خسائر فادحة لمطاعم الناصرة إثر كورونا؛ "قرارات حكومية متناقضة تقضي على أحلامنا"

وانحسرت السياحة الوافدة للمدينة، منذ بداية انتشار الوباء في البلاد، ومنذ إغلاق المطارات وتوقف السياحة بشكل كامل، ما تسبب بأضرار جسيمة وخسائر فادحة للمطاعم، وللمقاهي، ولا سيّما في ظلّ تخبّط الحكومة في ما يخص القيود التي أقرّتها لمواجهة انتشار الوباء

خسائر فادحة لمطاعم الناصرة إثر كورونا؛

"مقهى أماني" الذي افتُتح حديثا في وسط البلدة القديمة (عرب 48)

تسبّبت الأزمة الناتجة عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، بإلحاق أضرار مادية فادحة للمطاعم والمقاهي في إسرائيل، وبخاصة في المجتمع العربيّ، وفي كُبرى المدن العربية، الناصرة، التي تضررت اقتصاديًا، بشدّة، إثر الجائحة.

وانحسرت السياحة الوافدة للمدينة، منذ بداية انتشار الوباء في البلاد، ومنذ إغلاق المطارات وتوقف السياحة بشكل كامل، ما تسبب بأضرار جسيمة وخسائر فادحة للمطاعم، وللمقاهي، ولا سيّما في ظلّ تخبّط الحكومة في ما يخصّ القيود التي أقرّتها لمواجهة انتشار الوباء، والتراجُع عن قرارات كانت قد اتّخذتها؛ إذ قررت الحكومة، قبيل فجر اليوم الجمعة، إغلاق المطاعم واقتصار عملها على إرسال وجبات إلى الزبائن، أو أن يتوجّه الزبون للمطعم، لأخذها، غير أنها، تراجعت عن هذه القيود، لِتُقرَّ إبقاء المطاعم في البلاد، مفتوحة حتى يوم الثلاثاء المُقبل، في قرار جاء من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، مساء اليوم الجمعة.

واجهة مطعم تشرين (عرب 48)

وقالت صاحبة مطعم "مستكة" الموجود في "درب الحجاج" باتجاه البلدة القديمة للمدينة، مها شحادة، في حديثٍ مع موقع "عرب 48": "هل هو إغلاق فقط في نهايات الأسبوع أم أنه إغلاق شامل؟ فنحن بطبيعة الحال، لا نستقبل زبائن داخل المطعم، ولا توجد أماكن جلوس في الداخل وإنما في الخارج فقط، فأية قوانين تسري علينا؟ لست أدري!".

وأوضحت شحادة أنها أعادت فتح المطعم، قبل ثلاثة أسابيع، فقط، بعد إغلاق أشهر، لافتةً إلى أنها، استغلّت فترة الإغلاق الماضية، لإجراء بعض الترميمات التي فرضتها عليها وزارة الصحة، والتي تحظر أن يكون المطبخ، مصنوعا من الأخشاب، ما استدعى إعادة ترميمه، وما إن بدأت الحركة السياحية والتجارية تعود تدريجيا، حتى جاء قرار الإغلاق مرة أخرى، والذي سيسري بدءًا من صباح يوم الثلاثاء المقبل، بحسب قرار الحكومة.

وقالت شحادة: "أنا لا أستطيع أن أعتمد على الإرساليات مُطلقًا، فما يميّز مطعمي، هو الجلسة المميزة وسط طريق ’درب الحجاج’".

وأضافت: "أقدم وجبات الإفطار والعصائر الطازجة التي أقوم بإعدادها بشكل فوري، في حين أن (العمل بطريقة) الإرساليات، بحاجة الى نظام مختلف كليا، ولست مهيَّأة للانتقال إلى منظومة العمل بالإرساليات، فهي لا تناسب طبيعة هذا المطعم والمقهى".

وأكدت شحادة، أن الحركة بشكل عام، ما تزال بطيئة وضعيفة، وتحتاج الى وقت حتى تعود كما كانت قبل أزمة كورونا، التي شلّت الحركة التجارية والسياحية بشكل كامل، مشيرةً إلى أنها حصلت على مبلغ ضئيل كتعويض عن الإغلاق، لم يتجاوز 1700 شيكل، مقابل ثلاثة أشهر من الإغلاق

جانب من مقهى "مستكة" (عرب 48)

وقالت إن ما ساعدها على البقاء هو تعاطف صاحب العقار معها، ودعمه لها، إذ إنه لم يطلب منها أجرة المحل عن أشهر الإغلاق.

