جريمة قلنسوة: "العنوان كان على الحائط"

هنا قلنسوة. التوقيت يتزامن مع صلاة فجر يوم الجمعة. الرصاص يطلق بكثافة داخل غرفة لا تتعدّى مساحتها العشرين مترًا، يجلس في داخلها 7 شبّان، قتل منهم اثنان، وأصيب اثنان آخران.

جريمة قلنسوة:

الحاجة زهيّة نصرة ("عرب ٤٨")

هنا قلنسوة. التوقيت يتزامن مع صلاة فجر يوم الجمعة. الرصاص يطلق بكثافة داخل غرفة لا تتعدّى مساحتها العشرين مترًا، يجلس في داخلها 7 شبّان، قتل منهم اثنان، وأصيب اثنان آخران.

كانت الغرفة أشبه بساحة ارتكبت فيها مجزرة: دماء كانت على الجدران والأرض. رصاص منتشر في كل الغرفة، كأنمّا الجدران تنزف دمًا أيضًا. والأغراض قُلبت رأسا على عقب.

من البيت الذي تعرّض لإطلاق نار ("عرب ٤٨")
من البيت الذي تعرّض لإطلاق نار ("عرب ٤٨")

من يعيش في قلنسوة توقّع جريمة – ليس بهذا الشكل الوحشّي - لكنّ العنوان كان على الحائط كما يقال، فخلال الشهر الأخير أصيب 3 أشخاص في جرائم إطلاق نار.

وتأتي هذه الجريمة المزدوجة وسط عجز الشرطة عن ردع المجرمين، ويشير الشاب سامر خطيب لـ"عرب ٤٨" إلى أنّ الأمن منعدم في مدينة قلنسوة، والجريمة كانت مجرد قضية وقت ليس إلّا.

تروي والدة القتيل ليث نصرة، الحاجة زهية نصرة، لـ"عرب ٤٨" اللحظات الأولى بعد وقوع الجريمة: سمعتُ الرصاصات وكان عندي شعور سيّئ، كنت أنوي أداء صلاة الفجر، ولكنّني سمعت صوتًا بعيدًا ينادي "ليث... ليث أصيب"، كان هذا صوت ابني الآخر. وصلنا إلى المكان ووجدنا ليث بحالة حرجة وغير قادر على التنفس.

وعن آخر حديث دار بينهما، تروي "ضحكنا سويّة، وأخبرني أنّه يريد أن يأكل، ثم ذهب وخرج من البيت، وعاد محملًا"، وعن ابنها قالت "كان شابا حنونًا طيبًا، يساعدني، يمازحني، يشاطرني الفرح والحزن، يحبّ الناس والخير، ابني المدلل".

وتساءلت "لماذا يُقتل الشباب وتنتهي حياتهم في هذا الجيل؟ لماذا كتب علينا أن نعيش هذا الشلّال من الدماء الذي يقطف زهرات شبابنا، ألا توجد للقاتل أم؟ يشعر في بالألم الذي سيخلفه بعد الجريمة".

ومن جهته، قال شاكر خطيب، والد القتيل محمد خطيب، إنّ أهالي قلنسوة "يعرفون من هم أبناء شاكر خطيب، لهم محبة عند الناس، أفتخر بهم ويفتخرون بي".

شاكر الخطيب ("عرب ٤٨")
شاكر الخطيب ("عرب ٤٨")

وأكد خطيب "لا يوجد لنا أيّة نزاعات مع أي شخص في قلنسوة أو من خارج قلنسوة، نحن أناس مسالمون".

ولم يتوقّع خطيب أن يدخل مجهولون إلى داخل بيته وأن يطلقوا الرصاص، "لأنه لا يوجد لنا أي خلاف مع أيّ شخص، يعطيهم سببًا لارتكاب هذه الجريمة"، وطالب خطيب بإنهاء الجريمة في المجتمع متسائلا إلى أيّ طريق نريد أن نصل بهذه الجرائم المنتشرة، نقتل بعضنا بدلا من نقف يد واحدة.

التعليقات