أم الحيران تتسلح بإرادة الصمود لمواجهة الهدم والتهجير

تشهد عتير أم الحيران حالة من التوتر والغضب خشية اقتحام الشرطة والجيش للقرية بهدف حماية آليات الهدم التي تنوي تنفيذ أوامر الإخلاء والتهجير.

أم الحيران تتسلح بإرادة الصمود لمواجهة الهدم والتهجير

خيمة الاعتصام في أم الحيران اليوم

في أعقاب تهديدات السلطات الإسرائيلية باقتحام وهدم قرية عتير- أم الحيران، مسلوبة الاعتراف، الواقعة في النقب، جنوب البلاد، تشهد المنطقة حالة من التوتر والغضب الشديدين، في حين يشهد محيط البلدة تواجدا غير مسبوق لقوات من الشرطة، حسبما قال الأهالي، مؤكدين أن حالة من الغليان والترقب تسود القرية خشية اقتحام الشرطة للبلدة برفقة آليات الهدم لتنفيذ أوامر الإخلاء والتهجير.

الزبارقة: 'حولوا القرية لثكنة عسكرية'

وقال عضو المكتب السّياسيّ عن التّجمّع الوطنيّ الدّيمقراطيّ، جمعة الزّبارقة، لـ'عرب 48'، إن 'البلدة تشهد حالة تأهب قصوى خشية تنفيذ أوامر الهدم والتهجير، إذ أنه كان صباح اليوم محاولة لاقتحام البلدة وعندما تصدى الأهالي لهم قاموا بالتراجع'.

وأشار إلى أن 'التعزيزات التي وصلت لمدخل البلدة هذه المرة ليست من الشرطة فحسب بل قوات من الجيش الإسرائيلي، حيث تتواجد هنا قوة كبيرة من الجنود، وهذا أمر غير مألوف، يدل على أن الاستعدادات للهدم والتهجير هي بمثابة عملية عسكرية. نحن لا نملك سوى إرادتنا وعزيمتنا لمنع الهدم والتهجير، ونحذر من أن سقوط أم الحيران هو سقوط كارثي وهو سقوط لكل القرى غير المعترف بها، وبالتالي نحن نعتمد على الإرادة والصمود من أجل البقاء'.

أبو القيعان: 'هدفهم اقتلاعنا وتهجيرنا من أرضنا'

وقال مركز اللجنة المحلية في عتير- أم الحيران، رائد أبو القيعان، لـ'عرب 48'، إن 'السلطات الإسرائيلية تتعامل مع ملف التهجير كمسألة أمنية، وإن تصميمهم على اقتلاعنا وبناء بلدة للمستوطنين على أنقاض قريتنا هي مسألة ذات أبعاد سياسية وأمنية تتضمن رسالة تحد لكل الأعراف والحقوق الإنسانية'.

ولفت إلى أن 'من تسلم زمام الأمور في ملف أم الحيران هو جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والجيش، ولمتابعة ملف الهدم خلال شهر رمضان استدعي عدد كبير من الشباب والناشطين إلى مكاتب الشاباك بهدف الترهيب وتحذيرهم من التصدي للهدم'.

وأكد أن 'أهالي أم الحيران يقفون أمام قوة الدولة بشرطتها وجيشها وقضائها العنصري، لا نملك سوى إرادة الصمود والحق بالبقاء، ونحن نستعد للتصدي لهذه الهجمة المتوقعة في كل لحظة. وندعو كل جماهيرنا للتوافد إلى خيمة الاعتصام للوقوف معنا ومؤازرتنا'.

وأشار إلى أن 'هذا التنكيل وهذه الجريمة في التهجير الثالث لأهالي أم الحيران يندرج في صلب السياسة العنصرية المنهجية الموجهة ضد المواطنين العرب'.

الأعسم: 'هدوء ما قبل العاصفة'

واعتبر رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عطية الأعسم، أن الهدوء والترقب الحذر يسيطران على المشهد قد يليه خطوة مفاجئة.

وقال لـ'عرب 48' إنه 'كان من المزمع أن تصل اليوم قوات من الشرطة لاقتحام القرية بهدف إجراء عملية مسح للمنازل والمكان ولتنفيذ الهدم إلا أنه، حسب اعتقادي، لم يتم هذا الأمر بسبب تواجد الناس في خيمة الاعتصام'.

اقرأ/ي أيضًا | النقب: لن تسقط أم الحيران

وأضاف أن 'الهدوء هذا قد يكون ما قبل العاصفة، ولربما يختارون الزمان المناسب لتنفيذ الهدم بشكل مباغت. إن هذا الاعتداء على قرية عربية يشكل خطوة نوعية خطيرة للغاية وغير مسبوقة بهذا الشكل الواضح والسافر، وبمشاركة كل الجهات الرسمية بما فيها القضاء دون أي رادع. ولقد حوّل الجيش منذ فترة محيط أم الحيران إلى ساحة مناورات وتدريبات عسكرية بهدف ترهيب وتخويف المواطنين. نحن نواصل حملة التضامن في خيمة الاعتصام، ونعتقد بأنهم سيختارون الظرف والوقت المناسب لتنفيذ جريمتهم، وسنتصدى للهدم والتهجير'.

التعليقات