باحثون: التزموا بالتعليمات لمنع انتشار كورونا في المجتمع العربي

يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره بشكل مقلق وخطر، ومع سرعة انتشاره وارتفاع عدد المصابين في البلاد باتت مسألة مدى جاهزية المجتمع العربي لأي حالة طارئة بسبب وباء كورونا سؤالا جديا مطروحا أمام الجميع.

باحثون: التزموا بالتعليمات لمنع انتشار كورونا في المجتمع العربي

من الاجتماع الطارئ بجمعية الجليل، الإثنين الماضي (عرب 48)

يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره بشكل مقلق وخطر، ومع سرعة انتشاره وارتفاع عدد المصابين في البلاد باتت مسألة مدى جاهزية المجتمع العربي لأي حالة طارئة بسبب وباء كورونا سؤالا جديا مطروحا أمام الجميع، مع ازدياد الشعور بالخوف والخطر من انتقال العدوى بشكل كبير لعدد أكبر من المصابين.

وأكد الباحثون د. عمار أبو قنديل ود. محمد خطيب والطبيب شكري عواودة، لـ"عرب 48" أن أفضل وسيلة للحد من انتشار فيروس كورونا هي الالتزام بالتعليمات والتوصيات المتعلقة بذلك، وأجمعوا على أن الالتزام بالتعليمات وتنفيذها خصوصا بمن يجب عليه الدخول لحجر صحي هي مسؤولية مجتمعية وإنسانية ووطنية.

وفي حديث مع طبيب العائلة ومختص الأمراض الباطنية، د. شكري عواودة، والذي يعمل طبيبا لوائيا في صندوق المرضى (مئوحيدِت) ومستقلا في 4 صناديق مرضى في أبراج الناصرة وكفر كنا، كذلك هو نائب رئيس بلدية نوف هجليل، قال إنه "‏كما يعلم الجميع هناك حالة من الهستيريا ‏بسبب مرض الكورونا، وأوضّح بأن الكورونا هو اسم الفيروس الذي ينتمي لعائلة يوجد فيها ثلاثة أنواع تصيب الإنسان، وأربعة أنواع تصيب الحيوان، وقد انتقل المرض من الصين بعد نقل العدوى من الحيوان للإنسان، ومن ثم ‏انتشر حتى وصل العدد إلى 110 آلاف مصاب في أنحاء العالم. أما في إسرائيل فقد وصل عدد الحالات تقريبا 42 حالة مرضية من ضمنهم 41 حالة من بين العائدين من سفينة الكورونا ‏أو من الذين عادوا من إيطاليا، أو حالات عدوى من العائدين من خارج البلاد، ولغاية الآن توجد حالة واحدة لم تعرف مصدرها".

وتطرق إلى حالة الهلع بسبب الكورونا وقال إن "نسبة الوفاة بسبب الكورونا هي 0.7% أي أنه من بين كل ألف إصابة يوجد 7 حالات وفاة، وحالات الموت هي ما بين الأجيال 60- 80 عاما، ومن ضمن الذين توفوا بسبب الكورونا عانوا ‏من المناعة المنخفضة، وبشكل عام هذه المجموعة تعاني بالأساس من أمراض الرئة المزمنة، أو الأمراض التي تضرب جهاز المناعة لديهم مع اختلاف الأسباب".

عواودة: لا وفيات بسبب كورونا من جيل صفر- 10 أعوام

وأكد عواودة أنه "من حسن حظنا لا يوجد أي حالة وفاة من جيل صفر ولغاية 10 سنوات ونصف، والنسبة بين 0- 30 عاما ضئيلة جدا. يجب علينا أخذ الأمور بهذه المقاييس، ‏وبالتالي أوصي بأخذ الحيطة والحذر للحد من انتشار المرض لأنه عندما تقي نفسك والمحيطين بك من خلال الوقاية فإنك توفر العلاج الأنسب في ظل عدم وجود علاج ضد فيروس كورونا بشكل عيني، وقد يتم ابتكار علاج في المستقبل القريب أي خلال ثلاثة أشهر من خلال إيجاد ‏مصل مضاد حيوي لهذا الفيروس، ولكن يجب أن نكون جاهزين لأن الكورونا كفيروس سيأتي كل عام. هناك تعتيم إعلامي كبير من الدول، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية والتي تروج بأنه لا يوجد لديها حالات إصابة بالكورونا، لا يوجد ‏دولة في العالم لا يوجد فيها كورونا، قد تكون القارة السوداء أقل القارات فيها إصابات إذا استثنينا مصر بسبب حالة الطقس وأمور أخرى. ‏مهم جدا لكل عائلة أخذ الحيطة والحذر والنظافة، كذلك استعمال المواد المعقمة للأيدي ‏والابتعاد عن التقبيل والمعانقة قدر الإمكان ‏واستخدام مواد تنظيف ضد الجراثيم".

