حركة تجارية ضعيفة بظلّ كورونا في سخنين والبطوف: "فرحة العيد غائبة"

تسبّبت الأزمة الناتجة عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، بإلحاق أضرار مادية فادحة للمحال التجارية في البلاد وبخاصة في المجتمع العربيّ، الذي تضرر اقتصاديًا، بشدّة، إثر الجائحة، ما انعكس على الحركة التجارية بشكل عام، عشية عيد الأضحى.

حركة تجارية ضعيفة بظلّ كورونا في سخنين والبطوف: 

حركة تجارية متواضعة بظلّ كورونا (أرشيفية - عرب 48)

تسبّبت الأزمة الناتجة عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، بإلحاق أضرار مادية فادحة للمحال التجارية في البلاد، وبخاصة في المجتمع العربيّ، الذي تضرر اقتصاديًا، بشدّة، إثر الجائحة، ما انعكس على الحركة التجارية بشكل عام، عشية عيد الأضحى، الذي يحلّ الجمعة، المُقبل.

وبدأت تداعيات الجائحة، التي لا تزال مُستمرّة، تُلقي بظلالها، على مدينة سخنين، وبلدات قريبة منها في منطقة البطوف، كمدينة عرّابة، والتي شهدت "ركودًا شبه تامٍّ"، عشية العيد، بحسب ما وصف أصحاب محال تجارية، الوضع، لـ"عرب 48".

جانب من "سخنين مول"

تراجعُ الإقبال على الشراء بنسبة 70%

وقال مدير المجمع التجاري "سخنين مول"، باسم بشير، لـ"عرب 48": "الأزمة أعمق مما تخيلنا"، موضحًا أن "نسبة الإقبال (إقبال الناس على المحلات التجارية في المجمع) تراجعت وبلغت 70% مقارنة مع السنوات الـ13السابقة منذ افتتاح المجمع".

وأضاف بشير: "نحن بدورنا التزمنا بكل تعليمات الوزارة (وزارة الصحة) والجهات المختصة، من تعقيم المكان وقياس الحرارة، والكمامات، بالإضافة إلى الإعلان عن حملة تنزيلات كبيرة، ورغم كلّ ذلك؛ لم يتغير شيء".

مدير المجمع التجاري "سخنين مول"، باسم بشير

"نحن في أزمة نأمل أن لا تطول"

وقال محمد قسّوم، من مدينة سخنين، وهو صاحب متجرٍ للملابس في المجمع التجاري "سخنين مول"، لـ"عرب 48": "نحن كأصحاب محال، قمنا كما هو المعتاد، بتجهيز متاجرنا لاستقبال الزبائن وتوفير المستلزمات وبالأسعار التي تراعي حال الناس، وأوضاعها الاقتصادية، لكن تزايد تفشي وباء كورونا، وعدد الإصابات المتسارع والمترافق مع تشديد القيود والتعليمات الجديدة (...) (سيضاعف) حجم الأضرار، ناهيك عن الحالة المعنوية والنفسية لدى الشرائح الضعيفة وأنت ترى أن المجتمع حزين".

وأضاف قسوم: "سيتركز اهتمام الناس على شراء الأساسيات (بسبب) الخوف المتزايد لدى الجمهور، وكذلك قدرة الناس الشرائية (الضعيفة)".

وتابع: "قبل (بدء جائحة) كورونا كانت هذه الأيام تعجّ بالحركة والحيوية والفرح، لكن رغم كل ذلك أدعو كل المتسوقين من أهل البلد والمجتمع العربي، التسوق في البلدات والمدن العربية، ورغم كل هذا الركود أتوقع ازدياد الحركة التجارية في نهاية الأسبوع"، مضيفا: "نحن في أزمة نأمل أن لا تطول".

"الحال قاسٍ: سرّحنا غالبية العمال"

بدوره، قال عرسان عاصلة من عرابة، وهو صاحب ملحمة، ومطعم شوارما، في حديث لـ"عرب 48": "ليس هناك ركود اقتصادي شبه تام فحسب، بل إنّ لا أحد يشعر بالبهجة المعتادة للعيد، والأجواء العامة كئيبة، والفرح المألوف في مثل هذه الأيام مفقود بسبب القلق من الوباء ومن الوضع الاقتصادي والمعيشي".

وأضاف عاصلة: "نحن كأصحاب محال ندرك حجم الأزمة لأننا نتعامل مع الاحتياجات الأساسية للناس، فعلى سبيل المثال، نحن نملك هذا المطعم، بالإضافة لملحمة يُفترض أن يكون الإقبال عليها، وبخاصّة في عيد الأضحى، كبيرًا، لكن رغم أننا سرّحنا غالبية العمال وبقيت أنا وعامل واحد في أغلب الأوقات، ليس لدينا ما نقوم به، وهذا يدلّ بشكل واضح كم هو الحال قاسٍ على شرائح كبيرة من الناس".

وأردف: "نبقى على أمل أن تواصل القيادات والجهات المسؤولة العمل لإيجاد حلول لأصحاب المحال التجارية، والشرائح الضعيفة، لاستعادة الحركة تدريجيا، ودون ذلك، أجزم أن كارثةً إنسانية ستنتظرنا، بسبب الفقر وآثاره على المجتمع".

مطالبة المسؤولين بالمساهمة في "تسهيلات"

من جانبه، أكد عدي ميعاري من قرية عبلين، وهو صاحب متجر للملابس، وجود "أزمة حقيقية"، وقال: "رغم كل هذه الأوضاع القاسية، ووضع الناس السيئ للغاية، قمنا بتجهيز محلاتنا لاستقبال الزبائن، لكن دون جدوى".

وطالب ميعاري "المسؤولين والوزارات، بمنح تسهيلات (افتصادية)، كي يتسنى لكل إنسان أن يحتفل بالعيد كغيره"، مشيرا إلى أن "جيوب الكثير من أرباب الأُسَر، فارغة".

وأضاف: "أدعو كل محتاج أن يتوجه إلينا لشراء ملابس العيد لأبنائه بشروط وتقسيط مريح جدا، ليتسنى لأبنائه أن يتمموا فرحة العيد"، كما دعا "المقتدرين ماديا في كل بلدة، (للمساهمة في) الأعمال الخيرية لمساعدة المحتاجين وإعطائهم المجال ليعيشو ا فرحة العيد".

بدوره، قال زياد عودة من عبلين، وهو صاحب متجر للمخلّلات: "أُزوّد المواد (المخللات) للقاعات والمطاعم والمتاجر وغيرها، وكان من المفروض أن يكون عشية عيد الأضحى، حركة تجارية كبيرة، لكن للأسف هذه الأيام، الوضع ليس كذلك".

وأضاف: "واضح للجميع أن الوضع الاقتصادي يتراجع إلى درجة أننا سنرى آثار الفقر بعد فترة، بشكل أكبر"، مشيرا إلى "تزايد قلق وخوف الناس من المستقبل لذلك فإن فرحة العيد ليست ناقصة بل إنها غير موجودة، لا عند الكبار ولا عند الصغار".

وطالب عودة "جميع المسؤولين، بالعمل الجاد؛ للتخفيف من هذه الأزمة التي أصابت لقمة العيش".

التعليقات