أزمة كورونا تغيّب أجواء العيد عن الناصرة والقرى المجاورة

غيّبت جائحة كورونا أجواء العيد عن مدينة الناصرة والقرى المجاورة، في ظل تزايد أعداد المصابين بالفيروس، في الآونة الأخيرة.

أزمة كورونا تغيّب أجواء العيد عن الناصرة والقرى المجاورة

شوارع شبه خالية بالناصرة (عرب 48)

غيّبت جائحة كورونا أجواء العيد عن مدينة الناصرة والقرى المجاورة، في ظل تزايد أعداد المصابين بالفيروس، في الآونة الأخيرة.

وقالت موظفة من سكان قرية عيلبون، تعمل في إحدى المؤسسات بمدينة الناصرة، لـ"عرب 48"، إنه "في العيد نلتقي لكي نهنئ بعضنا البعض، ويتمنى كل واحد منا لأحبائه عيدا سعيدا مليئا بالخير والسعادة، ولكن إذا كنا نعلم يقينا بأن الاحتفال بالعيد هذا العام لن يجلب لنا الخير، بل على العكس قد يجلب لنا المرض والكارثة المحققة في مضاعفة أعداد المرضى، فما حاجتنا للعيد هذا العام".


وأضافت الموظفة (اسمها في ملف التحرير) أنه "إذا كان قد تم إلغاء فريضة الحج فلماذا لا يتم الإعلان عن إلغاء مظاهر العيد، ما دام العالم بأسره أجمع على أن هذه السنة هي استثنائية لم يشهد العالم مثيلا لها من قبل؟! أعتقد أنه من منطلق المسؤولية يجب استغلال عطلة العيد للجلوس في البيت، وهكذا نكون قد ساهمنا في عدم انتقال العدوى واتساع رقعة المرض".

وتابعت أنه "شخصيا أخشى دخول المحلات التجارية، ولن أشتري ملابس العيد لنفسي ولأولادي، لأنني ببساطة لا أدري من قاس هذا الثوب أو ذاك قبلي وقبل أولادي، فقد يحمل الفيروس إلى بيتنا مع ملابس العيد، وهذا ممكن فأنا لا أتحدث عن وهم لأن الفيروس اليوم موجود في كل مكان، وهناك أكثر من 200 حالة إصابة في الناصرة، وهذا العدد ليس بقليل".

علي أبو أحمد (عرب 48)

وردا على سؤال حول التزامها بتعليمات وزارة الصحة قالت الموظفة: "أنا ألتزم بيتي، ولن أخرج وأفراد الأسرة خارج البيت".

على غير عادة، تغيب مظاهر العيد عن الشوارع والحوانيت والمركز التجارية في مدينة الناصرة، وذلك نظرا للدعوات المتكررة من قبل المسؤولين في السلطات المحلية ووزارة الصحة للتقيد بالتعليمات وعدم التجمهر والالتزام بوضع الكمامة والحفاظ على مسافة من الآخرين، التي انتزعت منهم بهجة العيد وحوّلته إلى ما يشبه كابوس يتهدد الناس ويتربص بهم في كل زاوية وفي كل مكان.

وقال عدنان أرسلان، وهو تاجر على الشارع الرئيس بالناصرة، لـ"عرب 48" إن "أوضاع الناس لم تعد تسمح لهم بالاستعداد للعيد من الناحيتين المادية والنفسية. هناك حالة من الإحباط بسبب غياب مظاهر العيد والبهجة عن المدينة. المحلات التجارية خالية تماما من الزبائن وحتى المجمعات التجارية الكبيرة لا تشهد حركة نشطة".

وأضاف أن "الشخص الذي استدان مبلغا ماليا في عيد الفطر لم يعد بمقدوره الاستدانة مرة أخرى، ومن لديه القليل يذهب إلى أسواق جنين من طرق جانبية، أي أنه على استعداد للمخاطرة من أجل شراء بعض المشتريات للعيد".

حركة السير بالناصرة لم تعد كما كانت (عرب 48)

واتفق معه بالرأي التاجر علي أبو أحمد، وهو صاحب متجر للألبسة على الشارع الرئيس بالقرب من عين العذراء، وأكد على "وجود خوف لدى الناس إثر تفاقم الحالات المرضية في المدينة، وأن شروة العيد التي قد تحمل المخاطر الناس هم في غنى عنها".