د. شكري عواودة

‏وأضاف أنه "يجب على الهيئات المحلية أن تقوم بتنظيم دورات إرشادية، ‏ونحن كأطباء عرب نشارك في تقديم هذه الارشادات، ولكن يمكن استغلال الطاقة الطبية وهي كبيرة جدا في المجتمع العربي إذ أنه توجد في كل بلدة عيادات طبية. علينا عدم التعامل بهستيريا مع انتشار فيروس كورونا فالوقاية خير عمل نقوم به".

وختم عواودة بالقول إنه "‏بخصوص المرضى العائدين من الخارج يجب اتباع التوصيات وبمسؤولية وبدون هلع، فعلى سبيل المثال وصلت إلى عيادتي في كفر كنا معتمرة عادت من العمرة وتعاني من حرارة مرتفعة وتم نقلها إلى المستشفى بجميع التجهيزات الخاصة بالكورونا ما تسبب بحالة فزع في البلدة. وهنا أذكر أنه بالرغم من أن نتيجة الفحوصات في المستشفى أثبتت عدم إصابة المرضى بالكورونا إلا أن وزارة الصحة تسببت بحالة هلع بعد أن أوصت جميع المعتمرين بالدخول لحجر صحي منزلي، وهناك ما يقارب ثلاثة آلاف معتمر عادوا، مؤخرا، إلى البلاد وهذه حالة من حالات الهلع. من يدخل الحجر الصحي لا يحمي نفسه فقط بل يحمي المجتمع أيضا. نحن شعب يملك طاقات علمية كبيرة يجب استغلالها في المكان الصحيح".

خطيب: مجتمعنا غير جاهز لأزمة كورونا الطارئة

وقال الباحث، د. محمد خطيب، من جمعية الجليل إن "مجتمعنا العربي غير جاهز بشكل كامل لحالة طارئة بسبب أزمة الكورونا، فالمدارس تعاني من اكتظاظ بطبيعة الحال الأمر الذي يشكل حالة خطر، ذلك أن عامل العدوى قد يكون له دور كبير بين الطلاب".

د. محمد خطيب

وأضاف أن "مجتمعنا يفتقر كذلك للوعي بمسألة التعامل مع انتشار فيروس كورونا، ومن حيث تقصي المعلومات بدرجة كبيرة. والأمر لا يعني بأن مجتمعنا جاهل، ولكن ينقصنا الوعي الصحي. هذا بالإضافة إلى الاستخفاف في هذه المواضيع لعدة منطلقات، منها التواكل دون الأخذ بالأسباب واتباع التوصيات وبالحذر، وفي حالة عدم العمل بشكل متكامل فقد يصل وضع مجتمعنا لحالة حرجة".

وعن مستوى الخدمات الصحية، قال خطيب إن "مجتمعنا يعاني من إشكاليات كبيرة، من حيث عدد المراكز الطبية ومسألة قربها إلى المواطن العربي، كذلك عدم جاهزية مراكز طبية طارئة تهتم بحالات الإصابة بالكورونا، لكن هذه المشكلة هي الأقل خطورة، إذ نستطيع القول إن الخدمات الطبية بشكل عام ممكنة إلا في حالة أصبح الانتشار بصورة أكبر في المجتمع، عندها سيصبح الخطر على الجميع وليس فقط في المجتمع العربي".

وأعرب الباحث من جمعية الجليل عن استيائه من "تصرف الغالبية من أبناء مجتمعنا باللامبالاة تجاه التعليمات المتعلقة بالوقاية والتوصيات"، مع التأكيد من جانبه على أنه "بعد ارتفاع نسبة القلق والخوف باتت الناس تتصرف بمسؤولية أكبر، ولكن ما زال هناك الكثير من اللامبالاة إذ شاهدنا مظاهر لأناس يجب أن يتواجدوا في الحجر الصحي إلا أنهم لم يلتزموا ويخرجون من منازلهم دون وجود أي رادع، وهذا يدل على حجم اللامبالاة الموجودة عند بعض الناس، خاصة وأن المشكلة تتعلق بصحة الجمهور وليس فقط بصحة الفرد، فعمليا الخطر بهذا المرض درجة انتشاره وسرعة انتشاره وليس في حدته. نحن نتحدث عن أعداد من الممكن أن تكون كبيرة والوفيات قليلة، إذ أن الوفيات تحدث عند الذين يعانون من أمراض مزمنة وأعمارهم متقدمة وليس عند الشباب والأطفال، ولكن الخطر سرعة انتشار الوباء من إنسان لآخر، ومن الممكن أن نرى وباء منتشرا بشكل كبير".

