الطيرة: أزمة اقتصادية بسبب قيود كورونا وتحذير من القادم

محلّات أغلقت، وأخرى تقترب من الإغلاق. وعمومًا، الحركة على المحال التجارية خافتة. والتجارة في الطيرة، في ظل كورونا، تكاد تكون مشلولة بسبب القيود التي فرضتها السلطات للحدّ من تفشّي فيروس كورونا.

الطيرة: أزمة اقتصادية بسبب قيود كورونا وتحذير من القادم

من الطيرة اليوم ("عرب ٤٨")

محلّات أغلقت، وأخرى تقترب من الإغلاق. وعمومًا، الحركة على المحال التجارية خافتة. والتجارة في الطيرة، في ظل كورونا، تكاد تكون مشلولة بسبب القيود التي فرضتها السلطات للحدّ من تفشّي فيروس كورونا.

"كارثة اقتصادية" هكذا يقول أصحاب المحال التجارية في مدينة الطيرة. المدينة التي كانت تزدهر بالزائرين يوميًا من كافة البلدات العربية واليهودية، وتشكل الوجهة التسويقية الأولى لمنطقة المثلث الجنوبي.

بين الرفض والاستنكار، يقول أصحاب المحال التجارية في الطيرة إنّ القيود الجديدة التي فرضتها السلطات على البلدات العربيّة على وجه التحديد، "أتت على كل القطاعات الاقتصادية في الطيرة، سواءً الصناعيّة أو التجاريّة وهي اصلا ليست عملية ولا علمية" كما يقول الأهالي لـ"عرب ٤٨".

ومع الحاجة الملحة للتخلّص من انتشار فيروس كورونا في مدينة الطيرة، التي وصل فيها عدد الإصابات إلى 550 إصابة فعالة، لا يكمن تجاهل الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تضرب أصحاب المحلّات التجارية وألحقت بهم أضرارا مادية جسيمة منذ بدء الجائحة.

سمارة
سمارة

وقال إبراهيم سمارة، وهو أحد أصحاب المحلّات، لـ"عرب ٤٨" إنّ "تقييم الإغلاق من الأساس كان خاطئًا. السّبب هو أنّ الإغلاق الأوّل لم يمنع الفيروس، وعاد أقوى ولكن مع اقتصاد مدمر. والقيود الجديدة هي قيود ليست ناجعة لأنها ببساطة تتيح للناس التجمهر ولكن في أوقات مختلفة"، وأضاف أنّ "الكل يضع إصبعه على المشكلة المسببة لانتشار الوباء في المجتمع العربي، وهي الأعراس. والسؤال لماذا لم تعالَج قضية الأعراس بشكل عينيّ، وما ذنب المحال التجارية؟ لماذا الشرطة لم تكثف جهودها لمنع الأعراس والتجمهرات الكبيرة".

وأشار سمارة إلى أنّ أصحاب المصالح التجارية "لم يصحوا بعد من الإغلاق الأول. بشق الأنفس تخطينا القيود قبل شهور، وها نحن أمام إغلاق آخر، لم يثبت نجاحه، وهذا الإغلاق سيشكل ضربة قاسية لمحلات كثيرة في الطيرة. فضلا عن تسريح عمال من المصالح التجارية، يجعلهم في عداد العاطلين عن العمل".

وأضاف سمارة أنّ "الضرر على مصلحتي مضاعف. كل يوم أتلقّى خسارة لا تقل عن الـ6 آلاف شيكل بسبب هذه القيود، المشكلة المزدوجة لدي أن محلي جديد، بدأت العمل في شباط/فبراير ثم جاءت كورونا، والمساعدات الحكومية ترفضني لأنه ليس لدي سجلات لسنين سابقة".

وأوضح سمارة أنّ محلات الألعاب والهدايا تُصنف منتجًا ثانويًا وليست منتجات أساسيّة، "لأنّ سلم أولويات الناس ليست الألعاب، ولو أنّها مهمة للأطفال، ولكن الكل يريد توفير المال للأمور الأساسية الحيوية، كالطعام والأدوية، إضافة إلى أنّ أوضاع الناس متدنية بسبب كورونا، وهذا جعلنا نتكبد خسائر".

أبو خيط
أبو خيط

ومن جهته، قال مهند أبو خيط، وهو صاحب محل من مدينة الطيرة، لـ"عرب ٤٨" إنّ "كل الناس يريد أن ينتهي هذا الوباء. وأنا أوّل الناس أدعو إلى الالتزام بالتعليمات. ولكن، للأسف، فإنّ الكثير من الناس لا يلتزم التعليمات، وهذا ما أدّى إلى احتدام الأوضاع وفرض إغلاق يأتي بالخسائر على كل الطيرة".

وأشار إلى أنّ "من أكثر الناس المتضررين بسبب الإغلاق هو أنا. وبشكل عام محلات بيع أجهزة الحواسيب والأدوات الكهربائية، لأن عملنا يبدأ في ساعات المساء، أي في ساعات الإغلاق، ولكن لنأخذ الجانب الإيجابي في هذا الإغلاق، وإن كانت فيه شوائب أكثر".

وأضاف أبو خيط "نحاول مداراة الضرر المادّي بأمور أخرى في البيت لنكسب الوقت مع العائلة، ولكن هناك أمورًا نرى أنّها مهمة وقد تكون أهمّ من الاقتصاد. حين ترى حياة كثير من الناس تتعرّض للخطر فهنا يجب أن نقف ونسأل أنفسنا ما هو الأهم. وبرأيي أن الأهم الآن هو الخروج من أزمة الفيروس".

واعتبر أبو خيط أنّ "اقتصاد الطيرة في مأزق، الإقبال على المحلات خفيف جدا منذ بدء الجائحة، لا نرى أعداد الزائرين كما كانت، لا أدري إذا كان الأمر مشابِهًا في كل البلدان. ولكن المحال التجارية هنا في أزمة كبيرة، تستدعي تدخل كل الشرائح في الطيرة، والمؤسسات الرسمية والجمعيات، لإيجاد حلول لدعم اقتصاد المدينة ومحلاتها".

التعليقات