وقال أبو أحمد، لـ"عرب 48"، إن "العائلات العربية ترزح تحت ضغوط هائلة في هذه الفترة من السنة، وكم بالحري حين يكون معيل الأسيرة أمام مستقبل مجهول لا يضمن استمراره في العمل لشهر إضافي، وقد يكون عاطلا عن العمل. وعادة ما ينضاف إلى عبء العيد أعباء أخرى كالأعراس التي لا تتوقف رغم كل تحمله من مخاطر ونقل للعدوى، وقريبا الحقيبة المدرسية".

وقال الناطق الرسمي باسم بلدية الناصرة، سالم شرارة، لـ"عرب 48" إنه "من ناحيتنا نحن أعلنا عن إلغاء مظاهر العيد والمسيرة التقليدية التي كانت تنظم سنويا بهذه المناسبة، بعد أن ارتفع عدد الإصابات في المدينة بشكل ملحوظ. وتفيد المعلومات بأن حالات الإصابة تجاوزت المائتين".

سالم شرارة

وأضاف أنه "عندما التزمنا بالتعليمات قبيل عيد الفطر (قبل شهرين) لم يكن عدد المصابين في المدينة يزيد عن 17 حالة. أما اليوم في الموجة الثانية للجائحة، فقد تضاعف عدد الإصابات عشر مرات، ما يجعل الوضع اليوم يبعث على القلق، ويضع الناصرة في دائرة الخطر. لذلك نتوجه إلى أهالي الناصرة لأن يعودوا للانضباط والالتزام والتقيد بالتعليمات، وهي معروفة للجميع.. لنجعلها معايدة ومناشدة لتحمل المسؤولية ووقف انتشار المرض".

وقال مجلس الرينة المحلي إن الإصابات بفيروس كورونا بالعشرات، وهي قابلة للارتفاع ما لم يلتزم الأهالي بالتعليمات والتوصيات.

خلو شوارع الناصرة من السيارات والمارة (عرب 48)

وأكد المجلس أن جميع مظاهر الاحتفالات في القرية قد ألغيت، وأن هناك التزام كامل من قبل الأهالي بوسائل الوقاية لدى خروجهم للمشتريات، وأن المجلس المحلي يعمل جاهدا على رفع مستوى الوعي لدى الأهالي لضرورة التقيد بالتعليمات من أجل إعادة الأمان للقرية، "كلنا ثقة أن الأهالي على قدر من المسؤولية التي تعيد للبلدة أمنها وسلامة أهلها".

ولربما تكون قرية المشهد، البلد الوحيد في منطقة الناصرة والشمال الذي لم يزره فيروس كورونا، ولم تسجل فيه أي إصابة لغاية الآن.

وقال رئيس مجلس المشهد المحلي، وجيه سليمان، لـ"عرب 48" إنه "كلنا أمل ألا يحدث التعارف بين هذا البلد الطيب والفيروس الفتاك. أكن كل الاحترام والإجلال والتقدير لأهل بلدي على تقيدهم بتعليمات وتوصيات وزارة الصحة، بالحفاظ على أنفسهم وصحتهم وصحة أهل بلدتهم".

وجيه سليمان

ووصف سليمان هذا الأسبوع بأنه حاسم، وهذه المرحلة بأنها حساسة للغاية، إذ تكثر فيها التجمهرات في الحوانيت والمجمّعات التجارية ومحلات الحلويات، وهناك حاجة لحرص مضاعف من قبل المواطنين على حماية أنفسهم من العدوى أولا، ومن ثم الحرص على عدم التسبب بالعدوى أو نقلها للآخرين.

وختم رئيس مجلس المشهد المحلي بالقول: "نحمد الله على نعمته فلا يوجد حتى الآن أي إصابة في قرية المشهد، وهذا فضل من رب العالمين. نسأل الله أن تبقى الأمور تسير على هذا النحو ولا تسجّل أي إصابة بكورونا في المشهد خلال فترة العيد ولا بعد العيد. وبهذه المناسبة، أناشد أهل بلدي وأقول لهم حافظوا على أنفسكم، فالمهمة ليست سهلة والتحدي صعب ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك".

التعليقات