د. قعدان: هكذا نمنع أمراض الأطفال بالشتاء

طبيب الأطفال، د. وليد قعدان، من باقة الغربية: "درجة حرارة الجسم العالية التي تستوجب فحص الطبيب هي تلك التي لا تتجاوب مع المسكنات وتؤثر سلبا على وضعية الطفل من حيث تفاعله وعدم تناوله الطعام وحتى استفراغه، أو في حال ظهرت بثور على الجلد".

د. قعدان: هكذا نمنع أمراض الأطفال بالشتاء

(pixabay)

يتعرض الأطفال لبعض الأخطار أثناء نموهم واكتسابهم لخبراتهم بالحياة. وقد توفي هذا الأسبوع 3 أطفال بالبلاد فيما اعتبر بالموت السريري، بينهم رضيعة في عامها الأول من مدينة الطيرة في منطقة المثلث الجنوبي.

والموت السريري، وفق ما قاله الأطباء، هو حالة الانعدام الفجائي لدوران الدم في الأوعية الدموية والتنفس والوعي، وهو المصطلح الطبي لوقف الدورة الدموية والتنفس، ما يلزم لاستمرار الحياة، ويحدث عندما يتوقف القلب عن الخفقان بإيقاع منتظم، وهي حالة تسمى السكتة القلبية.

كما تعرض بالأمس رضيع من قرية حورة في منطقة النقب، لانخفاض حاد في درجة حرارته (ضربة برد)، نقل على أثرها إلى المستشفى ووصفت حالته بأنها متوسطة.

وبهذا الصدد، حاور 'عرب 48' طبيب الأطفال، د. وليد قعدان، من مدينة باقة الغربية حول نصائحه وإرشاداته فيما يتعلق بالموت السريري وضربات البرد.

ما هي أكثر الأمراض التي يتعرض لها الأطفال في هذه الأيام؟

التهابات مجاري التنفس هي السائدة في فصل الشتاء، حيث هناك عدة مسببات منها فيروسات عديدة وأبرزها فيروس 'آر إس في' الذي نعتبره عدو الخدج والأطفال تحت سن عام ونصف، ففي بعض الحالات يصل الأطفال إلى المستشفيات نتيجة تعرضهم لالتهابات رئوية قد يحتاج قسم منهم للتنفس الاصطناعي.

كيف بالإمكان تدارك حوادث الموت السريري؟

الموت السريري ظاهرة موثقة في الكتب المدرسية دون أن يتم الكشف عن مسبباتها حتى الآن، مع الإشارة إلى أن الأطفال المعرضين للموت السريري هم من جيل 0 حتى عامين، علما أن هذه الحوادث لا علاقة لها بالأمراض المزمنة والوراثية.

الأمر الوحيد الذي يحاول الطب حول العالم ربطه بالموت السريري هو هيئة النوم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن نوم الطفل على منطقة البطن له علاقة مباشرة بالموت السريري بسبب أن إفرازاته خلال النوم قد تؤدي إلى خنقه وموته، لذلك فإن النظريات الطبية تؤكد وتدعو إلى ضرورة نوم الأطفال على ظهورهم أو على جنوبهم.

ما هي ضربة البرد؟ كيف تحدث؟ وهل يستطيع الوالدان تجنب مثل هذه الأمراض؟

الأطفال تحت جيل عامين تفتقد أجسادهم الحرارة بشكل أسرع وأشد من الإنسان الناضج في حال لم تكن التدفئة كما يجب، علمًا أن انخفاض درجة حرارة الجسم تحدث في غضون ساعات، ما قد يؤدي إلى فشل الأعضاء الهامة في الجسم، وفي بعض الحالات تكون عمليات إنعاشه صعبة، وفي حال نجحت قد يتعرض المصاب لضرر دائم خصوصًا في الجهاز العصبي أو الفشل الكلوي وما إلى ذلك.

قليل من الحالات التي نصادفها بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم التي أرى بأنها تنجم عن ظروف بيئية صعبة أو إهمال من الأهل. من هذا المنطلق يستوجب على الأهل توفير التدفئة داخل المنازل بواسطة المكيف أو محرك التدفئة بالشكل المطلوب، والابتعاد عن التدفئة من خلال الفحم والوسائل الكهربائية الأخرى كونها تشكل خطرا على حياتهم، بالإضافة إلى اعتنائهم بأطفالهم من ناحية الملابس خصوصًا في فصل الشتاء.

ما هي النصائح التي تود توجيهها في هذا الصدد؟

بدون شك تعتبر هذه الفترة صعبة علينا كأطباء أطفال، ولكن رغم ذلك نفضل فحص الطفل مرتين حتى نتأكد من سلامته، ومن هنا نتوجه للأهل في حال كان يعاني الطفل من درجة حرارة عالية نسبيا أو من الرشح، وفي المقابل كان حيويا ومتفاعلا وبحالة جيدة، فلا أرى بأن هناك داع لعرضه على الطبيب.

درجة حرارة الجسم العالية التي تستوجب فحص الطبيب هي تلك التي لا تتجاوب مع المسكنات وتؤثر سلبا على وضعية الطفل من حيث تفاعله وعدم تناوله الطعام وحتى استفراغه، أو في حال ظهرت بثور على الجلد.

التعليقات