ممرضون: لم نترك ساحة المعركة وسنواصل النضال لانتزاع كافة حقوقنا

قال رئيس نقابة المستخدمين والممرضين في مستشفى الناصرة (الإنجليزي)، سليم أبو النصر، لـ"عرب 48" إنه "بعد الظروف التي وصل إليها الجهاز الصحي في الآونة الأخيرة، وخاصة في ظل جائحة كورونا حدث نقص في القوى البشرية، وخاصة في مجال التمريض".

ممرضون: لم نترك ساحة المعركة وسنواصل النضال لانتزاع كافة حقوقنا

من الوقفة في المستشفى الإنجليزي بالناصرة، أمس

أعلنت نقابة الممرضين والممرضات، صباح اليوم الثلاثاء، عن انتهاء الإضراب الذي استمر ليوم واحد، أمس الاثنين، بعد التوصل لاتفاق مع وزارة المالية يقضي بزيادة ملاكات العمل واستيعاب 2000 ممرض وممرضة في الجهاز الصحي، 1600 في المستشفيات و400 في عيادات ومراكز صحة الجمهور.

وفي إطار الاتفاق، سيتم العمل على تنظيم وتعديل مسائل أخرى تتعلق برفع الرواتب ومنح محفزات للعاملين في الجهاز الصحي، وتنظيم عملية دفع الرواتب للممرضين المتواجدين بحجر صحي.

وكانت نقابة الممرضين قد أعلنت الإضراب في كافة أنحاء البلاد، أمس، بعد فشل المفاوضات بين نقابة الممرضين ووزارة الصحة في اليوم الذي سبقه. واحتج الممرضون على ما وصفوه بظروف عمل رديئة وعبء ثقيل ومعايير عناية متدنية.

وبدأ الإضراب الساعة السابعة صباحا، وظهر تأثيره على خدمات التمريض في المستشفيات والعيادات الطبية الخارجية في مختلف أنحاء البلاد، إذ وفر الممرضون خدمات محدودة فقط، ولكنهم لم يتركوا الأقسام في المستشفيات، وخصوصا الأقسام التي تستوعب مرضى كورونا.

وتظاهر الطاقم الطبي في المستشفى الإنجليزي بمدينة الناصرة، دعما وإسنادا للممرضين والممرضات في البلاد، ظهر أمس.

ورفع المشاركون في الوقفة لافتات كتبت عليها شعارات بينها "الدولة تدير ظهرها للممرضين" و"هنالك 1000 ممرضة دخلت للحجر الصحي في البلاد بجائحة كورونا".

أبو النصر: تجاوزنا الخط الأحمر ووصلنا لحافة الهاوية

وقال رئيس نقابة المستخدمين والممرضين في مستشفى الناصرة (الإنجليزي)، سليم أبو النصر، لـ"عرب 48" إنه "بعد الظروف التي وصل إليها الجهاز الصحي في الآونة الأخيرة، وخاصة في ظل جائحة كورونا حدث نقص في القوى البشرية، وخاصة في مجال التمريض، لكن الأمر ينسحب على المجالات الأخرى كالنقص في أعداد التقنيين وعمال المختبرات والنقص في الموارد وغيرها".

أبو النصر: أشدد على أهمية تسليط الضوء على المستشفيات الخاصة

"عرب 48": لماذا في مجال التمريض بالذات؟

أبو النصر: لأننا منذ قبل جائحة كورونا كنا نعاني من ظروف وشروط عمل متدنية، ونقص في الملاكات والميزانيات وفي نواح عديدة أخرى. الآن جاء الوباء وضاعف معاناة الممرضين والممرضات، إذ يقبع اليوم أكثر من 1000 من الممرضين في حجر منزلي أو صحي بسبب عملهم في المستشفيات، وليس بسبب الأعراس والاحتفالات. الممرضون في الجبهة الأمامية لمواجهة الفيروس وفي الصفوف الأولى بالمعركة ضد كورونا. أضف إلى ذلك نقل أكثر من 1,500 ممرضة من مواقع عملهن في الأقسام المختلفة إلى أقسام علاج كورونا، وهذا بطبيعة الحال أثّر على هذه الأقسام وعلى الجهاز الصحي عامة وأحدث نقصا ملحوظا يقدر بمئات وربما آلاف الملاكات.

