اعتقلوه في زنزانة وأبلغوه أن أمه ماتت؛ أبو رومي: أبناؤنا ضحايا الأمن والإهمال

قال والد المعتقل أبو رومي لـ"عرب 48" إن "أجهزة الأمن والشرطة تريد إغلاق ملفات أحداث الهبة الشعبية من خلال جمع اعترافات لشبان صغيري السن، لسهولة إخضاعهم للضغوطات التي تمارس ضدهم خلال التحقيق، ما يضطرهم للتوقيع على التهم الموجهة ضدهم".

اعتقلوه في زنزانة وأبلغوه أن أمه ماتت؛ أبو رومي: أبناؤنا ضحايا الأمن والإهمال

المعتقل محمد أبو رومي (الصورة من العائلة)

أعربت عائلة المعتقل محمد هشام أبو رومي (18 عاما) عن استيائها من التجاهل والإهمال الذي يتعرض له معتقلو الهبة الشعبية من طمرة، وعددهم سبعة، هُم: محمد هشام أبو رومي وأحمد علي مريح وإبراهيم زيد مريح ومصطفى عواد ومحمد غانم أبو الهيجاء وبهاء موفق أبو الهيجاء، ومعتز أبو الهيجاء الذي أطلق سراحه بشروط مقيدة بينها الإبعاد عن طمرة.

وكانت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد نفذا حملة اعتقالات ضد الشبان في المجتمع العربي على خلفية الاحتجاجات الأخيرة ضد العدوان على غزة واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد، في شهر أيار/ مايو 2021.

وقال والد المعتقل أبو رومي لـ"عرب 48" إن "أجهزة الأمن والشرطة تريد إغلاق ملفات أحداث الهبة الشعبية من خلال جمع اعترافات لشبان صغيري السن، لسهولة إخضاعهم للضغوطات التي تمارس ضدهم خلال التحقيق، ما يضطرهم للتوقيع على التهم الموجهة ضدهم".

وأضاف أنه "صُعقت من هول التهم الموجهة ضد ابني ’تنفيذ عمل إرهابي مقصود على خلفية قومية’ و’معاداة اليهود’ لتصدمني لاحقا الإجابات التي تم كتاباتها في ملفات التحقيق عن أسئلة المحققين، لنتيقن بأن ما تعرض له ابني من ضغوطات في التحقيق جعلته ينهار أمام ويوقع على اعترافات لا تمت له بصلة، وكانت جاهزة ضده. قرأت ملف التحقيقات مع ابني، لأرى اعترافات مستحيل أن يذكرها ابني أذكر بعضها:

‘المحقق: لماذا قمت بالاعتداء على المواطن اليهودي؟

محمد: اعتديت عليه لأنه يهودي.

المحقق: هل ستعتدي علي في حال رأيتني في مظاهرة؟

محمد: لا، لن أعتدي عليك لأنك عربي.

المحقق: لماذا ضربت اليهودي وشاركت في المظاهرة؟

محمد: لأن أئمة المساجد كتبوا في الفيسبوك ونادوا بالمساجد بأن الأقصى يحترق’.

هذه الإجابات الجاهزة التي أرغم ابني بالتوقيع عليها تحت وطأة التعذيب النفسي الذي مارسوه عليه".

وتطرقت والدة المعتقل، جيهان أبو رومي، إلى التعذيب النفسي الذي تعرض له ابنها، وقالت إن "ابني مكث في زنزانة ضيقة مساحتها متر مربع بالكاد تتسع له، وتفوح رائحة كريهة فيها، وجرى ترويعه وإبلاغه بأنني فارقت الحياة من جراء تعرضي لحادث طرق، وعليه التوقيع على الاعترافات حتى يتمكن من المشاركة في الجنازة".

والد المعتقل محمد هشام أبو رومي (عرب 48)

وأكدت أبو رومي لـ"عرب 48" أن "أثار التعذيب النفسي كانت واضحة جدا على وجه ابني في أول لقاء لنا به في المحكمة، إذ كان ينظر وفي عينيه ألف كلمة لنا أبرزها ‘أنا مظلوم’ ليظهر ورفاقه في المرات التالية التي التقينا به فيها متماسكًا وقويًا ويطمئننا بأنه بخير لأنه يخشى عليّ من أية إرهاق أو تعب، وهو ابني المسؤول الذي وقف دائما لجانب والده وسانده في عمله".