وختم خطيب بالقول إن "التعليمات واضحة جدا، وأعتقد أنها وصلت لكل بيت من جهات مختلفة مثل وزارة الصحة واللجان المحلية. نصيحتي هي الأخذ بالتعليمات، والنظافة الشخصية مهمة جدا، فغسل اليدين بالصابون كاف، ولكن يجب أن يكون بشكل متكرر، والامتناع عن الأماكن التي يتواجد فيها اكتظاظ، ومواكبة جميع التعليمات بشكل دوري. مهم جدا أن يلتزم ويتقيد المواطنون الذين تقرر حجرهم في منازلهم بالتعليمات، ومن غير المعقول أن يهملوا الأمر ويتسببوا بالأذى لغيرهم. هذه ليست مسألة اختيارية ومسؤولية مجتمعية ووطنية".

أبو قنديل: نطالب بالاهتمام بالمجتمع العربي

وحول الوضعية التي يمر بها المجتمع العربي في ظل انتشار فيروس كورونا، قال الباحث في علوم الأحياء الدقيقة، د. عمار أبو قنديل، لـ"عرب 48" إن "هناك خوف وتضارب بالمعلومات، وهذا الأمر بارز لأنه جديد على المجتمع العربي. يؤدي هذا التضارب إلى صعوبة بالحصول على المعلومات الصحيحة، وانتشار معلومات خاطئة وغير دقيقة، ويبرز كذلك التقصير الواضح من وزارة الصحة من نشر المعلومات باللغة العربية، ما صّعب الأمر على المواطن العربي، وبات واضحا أن إمكانية متابعة المجتمع العربي لتلك المعلومات لا تقارن مع المجتمع الإسرائيلي بسبب المعلومات التي يتم تعميمها من قبل مؤسسات الرسمية باللغة العبرية، فهذا الأمر جعل نسبة الهلع تختلف من فئة إلى أخرى".

د. عمار ابو قنديل

وأضاف أنه "من الصعب رصد الصورة الحقيقية الواضحة على المستوى العالمي، فكم بالحري في مجتمعنا العربي؟ والسؤال: هل يجب أن نشعر بالخوف أم لا؟ وليس هناك إمكانية لرصد الإجابة إذا كان مجتمعنا يتصرف بمسؤولية تجاه هذه الأزمة. والنتيجة النهائية هي أنه علينا التصرف وفق التعليمات المطلوبة لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع انتشار الكورونا خاصة مع عدم توفر علاج أو لقاح للوقاية من الكورونا".

ورأى أبو قنديل أنه جرى تأخير اتخاذ بعض الإجراءات في البلاد، وبعضها جاء صارما ومتزامنا مع الوقت المناسب، وأكد أنه "مع هذا نرى فوضى في الإجراءات، على سبيل المثال المطار لا يزال مفتوحا أمام وفود السياح، وأرى السياح بمجموعات يدخلون البلاد، كذلك يجب متابعة كل من يصل من خارج البلاد، ومتابعته إذا كان قد دخل حجرا صحيا أم امتنع عن ذلك، لأنني أعرف جيدا أن هناك مواطنين وصلوا من خارج البلاد ولم يتابعهم أحد، ولكن بالنتيجة النهائية نحن لسنا بحاجة لمن يتابعنا لأن هناك تعليمات واضحة ويجب تنفيذها، وهي أنك في حال عدت من الخارج عليك أن تدخل إلى حجر صحي، وهذا الأمر مسؤولية شخصية، وفي حال تم التبليغ عنك ستتحمل المسؤولية أكثر، مع التأكيد على عدم تنفيذ إجراءات أخرى ذلك أن المقاييس عديدة منها السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر على أي إجراء قد يُطرح، مثال على ذلك الولايات المتحدة الأميركية التي تأخر الإعلان بأنها دولة مشمولة بالإجراءات وأنه على العائدين منها أن يدخلوا للحجر الصحي، والسبب واضح وهو سياسي أو بسبب الانتخابات".

وختم الباحث أبو قنديل بالقول إنه "لا يعقل عدم وجود هيئة عنوانها واضح لمتابعة موضوع المعلومات. علينا أن نهتم لشأن المجتمع العربي، والتوصية البارزة هي الاهتمام بالمجتمع العربي بعنونة جسم مسؤول عن المجتمع العربي والذي وظيفته أن يزود الناس بالمعلومات الصحيحة، ومن جانب المواطن عليه الالتزام بالتوصيات والتعليمات وعدم الاستهتار بها وتجنب الإشاعات".

التعليقات