رغم الاحتجاجات بالشوارع... تقتل النساء في البيوت

تخيم أجواء من الحزن والصدمة العارمين على مدينة عكا، في أعقاب العثور على جثة إيمان خميس أحمد عوض (27 عاما) داخل شقتها الواقعة في شارع "هرتسوغ"، وعليها آثار عنف وطعن.

رغم الاحتجاجات بالشوارع... تقتل النساء في البيوت

12 امرأة عربية قتلن منذ بداية العام: شهدت البلدات العربية والبلاد عموما في الأسابيع الأخيرة مظاهرات في مواقع مختلفة، احتجاجا على العنف ضد النساء، لكن العنف ضد النساء العربيات تحديدا لا يزال يحصد أرواح الضحايا في بيوتهن، ومن أقرب المقربين، رغم المظاهرات في الشوارع.

 وتخيم أجواء من الحزن والصدمة العارمين على مدينة عكا، في أعقاب العثور على جثة إيمان خميس أحمد عوض (27 عاما) داخل شقتها الواقعة في شارع "هرتسوغ"، وعليها آثار عنف وطعن.

وتركت الفقيدة ورائها طفلة في السابعة من عمرها، وتكاد عائلتها وكل من عرفها لا يصدقون هول الفاجعة التي ألمت بهم.

واعتقلت الشرطة زوج الفقيدة للاشتباه به في قتلها، وكانت قد اقتادته لتقديم إفادته حول الجريمة في وقت سابق، وأصدرت في وقت لاحق أمر حظر نشر حول كل ما يتعلق بمجرى التحقيق وهوية المشتبهين وذلك لغاية 18.12.2018.

وسيتم عرض الزوج المعتقل، الذي أكد للمحامي الموكل بالدفاع عنه أنه "لم أقتلها"، صباح يوم غد الأربعاء، على محكمة الصلح في عكا للنظر في طلب النيابة العامة بتمديد اعتقاله.

وفي حديث لـ"عرب 48"، أوضحت قريبة الضحية أنه "حتى الآن لا نعرف حيثيات وتركت وفاتها"، وتابعت: "ونسأل الله أن يظهر الحق ولا نقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل في حال كانت قد ارتكبت بحقها جريمة قتل".

وأضافت أن "الفقيدة عرفت بعلاقتها الجيدة مع كل من عرفها ولم تؤذ أحدا في يوم من الأيام، وهي لا زالت في ريعان شبابها وقد وقع النبأ علينا كالصاعقة ونكاد لا نستوعب حتى الآن ما حدث".

وتابعت أن "عائلتنا معروفة في المدينة بسيرتها الحسنة ولم تشهد من قبل حدث كهذا، فنحن متفاجئون بحيث قتلوا شابة في عمر الورد وتركوا ورائها طفلة في السابعة من عمرها".

الاحتجاجات في الشوارع بينما تقتل النساء في البيوت

وتساءلت "كيف ترتكب كل هذه الجرائم في مجتمع ينادي على الدوام بوقف العنف ونبذه؟ ما الفائدة من الاحتجاجات التي تنظم في الوقت الذي نشهد فيه ازديادا في جرائم القتل بالبلاد؟"، في إشارة إلى المظاهرات الأخيرة والغضب الشعبي العارم في أعقاب جريمة قتل يارا أيوب من الجش.

وناشدت "من هنا أطالب كل من لا يعرف شيئا عما حدث بعدم إطلاق الإشاعات والأقاويل الكاذبة بحق الفقيدة، وأن يراعوا مشاعرنا كعائلة ويقفوا إلى جانبنا في هذه المصيبة التي ألمت بنا".

وختمت بالقول إن "موعد دفن الجثمان لم يتحدد بعد، ونحن لا نتمنى لأحد أن يمر بالموقف الذي نمر به ونأمل أن تكون إيمان خاتمة الأحزان، وفي النهاية لا يسعنا سوى أن ندعو لفقيدتنا بالرحمة ونسأل الله أن يلهمنا الصبر والسلوان".

وفي وقت سابق، أكد شاهد عيان أن زوج الضحية هو من عثر عليها مطعونة 3 طعنات في منطقة الرقبة وأنه هو من اتصل بالشرطة، ووفقًا للشهادات الأولية فإن الزوج دخل المنزل وعثر على زوجته مقتولة، وبعد مرور لحظات قصيرة نزل سلالم المنزل راكضًا وصرخ: "قتلوا زوجتي.. قتلوا زوجتي".

يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد أصدرت مؤخرًا دراسة أوضحت خلالها أن "أخطر مكان في العالم بالنسبة للمرأة، هو المنزل، وأن من بين ما يقدر بنحو 87 ألف امرأة قُتلن في العام الماضي، حوالي 50 ألف منهن أو 58 بالمائة، أُزهقت أرواحهن على يد شركائهن أو أفراد عائلاتهن".

وعلى الرغم من انتشار الفاعليات التي ترفع مدى الوعي بخطورة ظاهرة العنف ضد المرأة بكافة أشكاله وجرائم قتل النساء، يُستدل من المعطيات المتوفرة أن عدد ضحايا جرائم قتل النساء في المجتمع العربي بالبلاد ارتفع إلى 12 ضحية، وبلغ عدد الضحايا الإجمالي 52 عربيا وعربية قتلوا في جرائم غالبيتها نفذت بإطلاق النار وطعن بالسكين منذ مطلع العام الجاري 2018.

وكانت آخر ضحايا جرائم قتل النساء قبل مقتل إيمان عوض في عكا، يارا أيوب من الجش، ومنال الفريزات من عشيرة أبو رقيق بمنطقة النقب. ومن بين الضحايا 4 نساء وفتيات من مدينة يافا: سمر خطيب، الشقيقتان حياة ونورا ملوك، وفاديا قديس.

كما تضم قائمة الضحايا كلا من زبيدة منصور وريما أبو خيط من مدينة الطيرة، رسمية طه-مصالحة من دبورية، نورا أبو صلب من قرية خشم زنة غير المعترف بها في النقب وعفاف الجرجاوي من بلدة شقيب السلام.

التعليقات