب وحتى المدارس، من ناحية البنى التحتية، البيئية، انعدام المختبرات، الإضاءة والحوسبة، شبكات الإنترنت والاتصال، انعدام المكتبات المدرسية، اكتظاظ الصفوف، عدم كفاءة بعض المعلمين والإدارة المدرسية، التعيينات بالوساطة والمحسوبيات، نقص في القاعات والغرف التدريسية، ملاعب وساحات آمنة، عدم مراقبة صرف الميزانيات بالشكل الصحيح، وغفلة بعض المفتشين عن القيام بواجبهم في متابعة تنفيذ هذه المشاريع على أتم وجه'.
وأوضح أن 'بعض هذه النتائج غير صحيح، ففي العام الفائت تم إلغاء امتحان 'الميتساف' بسبب الغش وكذلك إلغاء امتحانات البجروت في العديد من المدارس سنوياً، نعم للأسف الحقيقة أصعب وأقسى وأقل من هذه النتائج'.

سلطاني: 'النتائج تفضح التمييز في استثمار وزارة المعارف بين جهازي التعليم'

ونوه رئيس الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب، المحامي فؤاد سلطاني، أن 'الفوارق الكبيرة في استثمار وزارة المعارف في جهازي التعليم العربي واليهودي، من حيث البنى التحتية والاكتظاظ والنقص في الصفوف، هي من أبرز الأسباب لتدني نتائج التحصيل عند الطلاب العرب، كذلك الخلل في مناهج التعليم من حيث المضامين التي يتم تدريسها للطالب العربي، ويُدرس الطالب العربي منذ الصفوف الأولى مواضيع لا تتلاءم مع تاريخه وثقافته العربية وهويته، أحيانا يخرج المنتوج مشوها من هذه الناحية، وفي المراحل المتأخرة كذلك يتم تزويد مضامين غير مناسبة لثقافة الطالب العربي مثل كتب المدنيات والتاريخ التي أُدخلت للمناهج وتُكرس لأسرلة الطالب العربي وسلخه عن هويته الفلسطينية، هذا الخليط من الأفكار الغريبة يُنتج حالة من التراجع في النتائج'.

'إهمال اللغة العربية ينعكس في نتائج الطلاب'

وعقب سلطاني على أسباب تدني نتائج اللغة العربية قائلا إن 'الأسباب تتعلق بالاستخفاف بقيمة تدريس اللغة العربية واستبدالها بتعلم لغات أخرى كالإنجليزية والعبرية، كذلك النقص في وجود اختصاصيين للغة العربية، ونقص في عدد معلمي اللغة العربية، كما يعكس واقع استخدام المجتمع العربي للغة العربية على نتائج الطلاب، حيث بات استخدامنا للغات أخرى أكثر من استخدامنا للغتنا العربية، أرى أن المجتمع العربي بقياداته وبمشاركة اختصاصيين وخبراء تربية أمام تحديات لإنهاء حالة التراجع في مستوى النتائج حيث يجب وضع خطة للنهوض في جهاز التربية والتعليم العربي في ظل ازدياد العنصرية'. وأوضح أن 'جهاز التربية والتعليم العربي في النقب مثلا في حالة يرثى لها، فكيف نتوقع من الطالب العربي فيه أن يحقق نتائج جيدة'.

بقاعي: 'الطلاب والمعلمون العرب يبذلون جهودا مضاعفة لتحقيق النتائج'

ورأى رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في مدرسة الزهراء الإبتدائية (جــ) في طمرة، هاني بقاعي، أن 'امتحان الميتساف لا يعكس مستوى الطلاب العرب، فبالرغم من الجهود التي يقوم بها المعلمون والطلاب لتحقيق النتائج إلا أن جهودهم مضاعفة في ظل الآليات المتوفرة لديهم مقارنة مع الطالب اليهودي، فعندما نتحدث عن تمييز ضد العرب فنحن نقصد كذلك تمييز ضد الطالب العربي من حيث تهيئة الظروف التعليمية له. منذ عدة سنوات وأنا أشغل دور رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب وأحاول من خلال التداخل الاجتماعي للأهل أن نسد الفجوات التي يعاني منها طلابنا ومدارسنا من خلال جلب مشاريع تعليمية لطلابنا حتى نرتقي بمدارسنا وطلابنا، ولا أشك بقدرات الطلاب وطاقات المعلمين، ولكنهم يبذلون جهود مضاعفة بعدة مرات في ظروف غير متوازية للمدارس اليهودية حتى يحققوا نتائج تعليمية وتربوية لطلابنا'. واقترح على لجان أولياء أمور الطلاب المحلية والقطرية 'تحديد جدول زمني للنهوض بمدارسنا ومحاولة إيجاد طرق لسد الفجوات، حتى لا يدفع الطالب العربي ثمن التمييز ضده'.

التعليقات