25/01/2021 - 18:00

نصف الأولاد العرب يعانون من السمنة الزائدة

أشارت المعطيات والإحصائيات في البلاد إلى أن ثلث الأولاد في الصف السابع يعانون من السمنة الزائدة، وأن 35% من الأولاد في البلاد عموما لديهم وزن زائد عن المعدل الطبيعي؛ أما في المجتمع العربي وتحديدًا منطقة الشمال فإن 46% من الأولاد

نصف الأولاد العرب يعانون من السمنة الزائدة

نشاط رياضي لأولاد يعانون من السمنة الزائدة

أشارت المعطيات والإحصائيات في البلاد إلى أن ثلث الأولاد في الصف السابع يعانون من السمنة الزائدة، وأن 35% من الأولاد في البلاد عموما لديهم وزن زائد عن المعدل الطبيعي؛ أما في المجتمع العربي وتحديدًا منطقة الشمال فإن 46% من الأولاد العرب يعانون من السمنة الزائدة، أي أن نحو نصف الأولاد في المجتمع العربي يحملون وزنا زائدا عن المعدل الطبيعي.

ووصف مدير مركز الصحة والرياضة لعلاج الأولاد وأبناء الشبيبة الذين يعانون من الوزن الزائد في مستشفى بوريا، د. ماينتسر جور، المتخصص في صحة القلب لدى الأولاد في حديث لـ"عرب 48" أن "هذه المعطيات مرعبة وتعني أن كل ولد ثان في المجتمع العربي هو سمين بنسبة معينة ومعدلات السمنة لديهم غالبا هي عالية إلى درجة الخطر".

عرب 48: ماذا نعني بالوزن الزائد؟

د. جور: تعريف السمنة هو الوزن الزائد عن المعدل الطبيعي الذي ينبغي أن يكون للإنسان، والسمنة الزائدة عند الأولاد هي ليست أمر مطلق وإنما نسبي يقارن بوزن الأولاد من نفس السن مع الأخذ بعين الاعتبار الطول والوزن حتى نحصل على قيمة أو معادلة تعرف بـ"BMI" ونقارن بهذه القيمة أو المعادلة بين طفل وآخر.

ويصنف الأولاد بما فيهم الأطفال أيضًا الذين لديهم وزنا زائدا حسب 3 مستويات، الأول هو كل وزن زائد والمستوى الثاني هو السمنة الزائدة وثالثا السمنة المفرطة أو الزائدة بشكل كبير واستثنائي؛ والوزن الزائد بشكل استثنائي يعتبر حالة مرضية حسب تعريف وزارة الصحة.

ويحمل الوزن الزائد معه الكثير من المشاكل والمتاعب للأولاد البدينين على مختلف المستويات سواء على الهيكل العظمي للجسم أو احتمالات الإصابة بمرض السكري وزيادة احتمالات الإصابة بالأمراض السرطانية، فضلا عن مشاكل التعلم والمشاكل السلوكية والنفسية والاجتماعية والعديد من المشاكل الأخرى.

إلى ذلك، فإن الولد أو الطفل السمين يرجح أن يكون في المستقبل بالغا مريضا، فقد يعاني من أمراض السرطان والقلب والسكر، وهناك علاقة مباشرة بين هذه الأمراض والسمنة في الطفولة؛ والأمر الأخير المتعلق بالسمنة لدى الأولاد هو أننا نستطيع التغلب على جزء كبير من هذه المشاكل إذا ما نجحنا في جعل الولد السمين ولدا متوسط الوزن أو ضمن المعدل الطبيعي.

عرب 48: كيف أثرت جائحة كورونا على البدانة لدى الأولاد؟

د. جور: نلاحظ وجود علاقة مباشرة بين الأولاد الذين يعانون من الوزن الزائد وبين جائحة كورونا التي نعيشها في هذه الفترة، وتكمن هذه العلاقة أولا بأن الأولاد البدينين أصيبوا أكثر بفيروس كورونا وقد وصلوا إلى حالات صعبة نتيجة الإصابة بكورونا واضطروا على إثر ذلك للرقود في المستشفى والسمنة الزائدة هي واحدة من عوامل الخطر لدى الإصابة بالفيروس؛ لذلك هذا يوصلنا إلى نتيجة أنه من غير السليم أن يصل الأولاد إلى وزن زائد عن المعدل.

