مستشفيات الناصرة ترفع مستوى جاهزيتها لاستقبال مصابي كورونا

لم تستكمل مستشفيات الناصرة الثلاثة حتى اليوم استعداداتها الكاملة لاستقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إلا أنها قطعت شوطا كبيرا، وحققت قفزة نوعية في جاهزيتها لاستقبال حالات الإصابة بـ"كوفيد 19"، وذلك في ظل حالة الغموض حول ذروة الجائحة

مستشفيات الناصرة ترفع مستوى جاهزيتها لاستقبال مصابي كورونا

("عرب 48")

لم تستكمل مستشفيات الناصرة حتى اليوم استعداداتها الكاملة لاستقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إلا أنها قطعت شوطا كبيرا، وحققت قفزة نوعية في جاهزيتها لاستقبال حالات الإصابة بـ"كوفيد 19"، وذلك في ظل حالة الغموض حول كل ما يتعلق بوتيرة تفشي الفيروس، وعجز وزارة الصحة الإسرائيلية عن التقدير ما إذا كان الوباء قد وصل ذروته وسيبدأ بالتراجع أم أن "المستقبل لا يزال يخبئ الأسوأ".

وفي هذا السياق قال مدير مستشفى العائلة المقدسة في الناصرة، د. إبراهيم حربجي، إن المستشفى يواصل استعداداته لاستقبال مرضى كورونا، نظرا لحالة الغموض والمجهول الذي يكتنف هذا الوباء، حيث لا تزال الصورة غير واضحة بالنسبة لانتشار العدوى "ولا ندري ما إذا كان الأسوأ ما زال أمامنا أم أننا تخطيناه" على حد تعبيره.

د. إبراهيم حربجي

وأضاف د. حربجي في حديث لموقع "عرب 48"، أنه "تم تجهيز قسم يضم 14 سريرا كمرحلة أولى، لاستقبال الحالات المتوسطة والخفيفة، إلى حين وصول أجهزة التنفس وعددها 20 جهازا قدمتها وزارة الصحة للمستشفى، ووصل منها حتى الآن 6 أجهزة، وفي انتظار وصل 14 جهازا إضافية".

وأوضح د. حربجي أن "أجهزة التنفس التي وصلت وضعت بالقرب من غرفة وخيمة الطوارئ التي تم إنشاؤها خصيصا لاستقبال الحالات التي يشتبه بإصابتها بكورونا، وهي جاهزة لاستقبال الحالات الخطرة التي تحتاج إلى التنفس الاصطناعي، أما الغرف التي أعدت للحالات الطفيفة والمتوسطة فإنها ستكون جاهزة لاستقبال الحالات الخطرة، بعد أن تصل أجهزة التنفس إليها، بالمقابل يتم نقل الحالات الطفيفة إلى فنادق من قبل قيادة الجبهة الداخلية" التابعة للجيش الإسرائيلي.

وعن خيمة الطوارئ، قال د. حربجي أنه "يتم فيها استقبال الحالات المشكوك فيها بالإصابة بفيروس كورونا، وفيها يتم استجواب المريض حول تحركاته واتصالاته مع أشخاص مصابين أو قدموا من خارج البلاد، وفيها يتم فحص الحرارة، وإجراء الفحص، حتى وإن كانت امرأة حامل ولديها حرارة مرتفعة فإنها لا تدخل أقسام المستشفى إلا بعد التأكد من خلوها من فيروس كورونا".

وحول الفحوصات، يقول د. حربجي، إنها "ترسل إلى المركز الطبي ‘هعيمك‘ في العفولة بسبب عدم وجود مختبر لفحص فيروس كورونا في الناصرة، ونحصل على جواب الفحص بعد ساعات، وخلال هذه الفترة يكون المريض رهن العزل".

("عرب 48")

وأكد د. حربجي أن "المستشفى يقوم بكل الاحتياطات اللازمة على الرغم من عدم وجود إصابات في المستشفى حتى اللحظة، ولم تشخص حالات إصابة في المستشفى على الإطلاق، باستثناء حالة واحدة لمريض كان يعاني من مشاكل في القلب ولم يتم استقباله في المستشفى بسبب عدم توفر وحدة قسطرة، حيث تم تحويله إلى إحدى وحدات القسطرة، وتبين فيما بعد أنه مصاب بفيروس كورونا".

