نتسيرت عيليت: إحياء الثقافة العربية ضرورة وطنية

بدعوةٍ من المؤسسة العربيّة لحقوق الإنسان وجمعيّة بلدنا، انطلقت فعاليّاتٌ جماهيريّة لإحياء الحياة الثقافية الاجتماعية العربية في مدينة نتسيرت عيليت، أمس الخميس، ضمن مشروع المدن المختلطة.

نتسيرت عيليت: إحياء الثقافة العربية ضرورة وطنية

صور من فعاليات إحياء الثقافة العربية في نتسيرت عيليت

بدعوةٍ من المؤسسة العربيّة لحقوق الإنسان وجمعيّة بلدنا، انطلقت فعاليّاتٌ جماهيريّة لإحياء الحياة الثقافية الاجتماعية العربية في مدينة نتسيرت عيليت، أمس الخميس، ضمن مشروع المدن المختلطة.

في ظلّ غياب الأطر والمراكز الجماهيريّة العربيّة، جمع متنزه 'نيستان' العشرات من الأطفال وعائلاتهم، ضمنَ برنامجٍ تخلله فعاليات تعارف بين العائلات للتواصل المستقبلي، ساعة قصة مع المخرج هشام سليمان، رسم على وجوه الأطفال وتضييفات.

ترسيخ الهوية العربية

وقالت مركزة المشاريع في المؤسسة العربيّة لحقوق الإنسان، سمر عزايزة، لـ'عرب 48'، إنّ 'مشروع المدن المختلطة هو أحد المشاريع التي تعمل عليها الجمعيّة، وحركة حق الشبابيّة، وهو مشروع مشترك مع جمعية بلدنا، ويتضمن العمل 6 مدن مختلطة، وهي يافا، اللد، الرملة، نتسيرت عيليت، عكا، وحيفا، وتجنيد شبان للعمل على إحياء الثقافة العربية بهذه المدن منعًا لتهويد الشباب العرب، وفي نتسيرت عيليت سنعمل كل شهر على إقامة سلسلة ثقافية تخص الأقلية العربية'.

وتابعت أنّ 'اليوم الأوّل كان بحضور الفنان هشام سليمان، وقدم 'ساعة قصة' للأطفال'.

وأكدت أنه 'سنقدم ورقة لبلدية نتسيرت عيليت لتخصيص ميزانيات للأقلية العربية في المدينة، نحن نحاول الضغط على البلدية لمنح ميزانية للسكان العرب، نتسيرت عيليت مقامة أساسًا على أراضي عربيّة'، مشيرةً إلى أنّهم في عكا يعملون على إقامة مكتبة عربية، 'من خلال هذا المشروع نحاول إحياء الهوية العربية في الأماكن التي يعيش بها العرب واليهود، كي لا ننسى حضارتنا، تاريخنا ونكبتنا'.

وقالت مركزة مشروع المدن المختلطة في المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، زهرة سعيد عزايزة، لـ'عرب 48'، حول مشروع المدن المختلطة، إنه 'مشروع قطري يعمل في عدة مدن، لكل مدينة خصوصيّاتها وصعوبات أهلها الأصليين، ومن المهم لي كمرشدة أن نعرّف الشبان والأطفال في تلك المدن المختلطة، على الهوية الثقافية العربيّة، ونطلعهم على المدن العربية التي كانت قبل أن تتحول إلى مدن مختلطة بعد النكبة، وهنا أشير إلى أنّ مدينة نتسيرت عيليت هي وليدة ولم تكن قبل النكبة، وانضم إليها العرب مؤخرًا، أقيمت هذه الفعالية لإحياء الثقافة العربية في نتسيرت عيليت، وهي مشاريع تستهدف العرب فقط'.

غياب الأطر

وقالت المواطنة في نتسيرت عيليت، حنين كنعان، لـ'عرب 48'، إنّ 'عدد السكان العرب في نتسيرت عيليت في ازدياد، وبالرغم من ذلك لا أطر تجمعهم، يوجد مراكز جماهيريّة ليست عربيّة. كانت لي تجربة في إشراك ابنتي بمركز جماهيري، ولكنها وجدت صعوبة بسبب عدم فهمها للغة العبرية، كانت محاولة فاشلة وأجبرت على نقلها لمكان آخر في مدينة الناصرة، وهي بعيدة وتحتاج إلى وقت للذهاب والإياب'.

وأردفت كنعان أنّ 'عدد السكان العرب يستحق أن يُعمل شيء من أجله، كوجود مكتبة، فعاليات ثقافية، مركز جماهيريّة'، فهي لديها 3 بنات وتعاني من نقص في إيجاد مثل هذه الأطر، معبّرةً 'أتيت اليوم كمبادرة ليكون هناك بالفعل فعاليات مثل هذه، وتشجيعًا للناس كي تأتي أيضًا'.

وعن دور هذه الفعاليات في تنمية الهوية لدى الأطفال، أفاد المخرج والممثل، هشام سليمان، أنّ 'القصة من أهمّ الأدوات التي يجب على الطفل المرور بها في مرحلة الطفولة، الخاصية في هذه الفعالية أنها قُدّمت بأسلوب الحكواتي ومسرح الخيال والدمى، وهو أسلوب قديم من تراثنا العربيّ، وبمجرد سرد القصة من دون كتاب وصورة مرسومة نحن نترك له المجال كي يتخيّل بحسب رؤيته وخياله، إضافةً إلى تنمية اللغة وتقديم القصة بأسلوب محترف، وهنا ننمي الثروة اللغوية وخيال الطفل'.

وحين الانتهاء من القصة تهافت الأطفال كي يصبح كلّ منهم حكواتي ويعبّر عن نفسه، وفي هذا قال سليمان، لـ'عرب 48' إنّه 'بمجرد ترك مساحة للطفل لمرور تجربة الحكواتي والصعود على المسرح والمشاركة، تنمى شخصية الطفل، ليسرد قصة كما يراها في خياله وهي تنمية ذاتية وتعبيريّة له'.

وعن البرنامج قال سليمان إنّ 'هذه المحاولة في خلق حيّز ثقافي عربي هي رائعة، نحن في قلب نتسيرت عيليت في حديقة للأطفال يجتمع بها العشرات من الأطفال وأهاليهم، هو حدث مهمّ جدًا، كنا قد حاولنا قبل فترة افتتاح دورة مسرح وتمثيل في المنطقة، ولكن المهمة كانت شبه تعجيزيّة، كان هناك تقاعس من الجهات المسؤولة، وعدم الإعلام الكافي عن الدورة، وربما لم يعتاد السكان العرب بعد على وجود فعاليات في نتسيرت عيليت'.

اقرأ/ي أيضًا | التماس لإقامة مدرسة عربية في نتسيرت عيليت

واختتم سليمان 'آمل أن ننجح في بداية السنة الدراسية القادمة بتأسيس نواة لورشات الدراما وأطر الأطفال، كي لا يضطر سكان نتسيرت عيليت للذهاب إلى الناصرة لتلقي مثل هذه الدورات'.

التعليقات