د. ماينتسر جور

في المقابل، فإن أبحاثا عديدة ومتنوعة أظهرت أنه في فترات الإغلاق الأولاد يقللون من النشاط البدني وهذا أمر لربما معروف ولا يحتاج إلى أبحاث، كما يأكلون أكثر وخصوصًا الأكل السريع ما يعني أنهم يتجهون نحو زيادة الوزن وبهذا فإن كورونا ساهمت في زيادة الحالة العامة وجعلتها سوءًا.

عرب 48: هل لديكم معطيات حول البدانة في المجتمع العربي؟

د. جور: أشارت المعطيات والإحصائيات في البلاد عموما إلى أن ثلث الأولاد الذين يتعلمون في الصف السابع يعانون من السمنة الزائدة، وأن 35% من الأولاد في البلاد لديهم وزن زائد عن المعدل الطبيعي، أما في المجتمع العربي وتحديدًا في منطقة الشمال فإن 46% من الأولاد العرب يعانون السمنة الزائدة، بمعنى أن نحو نصف الأولاد في المجتمع العربي يحملون وزنا زائدا عن المعدل؛ هذه المعطيات مرعبة وتعني أن كل ولد ثان في المجتمع العربي هو سمين بنسبة معينة ومعدلات السمنة لديهم عالية.

عرب 48: في أي سن تظهر أعراض السمنة

د. جور: في الصف الأول خمس الأولاد في البلاد تظهر عليهم البدانة والسمنة الزائدة. بمعنى أن 20% من الأطفال تبدأ علامات السمنة في الظهور لديهم في جيل الحضانة.

عرب 48: هل هذا يتطلب تدخل من أصحاب التخصص؟ وكيف تتم معالجة هذه الحالات؟

د. جور: بالطبع الأمر يحتاج إلى تدخل المتخصصين، والأولاد لا يختلفون عن الكبار فأنت لا تستطيع أن تقول لهم "اسمعوا.. عليكم أن تقللوا من استهلاك الطعام"، أو "اذهبوا إلى معاهد الرياضة والتدريب".. وإنما يتطلب العلاج توحيد وتكاتف الجهود من قبل عدة جهات معا، فنحن من جهة نضع ضمن برنامج لخفض الوزن ممارسة الرياضة، وسماع محاضرات ونقدم توجيهات للأهل حول كيفية اعتماد نظام صحي بالبيت، ونحثهم على ممارسة الرياضة مع أبنائهم، وتكون المفاجأة أنه عندما نبدأ بمعالجة طفل أو ولد من السمنة نلاحظ بأن جميع أفراد الأسرة خسروا من أوزانهم لأنهم تجندوا جميعا للمهمة وتوقفوا عن شراء الأطعمة التي تزيد الوزن وعندها يضطر أفراد الأسرة جميعا إلى تناول الطعام المتوفر في البيت وهو قليل السمنة والدسم ورويدا رويدا نلاحظ تراجعا بأوزان جميع أفراد الأسرة.

عرب 48: ما الأشياء التي يجب أن تتوفر في برنامج خفض الوزن؟

د. جور: نحن نعمل على تطبيق مصطلحين أساسيين هما جودة حياة صحية، ونظام حياة فعّال مليء بالحيوية والنشاط. بمعنى غذاء صحي وفعاليات بدنية، كما نوصي بإجراء ساعة من الفعاليات البدنية (الرياضة) يوميا، قد يبدو الأمر شاقا لكن لو تذكرنا أنفسنا نحن الكبار حين كنا في مثل سن أبنائنا فإننا كنا نركض ونمارس الرياضة والحركة لساعات طويلة يوميا، وكانت أمهاتنا تخرج من البيت للبحث عنا وإعادتنا إلى البيت من الملاعب.

وأفادت آخر الأبحاث أن 10% فقط من الأولاد في البلاد يمارسون نشاطا بدنيا لمدة ساعة في اليوم، وأن 20% من الأولاد لا يمارسون أي نشاط بدني على الإطلاق؛ لذلك نحن نعلم العائلات وندرّبها على نظام حياة حيوي وفعال؛ وتجدر الإشارة هنا إلى أننا نتجه تدريجيا نحو الأسوأ، وإذا لم يقم الأهالي وأولياء الأمور بضبط الأمور داخل العائلة فإن ذلك سيكون نتائج أسوأ وأكثر خطورة على صحة وسلامة الأبناء.

وأخيرا، لو قارنا بين الأعوام 2013 و2016 نجد أن نسب الأولاد الذين يعانون من السمنة الزائدة أعلى بكثير، لذلك يجب التحرك بأسرع وقت ممكن لمنع هذا التدهور في صحة الأولاد وما نفعله هنا هو علاج وليس دورة ترفيهية.

التعليقات