د. ختام حسين: التلوث في مستشفى رمبام يتراجع

وقالت رئيسة قسم خدمة الوقاية من الأمراض التلوثية في مستشفى رمبام، د. ختام حسين، لـ"عرب 48"، إن "المعطيات التي كُشف هذا عنها مؤخرًا، هي معطيات تتناول الواقع في العام 2015، وليس له علاقة بالعام 2016".

د. ختام حسين: التلوث في مستشفى رمبام يتراجع

(صورة توضيحية)

كشف تقرير نشرته وزارة الصحة، اليوم الأربعاء، أن مستشفى 'رمبام' في حيفا، يحتل المكان الأول من ناحية احتمال إصابة المريض بتلوث الدم أثناء مكوثه في المستشفى.

وتعتبر ظاهرة التلوث المكتسبة في المستشفيات إحدى القضايا الحساسة في الجهاز الصحي، وفي الوقت نفسه ضمن الأسرار الدفينة للمستشفيات الإسرائيلية، بسبب حقيقة أن الحديث عن مسبب للمرض والوفاة أصيب به المريض أثناء تسريره في مؤسسة طبية، وبذلك تحولت الأنابيب الطبية المعالجة والمربوطة بجسد المريض (أنابيب القسطرة) إلى أنابيب فتاكة.

وأشار التقرير إلى أن موضوع التلوث هو الحلقة الضعيفة والمخفية في الجهاز الصحي. ونظرا لكون الكشف عن نطاق وخطورة التلوث يمس بسمعة المستشفيات، ظلت هذه المعلومات لسنوات طي الكتمان.

وقالت رئيسة قسم خدمة الوقاية من الأمراض التلوثية في مستشفى رمبام، د. ختام حسين، لـ'عرب 48'، إن 'المعطيات التي كُشف هذا عنها مؤخرًا، هي معطيات تتناول الواقع في العام 2015، وليس له علاقة بالعام 2016'.

وأكدّت أنّه 'من حق الجمهور الاطلاع على المعطيات وقراءة التقرير بشكلٍ صحيح، مع الإشارة إلى أنه لا يمكن لأيٍ من المستشفيات أن تقوم بإجراء مقارنة بين مستشفى وآخر، إذ تختلف المستشفيات كثيرًا في تفاصيلها، فمثلا مرضى مستشفى رمبام يختلفون من حيثُ المرض، عن مرضى مستشفيات أخرى في البلاد، ومن الظلم إجراء مثل هذه المقارنة غير المهنية، فنوعية الأيام التي يتم معالجتها من مستشفى لآخر مختلفة تمامًا. ويتوجه مليونا مواطن من جميع أنحاء البلاد سنويا إلى رمبام، وهو الأكثر في الزيارات وتوجهات المرضى، خاصةً أنّ مستشفى رمبام يحظى بأنواع علاجات غير متوفرة في مستشفيات الشمال، وحالات العلاج هي الأكثر تعقيدًا وصعوبة في مستشفى رمبام عن غيره من المستشفيات. وهذه المعطيات التي يجري الحديث عنها، لها ما يُبررها، عندما نتحدث عن حالات صعبة وقد يُسبب ذلك تعرُضًا للتلوث وهو أمرٌ طبيعي، في مبنىً ضخم كهذا'.

وعن خصوصية مستشفى رمبام، قالت د. حسين، إن 'قسم العناية المكثفة في مستشفى رمبام يجمع أكبر نسبة من المرضى والمصابين، ضمن وحدة خاصة تجمع المرضى ما يعرضهم للتوث، جرّاء مشاكل في الحروق والجلد وغيرها، من هنا يُستدل أنّ مستشفى رمبام يقدّم خدمات جمّة للمرضى، ما قد يُسبب التلوثات'.

وعن التوعية للمرضى أكدت أنّ 'المستشفى طوال الوقت يُشدد على غسل اليدين باستمرار، وارتداء الكفوف للوقاية من التلوثات، ونحنُ كأطباء وممرضات نقدّم التوعية والعناية المكثفة وتقوم الطواقم الطبية بتقديم الملاحظات اللازمة، من أجل سلامة مرضانا، حتى لحظة خروجهم من المستشفى. وعند استقبال أي مريض نقدم له شرحًا مكتوبًا بجميع اللغات، ويُنصح الزائرون عادة بتقليل فترة زياراتهم حتى لا يتعرّض لتلوث وحتى لا يتعرّض الشخص السليم وعائلته أيضًا للعدوى، كما أنصح عائلات المرضى بالانتباه إلى موضوع التعقيم، ومن رأى طبيبًا أو ممرضًا لم يقم بتعقيم يديه فيجب على العائلة لفت نظره للضرورة وحتى لا يتعرّض للتلوث'.

وأوضحت د. حسين، إنني 'كمسؤولة عن هذا الموضوع أؤكد أننا نقوم بخطة سنوية نجري فيها فحوصات بشكلٍ دائم للكشف عن التلوثات وبناء خطط جديّة من أجل خفضها، وأشارت معطيات 2016 إلى انخفاض نسبة التلوثات بما يزيد عن 25% في وحدة العناية المركّزة، وهو بالتأكيد معطى مهم، ناهيك عن زيادة عدد الممرضات في القسم وعدد العاملين في النظافة وتحسين الوضع للأفضل، ونحنُ لا ننتظر نشر المعطيات، لأننا طوال الوقت في عملٍ دؤوب من أجل زيادة الانخفاض في التلوث. الطاقم الطبي يسعى بكل إمكانياته للحفاظ على بيئة نظيفة، ويُنصح المرضى ومرافقوهم بتنظيف الأيدي والنظافة الشخصية، وهي أحد أهم الأمور الأساسية في بلادنا، وأنا لا أنتظر حتى يزداد التلوث، بل نقوم بإجراء بحوث ودراسة التلوثات الجرثومية، ونحاربها بالمضادات الحيوية، ونبحث في الأسباب ومعالجتها، دون تجاهل ضرورة تعقيم الآلات والاحتياجات المختلفة التي يتم استعمالها على أيدي الأطباء والممرضين والممرضات بشكلٍ عام، ونستعمل المضادات الحيوي لمعالجة مشاكل جديّة لدى مرضانا'.

وحول مشكلة التلوثات في المستشفيات، قالت إنها 'مشكلة ليست بجديدة، تحدث أيضًا في المستشفيات العالمية، بسبب الزيارات العائلية المستمرة والتي لا تتوقف، إضافة إلى مشكلة الاكتظاظ في المستشفى ونقص الطواقم الطبية والممرضات، وأنا كطبيبة أعالج كل ما باستطاعتي معالجته، لكن هناك حاجة ماسة لقراءة التقرير بتمعن، وفهمه. ومن جهة أخرى عدا عن المرضى الذين يصلون إلينا من كل حدبٍ وصوب، فإنّ مستشفى رمبام يعالج الكثير من الأمراض التي لا تعالج في مستشفيات أخرى، مثل جراحة الصدر، القلب، جراحة الدماغ، الصمامات، وغيرها من التخصصات، إلى ذلك فإنّ هناك نسبة كبيرة من المسنين الذين يصلون إلى مستشفى رمبام، بينما يقل عدد المسنين في مستشفيات أخرى، ونحنُ نعرف أنّ شريحة كبار السن يتعرضون للتلوث أكثر من غيرهم'.

التعليقات