اللد: تعذيب يغيّر ملامح شقيق الشهيد حسّونة

لم تتمكّن سكنية حسّونة، من التعرّف على ملامح زوجها المعتقل أيوب، شقيق الشهيد موسى حسونة، المعتقل على خلفيّة الاحتجاجات الأخيرة في اللد؛ جرّاء تعرّضه للتعذيب الشديد، مشيرةً إلى أنّه "تمّ تلفيق التهم له".

اللد: تعذيب يغيّر ملامح شقيق الشهيد حسّونة

عناصر الأمن الإسرائيليّ في اللد في وقت الهبّة (أ ب)

لم تتمكّن سكنية حسّونة، من التعرّف على ملامح زوجها المعتقل أيوب، شقيق الشهيد موسى حسونة، المعتقل على خلفيّة الاحتجاجات الأخيرة في اللد؛ جرّاء تعرّضه للتعذيب الشديد، مشيرةً إلى أنّه "تمّ تلفيق التهم له".

يأتي ذلك فيما كان موقع "عرب 48"، قد نشر تقريرا، أمس الإثنين، يورد تفاصيل التجاهل والإهمال الذي يتعرض له معتقلو الهبة الشعبية من طمرة، ومن بينهم الشاب محمد هشام أبو رومي (18 عاما)، والذي ذكرت عائلته أنّه تعرّض لتعذيب نفسيّ قاسٍ، كزعم عناصر الأمن أنّ والدته لقيت مصرعها في حادث طرق، "وعليه التوقيع على الاعترافات حتى يتمكن من المشاركة في الجنازة".

كما نقل "عرب 48"، معاناة أهالي مُعتقلي الهبّة في عكّا، والذين قالت والدة أحدهم، إن ابنها "ممنوع من التواصل معهم هاتفيا، أو الزيارة في السجن، وذلك بالرغم من قرار القاضي بالسماح له بالاتصال بالعائلة 5 مرات في الأسبوع".

ولم يذُق مُعتَقلو عكّا وطمرة فقط، مرارة الاعتقال، والتعامُل المهين الذي وصل حدّ التنكيل في كثير من الأحيان، من قِبل عناصر أجهزة الأمن الإسرائيلية، إذ تعرّض المُعتقلون العرب الذين أُوقفوا خلال الهبّة الشعبيّة في مركز الشرطة في الناصرة "المسكوبية"، مطلع شهر أيّار/ مايو الماضي، إلى "عمليات تعذيب وتنكيل".

وكان مركز "عدالة" الحقوقيّ، قد بعث في حزيران/ يونيو الماضي بشكوى إلى المستشار القضائي للحكومة، وإلى "ماحاش"، تؤكّد "ارتكاب خروقات خطيرة واعتداءات وحشية بحق المتظاهرين من خلال العنف المفرط والضرب المبرح الموجه نحو الرأس ونحو الوجه" في مركز "المسكوبية" في الناصرة، مطلع الهبّة التي جاءت التحاما مع القدس وغزة، وضد اعتداءات الشرطة والمستوطنين.

وذكر في بيان أصدره حينها، أن "الطاقم القانوني في مركز عدالة وثق شهادات معتقلين ومحامين ومسعفين، تُفيد باعتداءات عنيفة أثناء اعتقالات متوحشة ضد المارين والمتظاهرين في الناصرة، من قبل شرطيين ومستعربين واقتيادهم إلى غرفة تعذيب ضيقة، بات المعتقلون فيها طوال ليلة كاملة وسط منع دخول المحامين إلى مركز شرطة المسكوبية ومنع تقديم العلاج للمصابين"، ليطالب المركز، اليوم الثلاثاء، بتعليق عمل ضابط محطة المسكوبية، إيلي صيلوك، على خلفية الشكوى التي قدمها المركز.

وقالت حسونة في حديث لـ"عرب 48": "ملامح زوجي تغيرت، حتى أنني لم أتعرّف عليه، رغم أنه لم تفرق بيننا سوى أمتار معدودة، من شدة التعذيب الذي تعرض له".

وأشارت إلى "صعوبة في الحديث" بالنسبة لزوجها الذي "لا يستطيع الكلام بسبب توّرم فمه، وأُصيب بكسور في الرأس".

وأوضحت حسّونة أن زوجها "لم ينطق سوى بضعة كلمات أثناء الزيارة، (كما أنه) لا يستطيع الحراك".

وذكرت أنّ "آثار التعذيب ظاهرة على أيوب، ما لم يكن في الأسبوع الماضي، فعينه زرقاء من شدة اللكمات الموجهة لها".

الشاب أيوب حسونة

وقالت إنّ "أيوب أراد أن يوصل رسالة لكل العالم، قيادات ومنظمات حقوقية: أنقذوا من في السجون، فهناك من يتعرض بشكل يومي للتعذيب الجسديّ والنفسيّ، ولا يمكنه لقاء العائلة، ولا أحد يعرف عنهم شيئا"، مضيفةً: "ما رآه أيوب لا يُوصف".

وأوضحت أنه "من المستهجَن أن هذا الضرب المبرّح جاء بعد تقديم لوائح الاتهام (بحقّ أيوب)، أي بعد انتهاء التحقيقات، هذا فضلا عن التحقيقات التي كانت هزيلة، إذ تمّ تلفيق التهم له، ولمن اعتُقلوا معه".

وأضافت حسونة: "يروي أيوب أنه يتم تعذيب السجناء، وتشويههم، وهناك من هو بحاجة إلى علاج نفسيّ، وهناك من فقد عينه"، معتبرةً أن "ما يجري لا تفسير له".

التعليقات