وردا على سؤال "عرب 48" حول ما إذا كانت فترة "ذروة انتشار الفيروس" قد مرت بالفعل أم أن "الأسوأ قادم"، أجاب د. حربجي، أنه "يجري في هذه الأثناء تجهيز قسم الجراحة الذي يضم بين 35 - 40 سريرا، وسيكون جاهزا في الأسبوعين القادمين، بحيث يستطيع المستشفى في الحالة القصوى أن يستقبل 60 مريضا بكورونا، إذا ما توفرت الأجهزة والمعدات الملائمة لذلك من قبل وزارة الصحة، وخاصة أجهزة تنفس و‘مونيتور‘".

وكشف د. حربجي عن خوف المرضى من التوجه للحصول على علاجات في المستشفى، بسبب جائحة كورونا، وهو الأمر الذي يلاحظ في كل مستشفيات البلاد، مشيرا إلى أنه "منذ انتشار كورونا تراجع عدد المرضى الذين توجهوا إلى قسم الطوارئ إلى 50% عن المعدل العام في الأيام الاعتيادية، لدرجة أن إحدى السيدات عانت من آلام حادة وتمزق في الأمعاء لمدة ثلاثة أيام في بيتها قبل أن تتوجه إلى قسم الجراحة في المستشفى، وهذا الأمر لم يكن ليحدث في الأيام العادية قبل كورونا". وقال إن معظم الحالات التي تصل إلى الطوارئ اليوم هي حالات إصابة نتيجة حوادث سقوط وما شابه.

المستشفى الفرنسي: وحدة خاصة لمصابي كورونا الأطفال

د. نائل إلياس

من جانبه، قال مدير المستشفى الفرنسي في الناصرة، د. نائل إلياس، في حديث لموقع "عرب 48" حول التجهيزات المتعلقة بوباء كورونا: "نحن في المستشفى الفرنسي وتماشيا مع توصيات وزارة الصحة قمنا بتجهيز قسم لاستقبال حالات إصابة بفيروس كورونا من الأولاد والأطفال، وذلك نظرا لتخصص المستشفى في علاج الأطفال، فقمنا بتجهيز قسم خاص يستطيع أن يستوعب 15 حالة إصابة، وبعد أسبوعين سيكون مجهزا لاستقبال 30 حالة".

وأضاف د. إلياس أنه "حسب سيناريو وزارة الصحة فإن المرحلة الحرجة لا تزال أمامنا وأنه لم يتحقق التراجع المرجو للوباء، ولكن على كل الأحوال فإنه حتى لو تفاقمت الأوضاع فإن احتمالات إصابة الأطفال بهذا الفيروس واضطرارهم لالتزام السرير في المستشفى هو أقل من الكبار".

وردا على سؤال "عرب 48" حول ما إذا كانت الاستعدادات كافية في تقديره، قال د. إلياس إنه "حتى اللحظة لا توجد ولا أية حالة إصابة أو شبهة بالإصابة في القسم الجديد، وذلك على الرغم من تجهيز طاقم خاص قام بإجراء تدريبات شاملة للتعامل مع حالات الإصابة إلا أنها لم تسجل بعد، ونأمل أن لا نحتاج لهذا الطاقم".

("عرب 48")

وكما في سائر المستشفيات، أقام المستشفى الفرنسي خيمة فحص خاصة لإجراء فحوصات كورونا، بحيث تجرى كل الفحوصات المتعلقة بهذا الوباء خارج جدران أقسام المستشفى، وقد استقبل المستشفى حالات يشتبه فيها بالإصابة بكورونا لكن كل الفحوصات كانت نتائجها سلبية، وخرج أصحابها من العزل بعد وصول نتائج الفحوصات.

