يافا: زحف استيطانيّ لمحو الملامح العربيّة للمدينة

"من يستطيع الوصول إلى حيّ الجبلية فليفعل... يافا بحاجة إليكم"؛ بهذه العبارة صدحت مكبّرات الصوت في مساجد مدينة يافا، بعد انتهاء صلاة التراويح، يوم الأحد، بالإضافة إلى عبارات مماثلة انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعيّ، والتي دعت جميعها إلى أمر واحد؛

يافا: زحف استيطانيّ لمحو الملامح العربيّة للمدينة

من حيّ العجمي في المدينة

"من يستطيع الوصول إلى حيّ الجبلية فليفعل... يافا بحاجة إليكم"؛ بهذه العبارة صدحت مكبّرات الصوت في مساجد مدينة يافا، بعد انتهاء صلاة التراويح، يوم الأحد، بالإضافة إلى عبارات مماثلة انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعيّ، والتي دعت جميعها إلى أمر واحد؛ وهو التصدّي لتظاهرة عدائيّة من قِبل المستوطنين المتطرّفين.

وانفلت أنصار حاخام يهودي في يافا، ضد أهالي المدينة، الذين احتجوا على نيّة شركة "عميدار" الحكوميّة إخلاء أحد المباني العربية المأهولة في حيّ العجمي وبيعه إلى الحاخام، لتعتدي الشرطة الإسرائيلية على الأهالي بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، قبل أن تعتقل 3 من المتظاهرين العرب، وتُصيبَ بعضًا منهم، أحدهم عضو بلدية تل أبيب - يافا، عبد القادر أبو شحادة.

وعلى عكس ما يُرى ظاهريًّا، يؤكد أهالي يافا أن خلفية التظاهرة مرتبطة بأحداث متتالية تشهدها المدينة العربية العريقة، من زحفٍ استيطانيّ لجماعات متطرّفة لما يُسمّى بـ"النواة التوراتيّة".

وسيطرت "النواة التوراتية" على كثير من العقارات في مدينة يافا، وحوّلتها إلى مقرات أو أماكن عبادة يهوديّة، أو إلى مراكز تستقطب عشرات الشبان اليهود الحريديين، من ذوي الأفكار العنصريّة.

من حيّ العجمي ("عرب 48")

وتحاول الجماعات التوراتية العنصرية، أن تخلق واقعًا جديدًا في مدينة يافا، لا يختلف عن الذي تشهده أجزاء من مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلّة، لتغيير طابع المدينة العربيّ الفلسطينيّ.

ويعي أهالي يافا أن ما تشهده مدينتهم، هو معركة على الهوية، وبخاصّة أن هذا الحدث، لم يكن الأول الذي يقف فيه أهالي المدينة العرب، أمام المخططات الاستيطانيّة.

اعتداء مقصود لإثارة الفوضى

وقال عضو الهيئة الإسلاميّة في يافا، طارق أشقر، خلال حديث لموقع "عرب 48": "هذا مشروع مدروس، ومخطط له ولم يكن عشوائيا، ما حصل أمس (الأحد) هو اعتداء مقصود لإثارة الفوضى في المدينة، وكل هذا بقرارات الشرطة الغبية التي تعطيهم (تُتيح للمتطرّفين) الضوء الأخضر؛ بسبب معارضة الأهالي في يافا على مخططاتهم".

وأضاف أشقر: "الشعب في يافا كان واعيًا وباسلًا، ولم يتردّد بالانتفاض للدفاع عن أهالي المدينة وعن المقدسات، وعن الهوية، ونقول لهم (للسلطات) لا تجربوا شباب يافا لأن ما رأيتموه أمس (الأحد) هو أقلّ ما يكون".

وتابع: "نحن ندرس الخطوات التصعيدية في حال استمرت الاستفزازات، ونحن (القوى الشعبية) في انعقاد دائم بعد هذه الأحداث، ويتمّ فحص إمكانيات أخرى، ولكن الأهم تسريح المعتَقَلين".

"المشروع تهويد حيّ العجمي"

من جانبه قال، أبو شحادة في حديث لموقع "عرب 48"، إن "عنف الشرطة كان على مستويين؛ الأول هو السماح للمستوطنين التظاهر أمام مسجدٍ، وتزامنا مع صلاة تراويح وفي حيّ عربيّ، والأمر الآخر أن عناصر الشرطة جاؤوا بروح الانتقام وهذا ما قالوه لنا في التظاهرة ’إننا سنضرب بيد من حديد’، وهذا ما حصل حينما تلقوا الأوامر بالاعتداء بكل الوسائل من أجل المستوطنين".

وأضاف أبو شحادة: "هذا يكشف الخلفية لكل ما حصل، أن هناك مشروعًا تهويديًا يعمل من قِبل المستوطنين بحماية الشرطة التي تعطيهم الحريّة التامّة".

("عرب 48")

وتابع: "المضحك أنهم يطالبوننا بالتفاوض مع المستوطنين، وكأننا لسنا طرفا في ما يحصل. لن نسمح لليمين أن يتصرّف كما يحلو له في يافا، وتلك كلمة الشباب للشرطة والمستوطنين؛ إن هذه الاعتداءات ثمنها استقرار يافا وتل أبيب".

وقال أبو شحادة إن السلطات تعمل "على برنامج ثابت"، مُشيرا إلى أن "المشروع هو تهويد حيّ العجمي في يافا".

لن تُمحى المعالم العربية الفلسطينية للمدينة ("عرب 48")

وأضاف: "من جهتهم لا يريدون التصعيد لأنهم يريدون المضي بمشروعهم، ومن باب المسؤولية يجب علينا كأصحاب البلد أن نكون واعين لما يحصل، لا نعلم كيف ستتطور الأمور، الشرطة تأخذ طرفا واحدا، وهو مساندة العنصريين، ونحن نأخذ طرفا مضادًّا ولا مجال للحياد".

"سنشتري المبنى... نريد رؤية المنزل"

بدوره، قال الناشط إياد زبدة لـ"عرب 48": "اليوم حتّى المباني التي يقطن فيها الناس (العرب)، يأتون إليها قائلين نريد أن نشتري المبنى، ولذلك نريد أن أرى البيت"، مضيفا: "لكنني لا أريد أن أبيع المنزل أصلا".

وذكر زبدة أن الوضع الماديّ لا يُتيح للأهالي العرب أن يشتروا منزلا في حيّ العجمي مثلا، مؤكدا: "ليس لدينا مكان آخر لنذهب إليه"، نظرا لارتفاع الأسعار.

("عرب 48")

وأضاف زبدة: "يجب أن يكون هناك نشاط محليّ وقطريّ، لكي ينقذ الهوية العربية في يافا (...) إذا كنا اليوم في العجمي 10 آلاف شخص عربي، لن يبقى منا سوى ألفان بعد 10 سنوات".

التعليقات