عروة سويطات: أسعى للحفاظ على ما تبقى من جمال حيفا

"الحفاظ على ما تبقى والتأثير على المخططات التي تؤدي إلى تشويه الأحياء التاريخية في حيفا خصوصًا في حيّ وادي الصليب وحيّ المحطة، وتصحيح الغبن التاريخي والتخطيط المبادر الذي يسترجع المواقع ذات الأهمية التاريخية ويطوّر الحيّز بشكل ثقافي واجتماعي".

عروة سويطات: أسعى للحفاظ على ما تبقى من جمال حيفا

وادي الصليب في حيفا

عينت رئيسة بلدية حيفا الجديدة، د. عينات كاليش، مخطط المدن والباحث، عروة سويطات، عضوا في لجنة الحفاظ على المباني والمواقع، وهي إحدى أهم اللجان في بلدية حيفا، تعمل على الحفاظ على المباني التاريخية في المدينة، وكذلك لها التأثير المباشر على التخطيط المستقبلي للمدينة.

تتكون اللجنة من 6 أعضاء ما يجعل دور سويطات هاما خاصة وأن رئيسة بلدية حيفا أيضا مخططة مدن، ويشكل تعيين المخطط سويطات، الساعي منذ عقود للحفاظ على المركز التاريخي لحيفا والحفاظ على ما يمكن من معالم المدينة العربية الفلسطينية في حيفا خاصة الأحياء العربية منها، إشارة لتغيير سياسة دامت على مدار عقود لطمس وتهميش المجتمع العربي والحيز التاريخي الفلسطيني في حيفا وسائر المدن المختلطة.

مسؤولية

عروة سويطات

وحول تعيينه في هذه اللجنة، قال سويطات في حديثه لـ"عرب 48": "أعتبر هذا التعيين غير مفهوم ضمنا، إذ فقدنا على مدار عقود الكثير من المباني والمواقع ذات القيمة المعمارية والثقافية والتاريخية، لذا أشعر بمسؤولية كبيرة وبتحدٍّ كبير، وسأبذل كل ما بوسعي كي نحافظ على ما تبقى لنا من المباني والمواقع التاريخية في مدينتنا حيفا وعلى إرثنا المعماري، الذي هو ملك المدينة وأصلها وجزء من كبرياء وانتماء وهوية الناس ومركّب أساسي في جوهر تطوير المدينة وخدمة الأجيال القادمة، وهو يعني لي بشكل خاص، كوني عملت في العقد الأخير على طرح قضايانا ومطالبنا وتصورنا للحفاظ على المركز التاريخي الحيفاوي خصوصًا مع جمعية التطوير الاجتماعي في حيفا، وطالما طالبنا في حماية المركز التاريخي العربي والتصدّي لمخططات التشويه والطمس".

وأضاف سويطات أن "أهمية التعيين تأتي من أهمية اللجنة، إذ تعتبر هذه اللجنة من أهم اللجان في البلدية، وهي لجنة إلزامية وفق القانون، وهي تصادق وتراقب على المخططات والسياسات المؤثرة على المباني والمواقع التاريخية في المدينة، خصوصًا وأن المركز التاريخي في حيفا وفي سائر المدن المختلطة قد عانى على مدار عقود من مخططات أدّت إلى هدم وطمس وتشويه المعالم التاريخية، لذا يعتبر التعيين فرصة تاريخية للتأثير".

"عرب 48": هل يمكن أن تتجاوب بلدية حيفا مع مطلب الحفاظ على أصالة المدينة وجذورها الفلسطينية، مثل العمارة والأسماء والمساجد؟

سويطات: نحن أمام تحدّيين أساسيين، الأول هو الحفاظ على ما تبقى والتأثير على المخططات التي تؤدي إلى تشويه الأحياء التاريخية في حيفا خصوصًا في حيّ وادي الصليب وحيّ المحطة، وأما التحدّي الثاني فهو تصحيح الغبن التاريخي والتخطيط المبادر الذي يسترجع المواقع ذات الأهمية التاريخية ويطوّر الحيّز بشكل ثقافي واجتماعي.

"عرب 48": طمست الكثير من معالم المدينة الفلسطينية في حيفا مع مرور الوقت، كيف حدث هذا التحول اليوم؟

سويطات: هذا التحوّل جاء نتاج نضالنا على مدار عقود وتتويجًا لعملنا في جمعية التطوير الاجتماعي في حيفا.  آن الأوان أن نؤثر بشكل جوهري من خلال مشاركة السكان والجمهور والقوى المجتمعية والأهلية على السياسات والمخططات للحفاظ على تاريخ حيفا. وعملنا خصوصًا أمام رئيسة البلدية الجديدة في السنوات الأخيرة في طرح قضايانا ومطالبنا وتصوّراتنا الإستراتيجية التخطيطية للحفاظ على المركز التاريخي الفلسطيني وتطويره. لذا جاء هذا التعيين تجاوبًا من رئيسة بلدية حيفا مع مطلبنا في التأثير على اتخاذ القرار البلدي والتخطيطي حفاظا على تاريخنا وهويتنا وحقوقنا. اليوم جاءت رئيسة بلدية جديدة في حيفا وهي مخططة مدن ونجحنا في إقناعها وتحصيل التزام منها الذي تبعه هذا التعيين في تغيير التخطيط في حيفا حيث أنه لا تطوير في حيفا دون الحفاظ على مركزها التاريخي وإرثها المعماري وهويتها وميراثها العربي الفلسطيني بل اعتبرت هدم وادي الصليب والميراث التاريخي الحيفاوي جريمة بحق المدينة. بناء على ذلك تم إيقاف كافة المخططات الجديدة المعدّة في البلدية وسيتم إعادة دراستها وفحصها وتخطيطها من جديد لتتلاءم مع هوية المكان واحتياجات المجتمع. سنستمر في نضالنا المهني والجماهيري حفاظا على هوية وتاريخ ومستقبل مدينتنا في كافة أماكن التأثير المطلوبة.

"عرب 48": هل يمكن أن يتطور أداء بلديات أخرى مثل اللد والرملة ويافا وتحذو حذو بلدية حيفا؟

سويطات: هذه اللجنة هي لجنة إستراتيجية بالغة الأهمية خصوصا في المدن الساحلية التي تواجه مخططات لخصخصة وبيع المركز التاريخي فيها وتحويله إلى مشاريع سياحية واقتصادية لا تمت بصلة لهوية المكان وتاريخه ولا لاحتياجات الناس. وفي الانتخابات الأخيرة شاهدنا تطورا كبيرا في يافا واللد وعكا من حيث حجم التأثير السياسي وقوة العرب من ناحية سياسية ففي هذه البلديات القوى الوطنية موجودة في الائتلاف البلدي وبرأيي يجب أن يكون مطلبها الأول وكشرط للعمل في الائتلاف هو تعيين مختص تخطيطي في لجنة الحفاظ على المباني والمواقع حتى يحافظ على الإرث التاريخي في مدننا العريقة.

 

التعليقات