قسم النصر في مستشفى الناصرة (الإنجليزي)

أما في مستشفى الناصرة (الإنجليزي) فقد تم افتتاح قسم النّصر، القسم الأول في النّاصرة والقضاء لاستقبال مرضى كورونا، وقد أطلقت إدارة المستشفى عليه اسم "قسم النّصر 1"، نظرا لكونه القسم الأول في النّاصرة والقضاء لاستقبال مرضى كورونا المستجد. ويضم القسم 27 سريرا من ضمنهم 7 أسرّة للعلاج المكثّف للحالات الصّعبة والّتي تحتاج إلى تنفّس اصطناعي. وذلك بعد أن حصل القسم على مصادقة وزارة الصّحة.

وقد حاولنا الاتصال مع بروفيسور فهد حكيم مدير المستشفى إلا أننا لم نتمكن من إجراء حديث معه بسبب انشغالاته، وقد وصلنا من المنسقة الإعلامية للمستشفى، إيناس جرايسي، أنه "تم تجهيز القسم على أعلى المستويات الطبيّة والتكنولوجيّة الّتي تتكيّف مع الوضع الحالي، لمنع انتشار وباء كورونا في البلاد".

("عرب 48")

وأضافت أنه "تم تزويد القسم بجميع غرفه بكاميرات تعمل على مدار الساعة لمراقبة جميع المرضى عن بُعد، من قبل الطواقم الطبيّة المتخصصة. كما ويستطيع المرضى كلّ على حد سواء والطّاقم الطبي التّواصل بالصّوت والصورة بواسطة هواتف ذكيّة تمكن من إجراء محادثات الفيديو".

وأضافت جرايسي أن القسم مزوّد بسماعات طبيّة ذكية تعمل بتكنولوجيا لاسلكيّة تمكّن الطواقم الطبّية من فحص المرضى عن بعد بحسب توصيات وزارة الصّحة.

وقامت إدارة المستشفى بعزل القسم عن سائر الأقسام والمرضى في المستشفى، ولهذا يستمر العمل المعتاد في المستشفى لمعالجة جمهور المرضى الذي يرتاد المستشفى يوميًا. كما وشيّدت حواجز إلكترونيّة عديدة تمنع دخول أو خروج أي شخص من وإلى القسم دون إذن من غرفة المراقبة الخاصّة بهذه القسم.

بروفيسور فهد حكيم

ووصف مدير المستشفى الإنجليزي، بروفيسور فهد حكيم، في بيان صدر عنه، الدور الفعال للمستشفى على الصعيدين الطبّي والجماهيري بأنه "تاريخي ولم يسبق له مثيل منذ تأسيس المستشفى قبل 160 عاما، قام خلالها بتقديم العلاج لملايين الأشخاص". وأضاف أن "المستشفى عمل خلال الأسابيع الماضية على مدار الساعة لإتمام القسم على أكمل وجه وبأسرع وقت ممكن، وجميع الطواقم الطبية، الإدارية، الهندسيّة، اللوجستيّة والمعمارية عملت جاهدةً على مدار السّاعة لافتتاح هذه القسم".

يذكر أن قسم "النّصر 1" هو واحد من 3 أقسام عتيدة ستشيّد قريبا جدا في المستشفى الإنجليزي في النّاصرة، ليصل عدد الأسرّة المخصّصة لمرضى فيروس كورونا إلى 60 سريرا منها 20 سريرا للعلاج المكثّف والحالات الصّعبة اللاّتي تحتاج إلى تنفّس اصطناعي.

("عرب 48")

ووصف بروفيسور حكيم هذه المرحلة بأنها تحدٍّ كبير لجميع الطّواقم الطبيّة في البلاد، قائلا في بيانه إن "للمستشفى الإنجليزي دور كبير لعلاج جمهور المتعالجين والمصابين بفيروس كورونا في المنطقة، لهذا نناشد الجمهور الكريم بالتّقيد التّام بتعليمات وزارة الصّحة لنستطيع معًا منع انتشار العدوى في الناصرة والبلاد".

يشار إلى انه تم حتى الآن تشخيص 12 حالة إصابة بفيروس كورونا في الناصرة، جميعها طفيفة، وأن حالة واحدة تتواجد في "قسم النصر" بمستشفى الناصرة (الإنجليزي).

التعليقات