كورونا والعام الدراسي الجديد: لا خطة شمولية لتقليص فجوات أحدثها الإغلاق الأخير

قال رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، د. شرف حسّان، لـ"عرب 48" إن "وزارة التربية والتعليم تؤكد، لغاية الآن، أن السنة الدراسية ستفتتح كالمعتاد، ونحن مع افتتاح السنة الدراسية، ولو ضمن مجموعات".

كورونا والعام الدراسي الجديد: لا خطة شمولية لتقليص فجوات أحدثها الإغلاق الأخير

توضيحية (تصوير عرب 48)

تزداد مخاوف لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في البلاد من العودة مجددا إلى إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية، والتحوّل إلى منظومة التعليم عن بعد، إثر عودة انتشار فيروس كورونا، وعلى ضوء الفجوات العميقة التي أنتجها الإغلاق الماضي إلى جانب الفجوات الأخرى بين جهازي التعليم العربي واليهودي، وبين الأفراد والشرائح المجتمعية المختلفة، وخاصة في منطقة النقب، جنوبي البلاد.

وتأتي هذه المخاوف على ضوء التصريحات التي أطلقها مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية، بروفيسور نحمان أش، أمس الأحد، والتي قال فيها إنه "لا يمكن القول بشكل مؤكد إن السنة الدراسية ستفتتح بصورة منتظمة".

وعن افتتاح العام الدراسي، قال رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، د. شرف حسّان، لـ"عرب 48" إن "وزارة التربية والتعليم تؤكد، لغاية الآن، أن السنة الدراسية ستفتتح كالمعتاد، ونحن في لجنة متابعة قضايا التعليم مع افتتاح السنة الدراسية، ولو ضمن مجموعات، نظرا للفجوات العميقة التي خلفها الإغلاق السابق والتعليم عن بعد بين التعليم العربي واليهودي، والذي لا تقدم وزارة التربية والتعليم فيه، حتى اليوم، خطة شمولية لسد هذه الفجوات".

"عرب 48": على ضوء الفشل في التعليم عن بعد، كيف ترى أحوال التعليم العربي، اليوم؟

حسان: هناك تحسن نوعا ما في هذا الجانب، ولكن الفجوات جدا عميقة، فيما يتعلق بالحوسبة كان هناك عمل جاد وتم توفير نحو 60 ألف جهاز حاسوب للمجتمع العربي، هذا لم يسد جميع الاحتياجات، ولكن معظم الاحتياجات تم سدها، وكذلك جرى تقدم كبير في إعداد المعلمين، ولكن يبقى السؤال ما هو توجه وزارة التربية والتعليم.

شرف حسان

"عرب 48": لم ينتظم التعليم نحو عامين، هل هناك رصد لوضع التعليم العربي؟

حسان: تقديرنا أن الفجوات تعمقت كثيرا بين التعليم العربي واليهودي، ولكن هناك أيضا حالة أخرى هي الفجوات بين الطلاب الذين كانوا على علاقة مع المدارس وبين الطلاب الذين انقطعوا عن المدارس كليا أو جزئيا، وحاليا الخطط الموجودة لم توفر حلولا وعلاجا للأضرار التي نجمت للطلاب المتضررين. هناك خطط لتقليص الفجوات، ولكنها غير كافية في تقديرنا لإصلاح الضرر الذي نجم خلال عامين دراسيين، وهذا الطرح قدمناه لوزارة التربية والتعليم، وطالبنا بخطط شاملة قادرة على تعويض الطلاب المتضررين بشكل خاص من كورونا، وهي بطبيعة الحال شرائح مهمشة وطبقات فقيرة مع وضع اقتصادي اجتماعي صعب لم توفر فيه العائلة ما يعوّض النقص الذي أحدثته الجائحة، والذي لم تقم فيه المدارس بواجبها لغياب الخطط للوصول إلى هؤلاء الطلاب.