وتابعت أنه "لا يكفي أنه في الخامس من حزيران/ يونيو قامت مجموعة مستعربين ترافقهم دورية للشرطة باعتقال ابني الذي تواجد في مطعم برفقة أصدقائه، لتخفيه عنا طيلة أسبوع، إذ لم نتمكن من معرفة مكانه، أو ما يمر به، إلى أن سمحوا للمحامي باللقاء به بعد أن حصلت أجهزة التحقيق على الإجابات التي تريدها منه، إذ أبلغني ابني في أول زيارة له بأن لو بقي في الزنزانة ليومين إضافيين لفقد عقله من شدة الضغوطات التي مارسوها عليه، وما يتعرض له الشبان من إهانات وإذلال في السجن. ومع مرور ثلاثة أشهر على اعتقال ابني نتعرض نحن العائلات للذل والمشقة حتى نتكمن من زيارة أبنائنا والحديث معهم من خلف الزجاج وفقط لمدة نصف ساعة، إذ يراقب ابني عقارب الساعة المعلقة في حائط غرفة الزيارات لئلا يمضي الوقت مسرعا وتنتهي الزيارة، وننتظر على الهاتف قرابة الساعتين كي نتمكن من الحصول على إذن لزيارة ابننا، ومن ثم ننتظر خارج المعتقل ساعات حتى يسمحوا لنا بالدخول إلى السجن. وخلال دخولنا للسجن نتعرض للاستجواب والإذلال من خلال التفتيش المهين لنا".

والدة المعتقل محمد هشام أبو رومي (عرب 48)

وعن ظروف الاعتقال، قالت والدة المعتقل إنه "أنتظر زيارة أبني والأمل لزيارته مرة أخرى بعد انتهاء الزيارة. لا أستطيع لمس ابني أو احتضانه، وأسمع صوته فقط من خلف الزجاج، ونسترق البصر محاولين شد عضدنا ببعضنا البعض، فهو يتمالك نفسه لأجلنا ونحن نفتخر ونعتز به وننتظر عدالة الله بأن تتحقق ويتم الإفراج عنه".

وختمت أبو رومي بالقول إن "الأقصى ليس لابننا وحده، فعار أن يمكث هؤلاء الشباب في الزنازين بدلا من مقاعد الدراسة في الجامعة. من المفترض أن يبدأ أبني محمد دراسة الاقتصاد والحسابات بالجامعة في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وللأسف في طمرة فقط رئيس اللجنة الشعبية، محمد صبح، هو من يتواصل ويتابع معنا قضية الاعتقال، إذ تلقينا وعودا من أعضاء كنيست بعد أن زرناهم في الكنيست بالقدس إلا أنهم للأسف لا يستجيبوا لاتصالاتنا الهاتفية أو الرسائل النصية. أبناؤنا لم يعتقلوا على خلفية قضية شخصية حتى يتخلى عنهم الجميع، نحن لا نسأل عن الدعم المادي، رغم أن تكاليف المحاكم وأتعاب المحامين لا تقل عن مئات آلاف الشواقل، لكن نريد أن نرى دعما في المحاكم، ليرى أبناؤنا أنهم ليسوا لوحدهم".

وختم والد المعتقل بالقول إنه "بعد أن اشتدت وطأة الظلم على ابني أبلغته بأنه لا ثقة لي سوى بالله، ولا يقين سوى بعدالة الله، ليصبر ويعلم بأن الله لن يضيعه، وعتبي على كل مسؤول تجاهل ابني، عتبي على أبناء مجتمعي الذين تخلوا عن ملف معتقلي الهبة الشعبية، فهؤلاء الشباب لم يعتدوا على أحد، وابني شارك فقط كباقي أبناء جيله في المظاهرات الرافضة لما يحدث في غزة والشيخ جراح، والانتهاكات الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".

التعليقات