أم الفحم: أوامر هدم المنازل كابوس يقض مضجع الأهالي

تعيش عائلة عبد الغني إغبارية من مدينة أم الفحم ساعات عصيبة ممزوجة بالقلق والتوتر، في أعقاب قبول المحكمة المركزية في حيفا استئنافاً قدمته النيابة العامة طالبت فيه بإلغاء قرار تجميد أوامر هدم منازلها الذي استصدرته العائلة.

أم الفحم: أوامر هدم المنازل كابوس يقض مضجع الأهالي

تعيش عائلة عبد الغني إغبارية من مدينة أم الفحم ساعات عصيبة ممزوجة بالقلق والتوتر، في أعقاب قبول المحكمة المركزية في حيفا استئنافاً قدمته النيابة العامة طالبت فيه بإلغاء قرار تجميد أوامر هدم منازلها الذي استصدرته العائلة عن طريق المحامي محمود محاجنة في شهر شباط/فبراير من العام الجاري في محكمة الصلح بالخضيرة.

وتعود قضية أوامر هدم منازل عبد الغني في أم الفحم مجددا بخطورة بالغة، إذ أنه بعد قبول الاستئناف في المحكمة يحق للسلطات الإسرائيلية وفق قانونها تنفيذ الهدم فورا أو في أي وقت تختاره.

ويقطن منازل عائلة عبد الغني المهددة بالهدم نحو 20 نفراً بينهم مسنون وأطفال وذوو احتياجات خاصة.

صراع

وقال المحامي الموكل بالدفاع عن القضية منذ خمسة أعوام، محمود محاجنة، لـ'عرب 48'، إن 'محكمة الصلح في الخضيرة صادقت في شهر شباط/فبراير الماضي على التجميد لمدة عام، لكن النيابة العامة قامت بالاستئناف على هذا القرار في المحكمة المركزية في حيفا بعد ثلاثة أشهر، وقبل فترة قصيرة وافقت المحكمة على هذا الاستئناف الذي قدمته النيابة، وأمرت بتنفيذ أمر الهدم بشكل فوري'.

وأوضح أن 'ملف عائلة عبد الغني أديره منذ خمسة أعوام في أروقة المحاكم، وفي كل فترة نحن نخوض صراعا مع لجنة التنظيم والبناء والشرطة والنيابة العامة والدولة'.

وأضاف أنه 'في إحدى الجلسات التي كانت للبت بالبينات حول ملف أمر الهدم قمت بتوجيه سؤال لضابط التنفيذ في الشرطة وقلت له إذا أردتم الهدم فلماذا لا تنفذونه الآن؟، فكانت إجابته بأنهم لا ينفذون الهدم في وقت رمضان والعيد. نحن بدورنا انتهزنا هذه الفرصة فترة رمضان والعيد من أجل التخطيط للجلسات القادمة والتي تعد جلسات حاسمة. ادعاؤنا الجديد سيكون غدا في جلسة محكمة الصلح بالخضيرة أننا في تقدم تخطيطي بالملف وأن المستندات تثبت ذلك، ولو كانت معنا هذه المستندات في جلسة الاستئناف بالمركزية في حيفا لكانت المحكمة قد رفضت طلب النيابة'.

 نكبة أخرى

وقال صاحب المنزل، الحاج عبد الغني إغبارية، لـ'عرب 48'، إن 'هذا المنزل نسكنه منذ أكثر من 17 عاما، ونحن في هذا الصراع مع الدولة منذ ما يزيد عن 15 عاما. السلطات الإسرائيلية تدعي أننا لا نملك الترخيص للبناء مع العلم أن المنزل تشمله الخارطة الهيكلية منذ فترة طويلة، لكن السلطات لم تصادق حتى الآن على الخارطة، لا نعلم لماذا، وللأسف لم تصادق الدولة على خارطة هيكلية واحدة في أم الفحم من أكثر من 20 عاما'.

وأضاف أن 'منازل العائلة تأوي ثلاث عائلات وعشرين نفرا، أنا إنسان مريض بالسرطان ويعيش في المنزل أيضا من يعانون من الأمراض، وطفل يعاني من أزمة نفس، وضعنا صعب جداً ونحن بحاجة إلى من يساعدنا بحل هذه الأزمة لأن هدم المنازل يعني تركنا في العراء وتشريدنا'.

وأكد أنه 'لا يوجد لدينا مكان آخر، التشرد هو مصيرنا في حال تم هدم المنازل لا سمح الله، وسوف تتشرد ثلاث عائلات وعشرين نفرا. لقد استنزفونا وأهلكونا نفسيا وجسديا وماديا، المال الذي صرفناه على بناء المنازل دفعنا مثله على المحاكم. لم نعد نملك المال حتى للنضال في المسار القضائي، نهيب بجميع الجماهير العربية الوقوف إلى جانبنا في هذه القضية لأنها قضية شعب كامل يعيش النكبة مرة أخرى'.

التعليقات