الناصرة: قضايا يتجاهلها الإعلام

تلعب وسائل الإعلام المختلفة دورا رئيسا ومؤثرا في المجتمعات المختلفة، وتعكس طبيعة العلاقة بين مختلف مكونات المجتمع، ويتوقف إسهام ودور وسائل الإعلام في العمل الاجتماعي، السياسي والديمقراطي على شكل ووظيفة تلك الوسائل في المجتمع وحجم الحريات،

الناصرة: قضايا يتجاهلها الإعلام

الشارع الرئيس في الناصرة

تلعب وسائل الإعلام المختلفة دورا رئيسا ومؤثرا في المجتمعات المختلفة، وتعكس طبيعة العلاقة بين مختلف مكونات المجتمع، ويتوقف إسهام ودور وسائل الإعلام في العمل الاجتماعي، السياسي والديمقراطي على شكل ووظيفة تلك الوسائل في المجتمع وحجم الحريات، وتعدد الآراء والاتجاهات داخل هذه المكونات، إلى جانب طبيعة العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية المتأصلة في المجتمع.

لا يقتصر الإعلام على كونه مرآة المجتمع التي تعكس قضاياه، وضع عيوبه على الطاولة أمرٌ مهمّ جدًا، ولكنه ليس أهمّ من معالجتها وطرح الحلول والبدائل وملاحقة الأسباب والعلل.

موقع 'عرب 48' تجول في مدينة الناصرة وسأل المواطنين عن القضايا التي على الإعلام العربيّ في الداخل أن يعالجها ويطرحها بجديّة أكبر.

قضايا تهمّ النساء

قالت المستشارة التنظيميّة والتسويقيّة، دُنيا مخلوف، لـ'عرب 48'، إنّ 'الإعلام ينقصه طرح القضايا المتعلقة بالتمكين الاقتصادي للنساء، فلا يكفي أن يقوم الإعلام بتغطية المؤتمرات والأحداث المتعلقة فقط، إنما من المفترض أن يقوم الإعلام بجمع عدد كبير من الاختصاصيين الذين يستطيعون تطوير الوضع الاقتصادي الخاص بالنساء، تمكينهنّ مهنيًا، تخطي الخوف الذي يواجههن من الخروج من المنزل، أو حتى كسر الخوف من فتح مصالح تجاريّة'.

وأكّدت أنّه 'لا يكفي أن يقوم الإعلام بتغطية الأحداث، فهذا ليس علاج للقضية، بل يجب طرح أدوات عمليّة من خلال وسائل الإعلام كي تصل هذه الأدوات إلى النساء عبر الوسائل المختلفة، التلفاز، الصحيفة، الراديو، الإنترنت، ومن المحبذ أن تكون مقاطع قصيرة مصورة، يلقيها مختصون بالمجال الاقتصادي والإكاديمي'، منوهةً أنّ 'هناك نساء لا يستطعن الخروج من منازلهنّ والعمل بسبب عدم توفر مواصلات عامّة في قراهنّ العربيّة، وهذه الشريحة يمكن الوصول إليها عن طريق الإنترنت وإعطائها الأدوات والسبل لتمكين ذاتها وتحسين وضعها الاقتصاديّ والاجتماعيّ'.

أمّا المواطنة لبنى مطر، فقالت لـ'عرب 48'، إنّ 'من أهمّ القضايا هي سوق الناصرة، فالبلدة القديمة في الناصرة ماتت، لا يوجد أي أحد بها، الحركة الاقتصادية ذابلة جدًا في الناصرة كلّها بسبب المجمعات التجارية في نتسيرت عيليت، أنا كصاحبة محل تجاريّ أعتبر أنّ هذه المجمعات قامت بالتخريب على عملنا في منطقة العين، وأتمنى من الإعلام أن يعالج هذه القضايا الهامّة التي تهمّنا كمواطنين'.

ومن جهةٍ أخرى قالت المواطنة مثيل جبران، لـ'عرب 48' إنّه 'على الإعلام أن يهتم بطرح قضية توفير مواقف للسيارات في مدينة الناصرة، فأنا كصاحبة محلّ تجاريّ لا يدخل أحدٌ إلى محلّي بسبب أنّه لا مواقف لسيارات الزبائن، مما أثر على وضعنا الاقتصاديّ، وقد قمنا بالتوجه لبلديّة الناصرة ومشاركة رئيس البلديّة، علي سلام، والمسؤول عن السير، لكن لا شيء تغيّر، حيث يقوم موظفو البلدية بإيقاف سياراتهم ولا مكان حتى لسياراتنا نحن، أصحاب المحلات التجاريّة، وليس ثمّة أحد يسمعنا'، مردفةً أن 'الوضع الاقتصاديّ سئ جدًا وإن استمر على هذا الحال سأقوم بإقفال محلي التجاريّ'.

مشاكل أخرى

عن القضايا الأخرى، قال الباحث في التراث الفلسطينيّ، أحمد مروّات، لـ'عرب 48'، إنّه 'يجب تسليط الضوء على التاريخ الاجتماعي بشكل خاص، والاجتماعيات بشكل عام، وخاصةً بمدينة الناصرة، وكذلك بما يتعلق بالظواهر الاجتماعيّة المختلفة كالعنف، ومن حقنا كمواطنين أن نتجاوب بمنع هذه الآفات الاجتماعيّة الحاصلة في مجتمعنا العربيّ، وذلك من خلال إيصال صوتنا من منبر ووسيلة إعلاميّة محليّة'.

وأضاف أنّ 'البعض يقومون بإرسال مقالات رأي مكتوبة للوسائل الإعلاميّة المختلفة، لكنها لا تُنشر، وبهذا لا يصل صوتهم'، مشيرًا إلى أنّ 'قضايا المرأة كذلك يجب معالجتها، والتوعية نحو أوقافنا ومعالمنا التاريخية، فالمواقع الإلكترونيّة اليوم تحتل مكان الصحف، وبهذا أطالب بتخصيص زاوية للمواطنين كي يستطيعوا إيصال صوتهم ورأيهم وردّ فعلهم لما يحدث في مجتمعنا. أنا كباحث في مجال التاريخ الفلسطيني أطالب كذلك بزاوية خاصّة لتوثيق تاريخنا الفلسطيني في المواقع ووسائل الإعلام المختلفة، وللأسف الأجيال الناشئة لا تعلم إلا القلّة القليلة عن موروثنا الثقافيّ، فلعلّ وسائل الإعلام تساهم في رفع الوعي نحو تاريخنا وأعلامنا ومعالمنا في فلسطين ما قبل النكبة'.

وقال المواطن ميشيل كتورة، لـ'عرب 48'، إنّه 'يجب علاج العنف المستشري بين الشباب، وطرح القضايا المناهضة للعنف، خاصةً أنّ المشاكل تزداد في ظل استشراء السلاح في المجتمع العربي، فما عاد العنف يقتصر على العنف الجسدي، وسبب هذا العنف هو أتفه الأسباب كالنظرة التي تؤدي إلى شجار عنيف بين الشبّان، وأي حدث بسيط أصبح المسدس حاضرًا وجاهزًا لإطلاق النار'.

اقرأ/ي أيضًا | الشباب العرب: لا 'خادم' ولا 'مأجور'

واختتم حديثه بأنّه 'على الإعلام توعية الجمهور، بالإضافة إلى أنّ واجب الشرطة أن تجمع السلاح، ونرى أحيانًا أنّ السلاح بات في متناول أيدي طلاب المدارس، كنوع من التفاخر، وهو ما يؤدي لتفاقم وضع العنف بعد افتتاح المدارس العام المقبل'.

التعليقات