طال الانتظار: والدة الأسير كريم يونس تتوق لمعانقته

قالت الحاجة صبحية يونس (أم كريم) البالغة 84 عاما، لـ"عرب 48" إن "الاشتياق لابني كريم يتزايد ويتعاظم مع مرور كل لحظة وأخرى، أنا فخورة به وبابن عمه ماهر إلى درجةٍ كبيرة، خاصةً أنه صامدٌ وجبّار، رغم الوقت الطويل الذي أمضاه في سجون إسرائيل".

طال الانتظار: والدة الأسير كريم يونس تتوق لمعانقته

والدة الأسير كريم يونس (عرب 48)

تتوق والدة عميد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كريم يونس (59 عاما) من قرية عارة، لاحتضانه ومعانقته رغم طول انتظار الإفراج عنه بعدما مضى على اعتقاله أكثر من 35 عاما.

وقالت الحاجة صبحية يونس (أم كريم) البالغة 84 عاما، لـ'عرب 48' إن 'الاشتياق لابني كريم يتزايد ويتعاظم مع مرور كل لحظة وأخرى، أنا فخورة به وبابن عمه ماهر إلى درجةٍ كبيرة، خاصةً أنه صامدٌ وجبّار، رغم الوقت الطويل الذي أمضاه في سجون إسرائيل'.

كأيِ والدة أسير ولربما أكثر تتميّز أم كريم يونس بأنها نذرت حياتها من أجل ابنها وأشقائه، وهي تأمل طوال الوقت أن يتم الإفراج عنه في أقرب وقت.

كريم وماهر رسما معنى للصمود

وأضافت والدة كريم يونس أن 'السلطات الإسرائيلية أدانته بالانتماء إلى حركة فتح والمشاركة في قتل جندي إسرائيلي والاستيلاء على سلاحه، وكانت قد اعتقلته في السادس من كانون الثاني/ يناير 1983. لم أعد أستطع زيارة ابني، مع أنني أتمنى أن أحضنه وأقبله أو أكلمه عبر الزجاج، لكنّ صحتي تزدادا سوءا وآلام المفاصل يلازمني'.

وعن حياة الأسيرين كريم وماهر في السجن، قالت والدة كريم يونس، 'إنهما عميدا الأسرى، وهذه الصفة تحمل معنىً كبيرًا، فعميد الأسرى هو مسؤولٌ وموجهٌ وداعمٌ ومثقّفٌ، يقرأ كثيرًا في سجنه، وهذا بالنسبةِ لي كأم كريم فخرٌ كبير'.

ما هي أصعب الأيام التي عشتِها بانتظار كريم؟

صبحية يونس: 'لقد طال الانتظار كثيرًا، أكثر مما توقعنا، أشتاق لاحتضان كريم ولو لمرةٍ واحدة على الأقل كما ذكرت. وضعوا بيننا فاصلا زجاجيا وكنتُ أكلمه من خلال الهاتف خلال الزيارات، ليتني قوية لأزوره وأتحدث إليه أكثر، لكنه دائمًا يطمئنني ويُشعرني بوجوده في قلبي وفكري. أتحسر عن عدم قدرتي على تقبيله، وعدم الشعور معه إن تألم أو شعر بشيءٍ يضايقه، كنتُ أتمنى أن أكون إلى جانبه في الشدائد، لكنني واثقة أنه قوي وقادر على الصمود والتحدي'.

هل تذكرين حالة شعر بسببها كريم بالحُزن؟!

صبحية يونس: 'بالتأكيد عندما رحل والده، بكى بصمت في سجنه، ولم يستطع لقاء والده قبل وفاته، رغم أننّا طلبنا من إدارة السجن تسريحه للمشاركة في توديع والده، لكنّهم رفضوا، كما هو متوقّع. عدم وجود كريم حالَ دون اكتمال الأفراح في البيت، وبقيت غصة وألم بين شقيقاته وأشقائه وأقاربه وأصدقائه'.

معانقة الحرية

تحدثت الوالدة التي أعياها البُعد عن ولدها الأسير، عن مشاعر الأم التي كانت دائما بانتظار الإفراج عن نجلها ضمن صفقات التبادل التي جرت في العام 1985، وبعدها بين التنظيمات الفلسطينية وإسرائيل أو بعد التوقيع على اتفاق أوسلو في العام 1993، وصفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط) لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل عام 2011، وتُجدّد الأمل بلقائه خارج أسوار السجون وجدرانها، بين أهله وذويه، ليعانق الحرية وتعانقه في ربوع الوطن.

التعليقات