"عرب 48": هل كان التعليم عن بعد كاف، حتى لمن توفرت لديهم أجهزة الحاسوب والإنترنت؟

حسان: تقييمنا أن المرحلة السابقة أحدثت أضرارا كبيرة. نحن نتحدث عن طلاب لم يعودوا إلى مقاعد الدراسة حتى بعد عودة فتح المدارس، ربيع هذا العام، وهي نسبة عالية جدا، بالذات في النقب، والأمر الثاني أن هناك إشكالا كبيرا في التعليم عن بعد، فالتعليم عن بعد له محدودات كبيرة خاصة لدى الشرائح التي تحتاج مساعدة، مثلا طلاب عسر التعليم وغيرهم، وهي شريحة لا يستهان بها تشكل أكثر %10 من الطلاب، فالتعليم عن بعد يناسب شريحة بسيطة لديها وسائل مساعدة أيضا في البيت، أعني مشاركة الأهل وتدخلهم، وهذا لم يكن على الأغلب متوفر في المجتمع بصورة عامة.

"عرب 48": في حال لم تنتظم الدراسة ستتعمق الفجوات أكثر؟

حسان: الخطط الوزارية لتقليص الفجوات غير قادرة على تقليص الفجوات لأنها محدودة، أضف إلى ذلك أن الأيام التعليمية التي أضيفت في شهر تموز/ يوليو هذا العام لم تهدف فعلا لسد الفجوات، نظرا لأن المعلمين الذي قدموا هذه الأيام غير أولئك الذي رافقوا الطلاب على مدار العام الدراسي، وحتى في بعض المدارس كانت أيام شبيهة بمخيم صيفي. نحن لا نتحدث عن تمديد فعلي للعام الدراسي أو خطة شمولية لتقليص الفجوات.

"عرب 48": هل قدمت مطالب عينية للوزارة لتقليص هذه الفجوات، وماذا تقدم وزارة التربية والتعليم؟

حسان: نحن نطالب بخطة شاملة في مركزها سد الفجوات، وإعطاء أجوبة عن التحديات التي نشأت نتيجة لجائحة كورونا في المجتمع العربي، وكذلك الفجوات التي حدثت داخل المجتمع العربي وضرورة منح الفئات المتضررة دعما خاصا خلال السنوات المقبلة لمعالجة الفجوة والنقص الذي نتج في الفترة السابقة، وهذا يتطلب ساعات إضافية، ومسحا شاملا لقدرات كل طالب وطالب، والعمل فرديا مع الطلاب، وحاليا الخطط الموجودة لا تلبي هذه الاحتياجات، وهذا ما نركز عليه مقابل وزارة التربية والتعليم، اليوم. أما فيما يتعلق بالخطة الخماسية المقبلة، نطالب في البند الأول للخطة التي طرحناها دعما للطلاب من الفئات الفقيرة، والتي تشكل ثلثي الطلاب العرب، وتعويضهم عن الخسائر التي نجمت عن فترة كورونا، ومعالجة القضايا بشكل بنيوي وعميق. وفقا للخطط الحالية، فإن ميزانية 350 مليون شيكل إضافة لميزانية التربية والتعليم لكل التعليم في إسرائيل لا تلبي الاحتياجات وسد الفجوات، فهذا المبلغ صغير وغير قادر على خلق خطط لسد الفجوات، ولا نعرف كم سيخصص أصلا للمجتمع العربي منه، ولم نر بعد خطة عينية شمولية في المجتمع العربي لسد الفجوات التي أنتجتها جائحة كورونا في التعليم. كما قدمنا ورقة عمل تمثل توجهنا ضمن الخطة الخماسية وطموحاتنا للنهوض بالتعليم العربي، والتي تتعلق بمناهج التعليم، الهوية والانتماء، مكانة التعليم العربي في الوزارة، إضافة لسد الفجوات من حيث البنى التحتية بالذات في النقب، والبنى التحتية التنظيمية في جهاز التعليم العربي.

التعليقات