ووجهت شحادة "كلمة عتاب" لأهالي المدينة، الذين اعتبرت أنهم لا يدعمون المصالح المحلية، ولا يقدّرون قيمتها بشكل كافٍ، موضحة أن العديد من مطاعم الناصرة، ولا سيما في البلدة القديمة، تُبهر السيّاح الوافدين إليها بشكل عام، وتعطيهم شعورا بأنهم خارج البلاد.

تكبدت المطاعم والمقاهي في المدينة خسائر فادحة (عرب 48)

بدورها، أعلنت إدارة مطعم "تشرين 1" عن استعدادها التام للانتقال للعمل عبر الإرساليات، وسط حالة الغموض السائدة في هذه الأيام، والتي تنذر بما قد يكون أسوأ، وقال توفيق عطية، مدير مطعم تشرين، الموجود في "عين العذراء" في المدينة، لموقع "عرب 48"، إن "أضرارا اقتصادية جسيمة خلّفتها فترة الإغلاق الأولى، وأنه بعد افتتاح المطعم مجددا ما زال غير قادر على استعادة أكثر من 40% من نشاطه الاقتصادي الذي كان قبل الإغلاق".

وأضاف عطية أن "الأخبار اليومية التي يتناقلها الإعلام والمتعلقة بقرارات الحكومة، مُبهَمة، وغير واضحة، وربما تحدث بعض الفوضى والإرباك لدى رواد المطاعم، وتجعلهم يخشون الدخول إليها، رغم أن كل المطاعم في الناصرة دون استثناء، تلتزم بالتقييدات وتحرص على التباعد الاجتماعي والتعقيم".

مدير مطعم تشرين، توفيق عطية (عرب 48)

وأكدت شحادة، أن الحركة بشكل عام، ما تزال بطيئة وضعيفة، وتحتاج الى وقت حتى تعود كما كانت قبل أزمة كورونا، التي شلّت الحركة التجارية والسياحية بشكل كامل، مشيرةً إلى أنها حصلت على مبلغ ضئيل كتعويض عن الإغلاق، لم يتجاوز 1700 شيكل، مقابل ثلاثة أشهر من الإغلاق

من جانبها، قالت صاحبة "مقهى أماني" الذي افتُتح حديثا في وسط البلدة القديمة، أماني طاطور إنها لم تكن محظوظة من البداية، "حينما بدأت بمشروعها المميز والفريد من نوعه في البلدة القديمة، واستثمرت فيه مبالغ طائلة"، وانتهت من تأسيسه في شباط/ فبراير، الأخير، حتى جاء الإغلاق في آذار/ مارس، موضحة أن الإغلاق؛ "تسبب في تلف كل محتويات المقهى".

جانب من "مقهى أماني" (عرب 48)

وقالت طاطور: "لم تزعجني الأضرار المادية بقدر ما تضررت نفسيا، فقد كان هذا المقهى بمثابة حلمي الذي أنجزته وحققته، وما إن احتفلت بافتتاحه حتى داهمنا الإغلاق وتعطلت السياحة، وبما أن مصلحتي حديثة العهد، لم تتوفر لدي إمكانية تقديم أوراق عن دخل المطعم في الأشهر الماضية، وهو ما حرمني من الحصول على تعويضات ومِنَح حكومية، وبقيتُ أسدد الالتزامات والقروض، باستثناء أجرة المحل التي أعفاني منها صاحب العقار".

وعن الفترة الراهنة، قالت طاطور: "في الواقع نحن نلتزم ولكننا للأسف لا نفهم ما هم المطلوب منا وماذا علينا أن نفعل، وما هو مسموح، وما هو ممنوع، ولكننا بطبيعة الحال لا نتهاون ونلتزم بالقانون ونتعاطى مع القرارات التي تصدر يوميا رغم كل ما تحمله من تناقضات وعدم وضوح، بالأزمة موجودة ونحن لا نستهتر بها لأن صحة الجمهور تهمنا أولا، وثانيا لا نستطيع تحمل أعباء المخالفات والغرامات التي قد تُفرض علينا ما لم نلتزم بالقرارات".

واختتمت طاطور حديثها بالقول: "في الفترة الأخيرة فقط بدأت تنتعش الحركة التجارية والسياحية الداخلية، وخاصة في نهايات الأسبوع، لذلك كنا نفضل أن يكون الإغلاق طيلة أيام الأسبوع باستثناء نهايات الأسبوع، بدل أن يُفرض في نهاية الأسبوع، وهو ما قد يقضي ليس فقط على مصالحنا وإنما على أحلامنا أيضا!".

التعليقات