تفاصيل الليلة الدامية في إسطنبول

لا تزال مدينة الطيرة وعائلة وصديقات ضحية الهجوم المسلح في إسطنبول، الفقيدة ليان زاهر ناصر (19 عاما)، يلعقون طعم الفاجعة المأساوية التي ألمت بهم.

تفاصيل الليلة الدامية في إسطنبول

لا تزال مدينة الطيرة وعائلة وصديقات ضحية الهجوم المسلح في إسطنبول، الفقيدة ليان زاهر ناصر (19 عاما)، يحاولون استيعاب هول الفاجعة التي ألمت بهم.

ويعم جو من الحزن الشديد المدينة في أعقاب مقتل ليان ناصر، الفتاة التي لم تفارقها البسمة، حسبما قالت صديقاتها.

وروت صديقتاها آلاء عبد الحي ورواء منصور، بعد عودتهما مساء أمس الأحد، من تركيا لحظات الرعب الأولى التي تحولت إلى كابوس سيلاحقهن لفترة طويلة.

وقالت رواء منصور التي تخضع في المستشفى، لـ'عرب 48'، إنني 'بداية أحمد لله أن نجوت وإصابتي جاءت سليمة فقد أصبت برصاصتين، واحدة بالقدم وأخرى باليد، لم تستقرا في جسدي، والآن أنا بوضع جيد وأعاني من الجروح فقط'.

وأضافت أنه 'عند إطلاق النار في البداية لم نعلم ما يجري، حتى سمعنا أصوات تهشيم الزجاج، في البداية ظننا أنه شجار عادي، لكن بعد أن بدأ الرصاص يتطاير بكثافة شعرت أن أمرا خطيرا قد وقع، وبعدها بثوان سمعنا صراخ 'انزلوا تحت الطاولات'، وشددنا أيادي بعضنا البعض لنختبئ غير أن الرصاص ازداد كثافة، أنا بدوري هربت إلى مخزن المطعم واختبأت فيه'.

وتحدثت رواء منصور حول شعورها وهي مصابة، علما بأنها تعمل منذ فترة طويلة كمضمدة في مركز الرحمة الطبي بالطيرة، وقالت 'لم أتوقع يوما أن أكون في عداد المصابين، بدأت أشعر اليوم كيف يكون المصاب الذي أعالجه، أحيانا كنت أظن أن المصابين يبالغون في شكواهم لنا، لكن اليوم أعلم أن الألم لا حدود له ولا يوجد أحد يشعر بألمك'.

وأوضحت أنه 'رغم إصابتي استطعت أن أوقف نزيف إحدى المصابات من الكويت داخل المخزن، الذعر سيطر على الجميع، شعرت أنني في كابوس لن ينتهي. وما زاد الرعب في داخلنا ونحن في المخزن أن إطلاق الرصاص لم يتوقف، لكن بعدها توقف لبرهة ثم بدأ إطلاق الرصاص تجاه المخزن الذي كنا نختبئ فيه، هذا كان أكثر مشهد أرعبني رغم كل الخوف الذي عشناه. اعتقد أن منفذ الهجوم أراد قتل الجميع، كان إطلاق النار متقطعا وكأن الإرهابي أراد أن يتأكد من أن المصابين جميعهم قتلوا'.

وبكت رواء منصور صديقتها ليان ناصر، وقدمت تعازيها لأهل الفقيدة، وقالت 'أتمنى من الله أن يمن عليهم بالصبر وأن يكونوا أقوياء، أؤكد لكم أن ليان كانت فرحة جدا بالسفر وفخورة جدا بأهلها الذين أحبتهم جدا، رحمها الله'.

عبد الحي: تصرف الشرطة التركية كان سيئا معنا

وقالت آلاء عبد الحي التي كانت في المطعم مع صديقاتها ليان ناصر وآية عبد الحي ورواء منصور، عند تنفيذ الهجوم المسلح، ولم تصب بأذى، إننا 'كنا نجلس في أمان، نتتطر وجبة الطعام، فجأة وقعت الفاجعة، وحين سمعنا إطلاق النار اختبأنا في البداية تحت الطاولة، لكن استمر إطلاق النار وبدأنا نبحث عن مكان نلجأ إليه لنهرب من الموت، أنا بقيت مختبئة فوق ثلاجة كبيرة حتى حضرت الشرطة التركية'.

وأضافت أن 'تصرف الشرطة التركية كان سيئا معنا، وحضرت إلى المكان بتأخر، ومعاملتها مع الملف كان مخجل جدا. لقد تركونا ساعات في مركز الشرطة رغم البرد القارس بدون طعام وعلاج، مؤسف أن معاملتها كانت سيئة جدا'.

وعن صديقتها الراحلة ليان ناصر، قالت آلاء عبد الحي، لـ'عرب 48'، إن 'ليان لم تكن فقط صديقة، لا أستطيع وصفها فهي أطيب إنسان تعاملت معه بحياتي، كانت الابتسامة لا تفارقها، الكل أحبها وأحبت الجميع، لم تغضب أحدا، كانت كالملاك بكل معنى الكلمة، جميلة وذكية وخلوقة. مؤلم جدا ما حصل، حتى الآن لم أستوعب بعد أن ليان لن تعود إلى العيادة وستكون العيادة خالية منها، الخبر المفجع وقع علي كالصاقعة'.

يذكر أن آخر ما كتبته الفقيدة ليان ناصر على صفحتها في الفيسبوك قبل رحيلها، 'أسوأ ما قد يُصيب الإنسان أنّ يفقد شهيته في القول، في الضحك، في إظهار ردات الفعل، أسوأ ما قد يُصيبه أنّ يموت حيّا'.

التعليقات