دقّة: فُرض الإغلاق على باقة "دون الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أوضاع المدينة"

وجّهت إدارة بلدية باقة الغربية انتقادات شديدة اللهجة إلى تعامل الحكومة مع أزمة كورونا وقرار "كابينيت كورونا" المتمثّل بإدراج المدينة ضمن قائمة البلدات الحمراء وفرض الإغلاق الليلي عليها، رغم تسجيل المدينة ارتفاعًا في حالات التعافي من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-

دقّة: فُرض الإغلاق على باقة

الشرطة تغلق مداخل ومخارج باقة الغربية مع دخول الإغلاق الليلي إلى حيّز التنفيذ

وجّهت إدارة بلدية باقة الغربية انتقادات شديدة اللهجة إلى تعامل الحكومة مع أزمة كورونا وقرار "كابينيت كورونا" المتمثّل بإدراج المدينة ضمن قائمة البلدات الحمراء وفرض الإغلاق الليلي عليها، رغم تسجيل المدينة ارتفاعًا في حالات التعافي من فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) في الأسابيع الأخيرة، ورغم انخفاض نسبة انتقال العدوى ليصل إجماليُّ الحالات النشطة في المدينة إلى 61 إصابة، ما مكَّن البلدية، من افتتاح العام الدراسيّ بانتظام وجهوزية في ظلّ الجائحة، مع استمرار سيرورة الحركة التجارية في المدينة.

وعاشت باقة الغربية أيّامًا من الغموض والضبابية بشأن تدريجها، إذ إنها كانت مُصنّفةً ضمن اللون البرتقالي كبلدة وحيدة في المثلّث، إلا أن التعديلات على خطة "الرمزور" لمنسق كورونا، بروفيسور روني غامرزو، الثلاثاء، شملت إدراجَ باقة ضمن البلدات الحمراء لتدخل المدينة في حالةِ شللٍ اقتصاديّ وشلل في الحركة التجارية ليلًا، كما سيغيب نحو 8 آلاف طالب وطالبة عن مقاعد الدراسة، ليستأنفوا العام الدراسي عبر منظومة التعليم عن بُعد.

التعليم والاقتصاد

وقال رئيس بلدية باقة الغربية، رائد دقة لـ"عرب 48": "كانت باقة مدرجةً ضمن القائمة البرتقالية لكن التناقض بقرارات الحكومة و’كابينيت كورونا’ أدرجاها في اللحظات الأخيرة ضمن البلدات الحمراء، وقد سعينا من خلال الاتصالات والمشاورات مع الوزارات الحكومية ذات الصلة لإلغاء القرار".

أزمة خانقة بعد دخول الإغلاق الليلي بالمدينة حيّز التنفيذ ("عرب 48")

وأضاف دقّة: "التوجه كان (كان يسير نحو) الإغلاق دون الأخذ بعين الاعتبار حقيقة الأوضاع، وانتظام الدراسة بجميع المدارس وعودة عجلة الاقتصاد والحركة التجارية، ومعالجة البلدية لأزمة كورونا والنجاح بخفض الإصابات خلال شهر آب/ أغسطس حتى مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، وقطع سلسلة العدوى بارتفاع حالات الشفاء وتوقف الحالات النشطة عند 61 حالة".

توعية وإرشاد

وأوضح دقة أن إدارة البلدية أشرفت على "مشاورات وجلسات وعمل على مدار الساعة لغرفة الطوارئ لتحديث المواطنين بكل المستجدات المتعلقة بالإغلاق، ومواصلة حملات التوعية والإرشادات والعمل بشكل جماعي للحفاظ على صحة المواطنين والالتزام بتعليمات وإجراءات الوقاية حتى يتم إخراج المدينة من الدائرة الحمراء".

وأكد رئيس البلدية أن الإغلاق حتّى لو كان ليليًّا فقط، بالإضافة لإغلاق المدارس؛ سينعكس سلبا على الحياة المجتمعية في المدينة، لافتا إلى أن باقة تتميز بحراك تجاري نشِط ليلا، والإغلاق سيثقل اقتصاد المدينة وسيعطّل الحركة التجارية.

وفي ما يتعلّق بتعليق الدراسة (في المدارس، لا عن بعد)، قال دقة، إنه "سينعكس على سيرورة عمل ونهج العائلة التي ستضطر لمواكبة أولادها من خلال منظومة التعليم عن بعد، علما أن البلدية أنجزت خططا تربوية وتعليمية لانتظام الدراسة بظل كورونا، بهدف تقليص الفجوات التعليمية والدراسية عن العام الدراسي الماضي".

تناقض وتخبط

من جانبه، أوضح القائم بأعمال رئيس بلدية باقة، محمد رشدي مجادلة، أن قرار الإغلاق "أوجع جميع المواطنين في المدينة وضرب جهود إدارة البلدية من أجل استمرار مسيرة التربية والتعليم بظل كورونا، (وأثّر على) انطلاقةٍ جديدةٍ لسيرورةِ الاقتصاد والحركة التجارية في المدينة التي عانت من إجراءات الإغلاق والتقييدات في الأشهر الماضية".

وذكر مجادلة لـ"عرب 48" أن مُعظم أهالي المدينة "يعيشون الآلام جراء إغلاق المحلات التجارية ليلا وتعطيل الدراسة بعد انتظام دون أي خلل ودون تسجيل أي إصابات بالفيروس".

وأوضح أنه "كانت (قد أُجريَت) تحضيرات وخطط عمل مميزة لافتتاح العام الدراسيّ (في المدينة) واستمرار التعليم في ظل جائحة كورونا، وأتى قرار الإغلاق ليعطل سيرورة العام الدراسي وبوادر التعافي من الأزفة الاقتصادية والتجارية".

وانتقد مجادلة، التخبط الحكومي والتناقض حتى في القرارات الصادر عن الوزارات بشأن الإغلاق الليلي أو حتى التقييدات وتعطيل الدراسة، موضحًا أن التخبط الرسمي سينعكس على أرض الواقع من خلال كيفية تعامل المواطنين مع التعليمات والتوجيهات، علما أن المواطنين في المجتمع العربي، وأهالي باقة الغربية على وجه الخصوص عاشوا أياما من التخبط وعدم اليقين والضبابية بكل ما يتعلق بالإغلاق وانتظام الدراسة أو تعليقها.

التعليقات