النقب: هدم المنازل سلاح يفتك بالوجود العربي

تُواصل آليات وجرافات الهدم بحماية من الشرطة، وبتوجيه من ما يسمى "سلطة توطين البدو" تصعيد حملات الهدم لعشرات البيوت والمنشآت في بلدات النقب العربية.

النقب: هدم المنازل سلاح يفتك بالوجود العربي

حملات هدم المنازل العربية مستمرة

تُواصل آليات وجرافات الهدم بحماية من الشرطة، وبتوجيه من ما يسمى "سلطة توطين البدو" تصعيد حملات الهدم لعشرات البيوت والمنشآت في بلدات النقب العربية.

وكانت السلطات قد هدمت خلال الأيام الأخيرة بيتين في قرية الزرنوق وبيت في قرية وادي النعم بالإضافة إلى هدم بيت المواطن سلمان أبو سبيلة للمرة العاشرة في قرية أم قبو واعتقاله.

ونفذت السلطات حملة هدم شرسة، أمس الأربعاء، في عدة بلدات عربية، حيث اقتحمت آليات الهدم والدمار بحماية قوات من الشرطة قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، والتي تفتقر لأبسط مقومات الحياة والعيش وهدمتها للمرة 120 ومن ثم توجهت قوات الهدم إلى قرية عوجان وهدمت سدة زراعية فيها وجرفت سياجا، بالإضافة إلى هدم منزلين في بلدتي شقيب السلام وأبو تلول، ولم تنته حملة الهدم هناك بل استمرت القوات واقتحمت قريتي أبو قرينات وأم متنان ونفذت فيها عمليات هدم مختلفة.

معركة مستمرة

عزيز الطوري

وعن العراقيب التي تحاول السلطات يوميا استنزافها ومحاكمة أهلها، وكانت آخر هذه المحاولات محاكمة الشيخ صياح الطوري وفرض غرامات طائلة عن عمليات الهدم التي نفذتها السلطات فيها، استمرارا إلى هدم العراقيب للمرة 120، قال أحد سكان العراقيب، الناشط عزيز الطوري، لـ"عرب 48" إن "الدولة مستمرة في قمعنا ومحاولات تحطيم معنوياتنا ونضالنا. هدمت قوات الدمار العراقيب للمرة 120، أمس، ونحن نقولها صريحة حتى لو وصلت إلى 1200 جريمة هدم لن نتزحزح عن أرضنا وسنبقى صامدين هنا".

وأضاف: "نطالب قياداتنا ببذل المجهود اللازم لإعلاء القضية، فالمعركة من طرف الدولة على العراقيب والنقب مستمرة، وليست قريبة من التوقف أو الهدوء".

أكثر شراسة

وقال الناشط راتب أبو قرينات من قرية أبو قرينات المهددة بالهدم لـ"عرب 48" إن "اقتحام القوات للقرية ليس مشهدا غريبا، لكنها في كل مرة تكون أكثر شراسة، وكأنها محاولة لفرض قبضتها على الصعيد النفسي قبل الميداني على أهالي القرى غير المعترف بها".

راتب أبو قرينات

وأكد أن "عمليات الهدم وتصرفات أفراد الشرطة مليئة بالحقد والعداء، وتحمل الكثير من العنصرية في باطنها، وهذا ما ظهر منذ أيام المعركة ضد مخطط "برافر" حتى اليوم، فالدولة باقتحامها المتواصل للقرى العربية مسلحة بترسانتها، الشرطة وسلاحهم، تنتج مشهدا أقرب ما يكون إلى إعلان الحرب على الحياة العربية في النقب، وتعلنها صريحة بأنها لا تريدينا ولا تريد أن نبني فيها وتهدم بيوتنا القائمة هنا".

حرب على الوجود العربي

وقال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، جمعة الزبارقة، لـ"عرب 48" إن "هذا الارتفاع المطرد في وتيرة الهدم ما هو إلا بمثابة حرب على وجودنا، وهو سياسة راسخة عند هذه الحكومة".

جمعة الزبارقة

وأوضح أن "هناك محاولة لإخضاع الناس وكسر عزيتمهم من خلال التضييق عليهم أكثر وأكثر واهمين أن الناس ستذعن بالمحصلة لمخططات السلطة".

وختم الزبارقة بالقول إنه "علينا أن نتحدث بصراحة أن أفق النضال الوحيد للتصدي لعمليات الهدم هو النضال الشعبي والصمود، فالمسار القانوني لم يعد يجدي نفعا والعمل البرلماني محدود في ظل وجود إجماع صهيوني متطرف".

هذا، وتتعرّض البلدات العربية بالنّقب، في الآونة الأخيرة، لحملات هدم شرسة طالت مئات المنازل بحجّة البناء بدون ترخيص، واستشهد المربي يعقوب أبو القيعان (47 عاما) في قرية أم الحيران بالنقب، فجر اليوم الأربعاء 18.1.2017، برصاص الشرطة الإسرائيلية التي اقتحمت القرية وجرى هدم 8 منازل مأهولة، ولقي أحد عناصر الشرطة مصرعه وادعت الشرطة أنه دهس خلال المواجهات، كما طال الهدم، مؤخرا، عشرات المنازل في اللد وقلنسوة وبير هداج ورهط وغيرها بالإضافة إلى هدم مساكن بلدة العراقيب للمرة 110 بتاريخ 25.10.2017، في ظل تصعيد غير مسبوق وإصرار الحكومة وأذرعها على مواصلة هدم المنازل العربية.

التعليقات