النقب: مداولات حول تحويل كسيف من مدينة حريدية إلى بدوية

التخطيط الاساسي لكسيف هو أن تكون مدينة حريدية، لكن الحريديين يرفضون الانتقال للسكن فيها، فيما تدفع "السلطة لتطوير وإسكان البدو في النقب" إلى تحويلها لمدينة بدوية لسكان القرى مسلوبة الاعتراف، ويتبين أن تخطيطها ليس ملائما لحياة البدو

النقب: مداولات حول تحويل كسيف من مدينة حريدية إلى بدوية

كسيفة (المصدر: الموقع الإلكتروني لمجلس محلي كسيفة)

تبحث السلطات الإسرائيلية في تحويل مدينة كسيف في النقب، الجاري التخطيط لإقامتها منذ حوالي 15 عاما، من مدينة للحريديين إلى مدينة بدوية، يُنقل المواطنون العرب من قرى مسلوبة الاعتراف إلى السكن فيها، حيث بالإمكان أن تشمل 20 – 25 ألف وحدة سكانية.

وقالت "السلطة لتطوير وإسكان البدو في النقب" خلال مداولات جرت في الأسابيع الأخيرة حول مستقبل مدينة كسيف، التي تحتاج إلى قرار حكومي من أجل دفعها تنظيميا، إن الحكومة فشلت في إرساء وتطبيق الخطة لصالح الحريديين طوال 15 عاما، على ما يبدو بسبب رفض الجمهور الحريدي على خلفية بعد موقع المدينة عن مناطق عمل ومواصلات عامة، وفق ما أفادت صحيفة "ذي ماركر" اليوم، الأربعاء.

واعتبرت السلطة الحكومية أن كسيف يمكن أن تشكل حلا متاحا بالنسبة للبدو، الذين يسكنون في منطقة النقب الشرقي. وأشارت الصحيفة إلى أنه تجري محاولة دفع هذه المبادرة كمبادرة حكومية، بعدما عبرت وزارات عن تأييدها لهذه المبادرة.

ونقلت الصحيفة عن مدير عام "السلطة لتطوير وإسكان البدو في النقب"، يائير معيان، قوله إن "كسيف هي الحل الوحيد للسكان البدو. وهذه المنطقة الوحيدة في شرقي النقب التي هي أراضي دولة نظيفة، وبالإمكان تطويرها ولا توجد فيها مطالبات بالملكية لسكان بدو آخرين، الذين لم تنجح الدولة في إسكانهم".

وأضاف معيان أنه "يعيش في النقب الشرقي حوالي 25 ألف بدوي من دون تنظيم وحل سكني لهم. وهم يعيشون من دون خدمات من الدولة، في بيوت من الصفيح وبناء غير قانوني، من دون بنية تحتية، شوارع، أرصفة، ماء أو مدارس. ولا أحد يتحمل مسؤولية آلاف الأشخاص هؤلاء".

وأشار إلى أن المخطط الأصلي كان يقضي بإسكان البدو في بلدة الفرعة المجاورة، بموجب قرار حكومي منذ عدة سنوات. "لكن وزارة الطاقة ومديرية التنظيم لجمتا هذه الخطة بسبب منجم فوسفات موجود هناك ويتوقع توسيعه. ومنذ أن أزيلت الفرعة عن الطاولة، أصبحت كسيف الحل الوحيد للبدو في شرقي النقب. وإذا لم تتبنى الدولة هذا الحل، فإنهم ستحكم عليهم لعشرات السنوات الأخرى من التخلف والنقص في الخدمات الأساسية".

وقال معيان أن السلطة استعرضت مبادرة إسكان البدو في كسيف قبل سنتين. وأيدت هذه المبادرة وزارات الإسكان والمالية والداخلية ولجنة التنظيم اللوائية. "والوحيد الذي عارض هذه المبادرة حتى الآن هو وزير الإسكان السابق، يعقوب ليتسمان، الذي اراد إبقاء المدينة كحل للحريديين، والمستوى المهني في وزارته. لكن الحريديين يعارضون إقامة مدينة حريدية في كسيف، ولن يأتوا للسكن فيها".

ونقلت الصحيفة عن منظمات حقوقية تنشط في هذه المنطقة، قولها إن البدو أيضا، وخاصة سكان القرى مسلوبة الاعتراف، لن يسارعوا إلى السكن في كسيف، والسبب الأساسي لذلك هو أن مدينة كهذه لا تلائم حياة وتقاليد البدو، إذا أن البناء فيها مكثف حسب التخطيط. وطالب المجلس المحلي في قرية كسيفة بضم المنطقة المخطط إقامة كسيف فيها إلى منطقة نفوذ كسيفة، إذ أن "كسيف هي جزء لا يتجزأ من كسيفة من الناحية الجغرافية.

التعليقات