الرامة تحتفي بغطاس بعد إشهار كتابه "بلا هوادة"

غصت قاعة مركز حنا مويس الثقافي بالحضور من الرامة وخارجها، من بينهم النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، جمعة الزبارقة، رئيس مجلس محلي الرامة، شوقي أبو لطيف، وآخرون.

الرامة تحتفي بغطاس بعد إشهار كتابه "بلا هوادة"

احتضن مركز حنا مويس الثقافي في قرية الرامة مساء أمس، الجمعة، أمسية ثقافية احتفاء بالنائب السابق، د. باسل غطاس، قبيل دخوله السجن وبعد إشهار كتابه الجديد 'بِلا هَوادَة'، مجموعة مقالات في واقع فلسطينيي الداخل وفعلهم السياسي، بدعوة من المجلس الملي الأرثوذكسي.

وغصت قاعة مركز حنا مويس الثقافي بالحضور من الرامة وخارجها، من بينهم النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، جمعة الزبارقة، رئيس مجلس محلي الرامة، شوقي أبو لطيف، وآخرون.

وعبر المشاركون عن دعمهم وتضامنهم مع غطاس، الذي سيدخل السجن لقضاء محكوميته لعامين في 2 تموز/ يوليو المقبل، على خلفية قضية إسناده للأسرى ومساعدة الأسرى وإدخال هواتف نقالة إليهم.

وتولى عرافة الأمسية عبود عازر، حيث تخللها فقرات فنية من تقديم كل من ديما عازر ويوسف مخول ونبيل عازر.

واستهلت الأمسية بكلمة د. خليل نخلة، حيث حيا من خلالها مواقف النائب السابق، غطاس، وما قدمه من أجل الأسرى، كما أشاد بكتابه الجديد وما يتضمنه من واقع فلسطينيي الداخل.

وتطرق نخلة خلال كلمته إلى أهمية الإصرار على أصلانيتنا بدلا من التعريف عن أنفسنا كأقلية وكعرب إسرائيل وطوائف، وكأننا وجدنا على هذه الأرض في قوالب طبيعية مجزأة.

وتساءل قائلا 'هل نحن تحت احتلال كولونيالي إقصائي منذ العام 1948 لكوننا غير يهود وأغيار أم لكوننا أصلانيين مناهضين للصهيونية وعنصريتها؟'

وختم نخلة كلمته بالقول 'يجب ألا ندعم السلطة الفلسطينية بشكل تلقائي فقط لأنها فلسطينية، خاصة منذ توقيع اتفاقية أوسلو، حيث قبلت هذه السلطة أن تقوم بدور الداعم الفعلي لاستمرار الاحتلال والتطبيع معه على حساب تحرير الوطن'.


الناشطة سناء سلامة دقة، زوجة الأسير وليد دقة، حيث استهلت كلمتها بالحديث عن إضراب الأسرى، مشددة على أنهم يخوضون الإضرابات ضمن مساعي مطلبية وليست سياسية من أجل تحقيق أبسط الأمور الحياتية التي حرموا منها داخل السجون الإسرائيلية.

وحيت خلال كلمتها الحركة الأسيرة وما حققته في إضراب الحرية والكرامة، لا سيما وأنه يمكننا المراهنة على الحركة الأسيرة وسجنائنا السياسيين بأنهم صلبين وفي خط المواجهة الأول.

وخاطبت غطاس في كلمة مؤثرة جاء فيها أننا 'نستصعب تقبل حقيقة إهدارك عامين من عمرك في السجن كونك آمنت بحق زوجي وليد وباقي الأسرى من أجل التواصل مع أهلهم وذويهم'.

وأكدت أنه 'بمثل استعدادية وروح الدكتور باسل يتم بناء الأوطان وتحدث تراكمات وطنية، فهناك فرق بين المناضلين الشرفاء الذين يدفعون ثمن مواقفهم وبين الناس الذين أطلق عليهم اسم المناضلين الجدد'.

وجاء في كلمة الشاعر، علي مواسي، 'شهادة للدكتور باسل غطاس على مرحلة كثيرة التقلبات، مليئة بالأحداث الكبرى، شديدة الحساسية والتعقيد، تمتد منذ عام 2007 وحتى عام 2017 قبل أن يصبح الشاهد عضو برلمان باسم شعبه أمام سلطة الاستعمار التي تحكمه عن التجمع الوطني الديمقراطي ثم عن القائمة المشتركة وكذلك خلال عضويته وبعد أن أجبر على التنحي'.

وأشار إلى أن 'ما يتضمنه كتاب بلا هوادة ليس جهد باحث أو تنظير مفكر أو إضاءات متأمل على أهمية أشكالها جميعا، إنما عصارة تجربة ومرآة عمل وصوت سعي ومحاولة'.

وأوضح أن 'الثمن الذي يدفعه غطاس اليوم ليس لأن سمو حسه الإنساني النبيل والأصيل قاده إلى إدخال ما يمكن أسيرا من سماع همسات أمه تخفف عنه وطأة احتراق وذوبان الجسد في الظلام وعنها فقدان رائحة وملمس الولد، ليس ذلك فحسب بل هو ثمن الموقف الفعل والرؤيا الطريق والطموح التطبيق والمبادئ المشروع المعبر عنها في هذا الكتاب، ودائما كان الجواب مستمرون لا نهاب ولا نلين'.

واختتم 'كانت مهمة تحرير هذا الكتاب وتدقيقه في ظروف صعبة وزمن قياسي رحلة مثيرة لي تغني بقدر ما تضني، شكرا إذ منحتني يا باسل ثقة كبيرة في زمن حرج كهذا سأعتز وأفتخر بها أبدا، وقد كنت الذي يصغي ليفعل والذي يحاور ليعلمّ ويتعلم والذي يستشير قبل أي تدبير'.

وعبر النائب السابق، د. باسل غطاس، في كلمته عن 'شكره لكل من لبى الدعوة وحضر الأمسية، كما أعرب عن امتنانه للطائفة الأرثوذكسية التي ينتمي إليها والتي تعتبر مكونا عريقا من مكونات شعبنا الفلسطيني ومدافعا أمينا عن عروبته لتقدم الغالي والنفيس منذ أواخر القرن الثامن عشر حتى اليوم لتمكين الوطن والدفاع عنه، شأنها في ذلك شأن باقي مركبات شعبنا وطوائفه'.

وشدد على أنه 'ليس بنادم على ما قام به من أجل الأسرى ولن يعتذر عن ذلك طوال حياته ومهما كان الثمن، وأنه لا يحمل مسؤولية ما قام به لأحد، بل سيتحمل هو وعائلته ورفاقه في الحزب الذين يقفون معه هذا الثمن إلى النهاية'.

واختتم كلمته بالقول 'اليوم آخذ في يدي مصيري، من قال إنكم ولاة أموري، يا حاطب الأغصان من زيتونتي، أقصر فإنك لن تطول جذوري، زيتونتي من قال أيبسها الردى، والجذر حيٌ في الثرى المغدور'.

وفي ختام الأمسية، جرى تقديم درع شكر وتقدير للدكتور باسل غطاس من قبل المجلس المحلي الأرثوذكسي ومركز حنا مويس الثقافي على كل ما قدمه في سبيل خدمة مجتمعه وبلده.

التعليقات