المخيمات الصيفية في الناصرة: نماذج ترسخ الانتماء

مع بداية العطلة الصيفيّة المدرسيّة، الممتدة على مدار شهرين، في البلاد، يعيشُ الأطفال والطلاب في مدينة الناصرة حالة من التساؤل عن كيفية قضاء العطلة الصيفيّة؟

المخيمات الصيفية في الناصرة: نماذج ترسخ الانتماء

صور من المخيمات في الناصرة

مع بداية العطلة الصيفيّة المدرسيّة، الممتدة على مدار شهرين، في البلاد، يعيشُ الأطفال والطلاب في مدينة الناصرة حالة من التساؤل عن كيفية قضاء العطلة الصيفيّة؟ ولعلّ أغلب الإجابات تتوجه صوب الالتحاق بالمخيّمات الصيفيّة للترفيه والتسلية، ويبقى هنا التساؤل حول نجاعة هذه المخيمات في تقديم وتطوير شخصية الطفل الثقافية والاجتماعيّة والتربويّة، إضافةً لما تقدمه من برامج ورحلات وفعاليات للتسلية.

تأتي أهميّة هذا التساؤل كون أطفال الناصرة الذين التحقوا بالمخيمات الصيفيّة يقدرون بالآلاف، ناهيك عن أهميّة هذه المخيمات في صقل شخصية وهوية الطفل، وتعزيز انتمائه.

 

نماذج في الناصرة

وقال مدير دائرة الثقافة والرياضة والشباب في بلدية الناصرة، خالد بطو، لـ'عرب 48' إنّ 'المخيم الصيفيّ التابع لبلديّة الناصرة، هو مخيم عريق وراسخ، يمنح مساحة خاصة لأطفال الناصرة ويعلّمهم على حبّ الناصرة والوطن والانتماء والعطاء، ومن جانب آخر يمنح الشباب والشابات المتطوعين ضمن الإرشاد دورًا وانتماءً للمدينة، قسم منهم طلاب في الجامعات والكليات الأكاديمية، هم جزء من المسيرة التربويّة والإرشاديّة ضمن طاقم مهني عمل على مدار أشهر ليوفر الظروف المناسبة للأطفال'.

وأضاف أنّ 'المخيم الصيفي هو الناصرة الحقيقيّة، ليست حيّا أو حارة، بل جميع أحياء الناصرة، هم أبناء جميع أهالي الناصرة، ابن الموظف، الطبيب، العامل، العادي، الغني والفقير، يرتدون جميعهم نفس الملابس ويأكلون ذات الطعام، فكل البرامج في المخيم لها علاقة مباشرة بأهالي الناصرة جميعهم، فلدينا أكثر من 1500 طفل في المخيم، وهو عدد كبير'.

ومن جهة أخرى، طرح مخيم السلام والطفولة نموذجًا قيميًا آخر، وفي هذا السياق، قال مركز مخيم السلام والطفولة، أمير عيساوي، لـ'عرب 48'، إن 'المخيم يقام للعام الـ29، نحن على وعي لأهميّة وجود هذا المخيم بمدينة الناصرة، وهو مخيم يعتني بتنمية الجانب الوطني، إضافةً للترفيه، إذ يقدم المخيم عدة مضامين للأطفال منها مضامين نسوية ووطنية وأممية'.

القيم والأهداف

وأفاد بطو إلى أنّه 'نحاول في المخيم زرع قيم إيجابية من خلال عدّة فعاليات كالفنون والرياضة والسباحة والدبكة الفلكلوريّة والسينما والمسرح، التي ترسخ تاريخنا وحضارتنا، أما المضامين فهي التسامح والمحبة والانتماء، وهو شعار المخيم، ونعتني بسعادة الطفل واستفادته وسلامته، ونحاول الحفاظ على هذه القيم، فمنذ ساعات الصباح الباكر يستمع الأطفال إلى الأغاني الفلكلوريّة والوطنيّة، وقد تم انتقاء أسماء الخيام على أسماء أحياء الناصرة ودول عربيّة تعاني من التمييز والقهر، كسوريا والعراق'.

ومن ناحيته، أكد عيساوي أنّ 'أسماء الخيام الموجودة هي عبارة عن أسماء لشخصيات فلسطينية وعربية وأممية بارزة، فلسطينيّة كمحمود درويش وناجي العلي، عربية كزياد الرحباني وأحمد فؤاد نجم، وأممية كجيفارا وغاندي ونيلسون مانديلا، وذلك لنقل التجربة الأممية وكيفية محاربة الأبرتهايد في البلاد المختلفة، وبذلك ينتمي الأطفال من جيل 5 سنوات إلى 14 عاما إلى هذه الخيام ويتعرفون إلى كافة الأسماء'.

اللحمة

وأكد بطو أنه 'في المخيم يزور الأطفال الكنيسة والجامع، يمرون بأزقتها كي يعيشوا حياتها تأكيدًا على أنهم جزء من هذه المدينة، وكل طفل يريد الالتحاق بالمخيم نحن نستقبله، ويحتوي المخيم على أطفال من جيل 3 سنوات إلى 18 عاما'.

واستطرد أنّه 'حافظنا على كافة الأجيال أن تكون تحت إطار آمن وسليم وهادف، ورسالة المخيم هي المحافظة على الناصرة في السرّاء والضراء، الحفاظ على ممتلكاتها وأهلها، ونسعى لتعزيز الانتماء لهذه المدينة من خلال المخيم البلدي'.

وقال عيساوي إن 'المخيم هو تطوعي، كافة طاقم المرشدين والمرشدات هم متطوعون، وفي ذلك تعزيز هام لقيمة التطوع، وهو ردّ موجه لحكومة إسرائيل التي تحاول أن تفرض علينا الخدمة العسكرية والمدنية، وهنا مثال للتطوع الحقيقي الذي يخدم أبناء شعبنا ومئات الأطفال، كي يستمتعوا بعطلتهم الصيفيّة'.

اقرأ/ي أيضًا | المخيمات الصيفية: المضامين والتكلفة وقضاء أوقات الفراغ

واختتم حديثه مؤكدًا على أهميّة تلك الفعاليات التي ترسّخ الفلكلور الفلسطيني، فهناك فعالية القيام بعرس فلسطيني وارتداء الثوب الفلسطيني المطرز والغناء أغانٍ وطنية ملتزمة، وذلك من أجل تثبيت الهوية الفلسطينية في نفوس أطفالنا وتعريفهم إلى عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، إذ لا يقتصر المخيم على التسلية والترفيه والرحلات، بل تقديم مادة ثقافية معززة لهويتنا في هذه البلاد.

التعليقات