كفر كنا: تفاقم الجريمة يتعدى الإهمال المتعمد

تشهد قرية كفر كنا في الفترة الأخيرة، تصاعدا خطيرا في العنف والجريمة، فجرائم القتل والسرقات والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وفوضى السلاح وإطلاق النار، توالت بشكل هستيري كان آخرها جريمة إطلاق النار على مسجد عمر بن الخطاب واستهداف خطيبه وإمامه،

كفر كنا: تفاقم الجريمة يتعدى الإهمال المتعمد

منظر عام في كفر كنا، شباط 2018 (عرب 48)

تشهد قرية كفر كنا في الفترة الأخيرة، تصاعدا خطيرا في العنف والجريمة، فجرائم القتل والسرقات والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وفوضى السلاح وإطلاق النار، توالت بشكل هستيري كان آخرها جريمة إطلاق النار على مسجد عمر بن الخطاب واستهداف خطيبه وإمامه، الشيخ كمال خطيب.

في أعقاب افتتاح مركز شرطة "قانا" توالت العديد من الجرائم التي كشفت عن تقاعس الشرطة وتخاذلها، ولغاية هذه اللحظة لم تقدم الشرطة أي مشتبه للقضاء، الأمر الذي يثير ردود أفعال غاضبة بين أهالي كفر كنا.

وليد حمدان

"عرب 48" رصد آراء الشارع الكناوي حول ازدياد هذه الظاهرة الخطيرة:

وقال العامل وليد حمدان لـ"عرب 48" إن "هناك الكثير من أعمال العنف التي بدأت تظهر بشكل كبير في حارات كفر كنا الأمر الذي نرفضه ونستنكره جميعنا، فقد تحصل بعض المناكفات بين العائلات أو الأفراد، لكن هذا لا يعني أن تصل حد الاعتداءات وإشهار السلاح. باعتقادي هناك مشكلة أخلاقية نعاني منها لا بد من إصلاحها".

وأضاف أنه "على الشرطة العمل على بتنظيم السير في القرية، حتى لو كان هناك تحفظ على معاملة الشرطة مع النساء بشكل خاص وقد حدثت الكثير من المشاكل بهذا الخصوص، ولكن إجمالًا يجب تنظيم وضبط حركة السير، لكننا نطالب الشرطة بالتعامل مع قضايا العنف بالإجراءات اللازمة فهناك تقصير كبير من جهتها، ولو أن الملامة الأولى والأخيرة تقع على عاتقنا".

وفي نفس السياق، قال المربي محمد أمارة لـ"عرب 48" إن "ظاهرة العنف مقلقة فعلًا في البلدة، وبدأت تتفشى بشكل كبير، وعلى الرغم من افتتاح مركز الشرطة رغمًا عن أنف أهالي القرية و'تصدير محاسنها' على مدى سنة كاملة إلا أننا نراها، اليوم، تفلح فقط بتحرير المخالفات المرورية ليس إلا".

محمد أمارة

وختم أمارة بالقول إنه "جرى الكثير من التحفظات والمشاكل في الأيام الأخيرة بين الأهالي وأفراد الشرطة على خلفية تعاملهم مع النساء بشكل خاص، ولكننا نقول ليس هذا دور الشرطة الذي عليها ممارسته، فظاهرة إطلاق النار ليست جديدة وعليها كبح جماحها سواء كان بسبب الشجارات أو حتى في الأفراح".

وأضاف أن "اللوم الأكبر يقع على عاتق الأهالي وطريقة تربيتهم لأبنائهم فهناك الكثير من الأهالي الذين لا يتعاملون مع السلاح ويمكننا حصر السلاح بين عائلات محددة ومعروفة في القرية. ومن هذا المنطلق علينا الحد منه بآليات مختلفة على مستوى المدارس، بطواقمها المختلفة أو النشاطات التوعوية الجماهيرية".

وقال الشيخ شكري زعبي من كفر مصر لـ"عرب 48"، إن "جميع الأديان ترفض هذه الظواهر الشاذة في المجتمعات. علينا أن ندعو دائما إلى التسامح بين بعضنا البعض، والقتل أعظم عند الله من هدم الكعبة حجرًا حجرًا، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لنا به قدوة حسنة، عندما رأى رجلًا أخذ 'قبّرة' فقال 'من أفجع القبّرة بأولادها' وحتى عندما قامت امرأة بمنع قطة من أكل الخشاش فقد دخلت النار عقابًا، فما بالك بقتل أرواح البشر أو الاعتداء وإطلاق النيران؟".

شكري زعبي

وختم زعبي بالقول: "نحن مؤمنون بالله وليس هناك شرع يدعو للبغضاء. علينا أن نحث على التسامح والتعامل الحسن فيما بيننا قبل أن نلوّم الشرطة المتقاعسة بعملها، وفي كفر كنا للأسف حدث اعتداء على بيت الله، وهذا لا يمكن أن يستوعبه عقل بل هو كفر مباح، على الجميع الحد منه".

وقال المواطن أحمد غدافشة لـ"عرب 48" إن "هذه الظواهر المخزية مستنكرة ومرفوضة. ليس هناك عاقلًا يمكن أن يقبل أو يسمح بها في القرية، ولكننا نطالب الشرطة بأداء عملها بالشكل الصحيح، فحتى الآن لم تقدم أي لوائح اتهام أو حتى مشتبهين في أي من الجرائم، وهذا مرفوض. عليها أن تقوم بعملها ولا تقصد التقاعس كما تعمل الآن".

أحمد غدافشة

يذكر أن الشرطة لم تتوصل إلى أي من الجناة، لغاية الآن، ما فتح الباب على مصراعيه من جديد أمام الأهالي لتأكيد رفضهم لوجود مركزها بالبلدة.

التعليقات