"عرب 48": لكن هل هناك احتياطي في عدد الممرضين والممرضات لسد هذا النقص؟

أبو النصر: لا أدري.. ربما، لكن المشكلة هنا أن الحديث عن أشخاص، سواء على المستوى المحلي او العالمي، يخوضون حربا بكل معنى الكلمة فيما يتعلق بجائحة كورونا، ولا يعقل أن يتم قطع الإمدادات وعدم تسليح الجنود الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية وتمنع عنهم الأسلحة والعتاد والوسائل والأدوات المختلفة من أجل الانتصار على المرض، وتقوم بإشغالهم في أمور جانبية وهامشية ومزيد من الطلبات والمتعلقات التي لا ينبغي أن تشغلهم في هذه المرحلة الحرجة بالذات. وهذا يجب أن يترجم بالميزانيات، وأشدد على أهمية تسليط الضوء على المستشفيات الخاصة، التي تعرف بأنها مستشفيات خاصة وجماهيرية، بمعنى أنها تعمل كالمستشفيات الحكومية وتقدم خدمات لعشرات آلاف المواطنين من جهة، ومن جهة أخرى لا تحصل من الوزارات الحكومية على الدعم الذي يحصل عليه أي مستشفى حكومي! ووصلنا، اليوم، إلى ظروف لا يستوعبها العقل نتيجة العمل في ظروف صعبة ونحن نريد تعزيز أعداد الطواقم الطبية والتمريضية وبالمقابل نحرم من الميزانيات، وهذا الأمر قد يترجم أحيانا بأخطاء في العمل والأداء بسبب الضغط والتعب والإرهاق الجسدي والنفسي أيضا، وهذا أمر خطير للغاية قد يتسبب بحالات وفاة، لا سمح الله، نتيجة خطأ هنا أو هناك. آن الأوان لتعزيز الطواقم وزيادة عدد الممرضين والممرضات، وعلى رئيس الحكومة ووزرائه، أن يمدوا أيديهم إلى جيوبهم وأن يخرجوا الميزانيات للمستشفيات العامة والخاصة، وأشدد على الخاصة، لأننا تجاوزنا الخط الأحمر ووصلنا إلى حافة الهاوية.

"عرب 48": هناك إجماع على أنكم تقومون بعمل جبار ومهمة مقدسة، لكن هناك من يدعي أن الإضراب في هذه المرحلة الحرجة أشبه بالابتزاز! وقد يؤدي لانهيار الجهاز الصحي، ماذا تقول؟

أبو النصر: الإضراب جاء في هذه الفترة دون الأخذ بعين الاعتبار استغلال هذه الفترة الحرجة لتحقيق مكاسب أو مطالب، وربما جاء هذا التوقيت لكي يوقظ المسؤولين في الحكومة وفي مواقع اتخاذ القرارات، لأن عدم القيام بهذه الخطوة هو مساهمة في تكريس الظلم والغبن الواقع على الممرضين والممرضات. ونحن رغم الإضراب، أمس، حاولنا ألا يكون هناك مس بالعلاج المقدم للمرضى، إذ أن الإضراب لم يشمل الممرضين العاملين في وحدات كورونا بالأقسام الحساسة والحيوية ومراكز الفحوصات، ولم نرض بأن تتعطل، وإنما عم الإضراب المرافق غير الطارئة كالعيادات الخارجية وغرف العمليات غير الطارئة. لدينا الوعي لمصلحة المريض ومصلحة الجمهور، ونحن لم نترك ساحة المعركة ولم ننسحب منها رغم الإضراب، وما زلنا في الصف الأمامي، وسنبقى كذلك عندما يتعلق الأمر بصحة الجمهور وسلامة المواطنين.

"عرب 48": هل سيكون هناك تصعيد أم أن الأمور تتجه نحو إيجاد حلول جذرية؟

أبو النصر: لا نرغب في أي تصعيد ولا في إظهار عضلات، كل ما في الأمر هو أننا وصلنا لأوضاع قاسية جدا، ونأمل بأن يكون هناك تفهم لمطالبنا ومطالب العمال الاجتماعيين كذلك الذين يقومون بخطوات احتجاجية، ونحن ندعم نضالهم أيضا، كما ندعم نضال الأطباء الذين هم في مرحلة التخصص والذين انضموا بالأمس لإضراب الممرضين. نحن في النهاية طاقم واحد وهدفنا هو واحد علاج المريض وأمان المريض، وفي الوقت ذاته أمان القوى العاملة والممرضين والطواقم الطبية.

التعليقات