معركةٌ على قلب اللد: فرض وقائع للاستيلاء على كرم النقيب واقتطاع أجزاء منه

تبدو المعركة واضحة، إذ تعمل السلطات الإسرائيلية بكل الطرق والأساليب من أجل تغيير طابع الحي العربي وطمس هويته الفلسطينية.

معركةٌ على قلب اللد: فرض وقائع للاستيلاء على كرم النقيب واقتطاع أجزاء منه

اقتحام كرم النقيب باللد، حديثا (عرب 48)

تسعى بلدية اللد بالتعاون مع ما تسمى "سلطة أراضي إسرائيل" إلى فرض وقائع للاستيلاء على أرض عائلة النقيب، واقتطاع أجزاء منها وفرض خارطة مفصلة تهدف إلى تقطيع الأرض، للحيلولة دون استعمال ما يتبقى منها للبناء أو لمشاريع تخص العائلة، وبالتالي التهديد بهدم المنازل المقامة على الأرض الخاصة.

وتبدو المعركة واضحة، إذ تعمل السلطات الإسرائيلية بكل الطرق والأساليب من أجل تغيير طابع الحي العربي وطمس هويته الفلسطينية.

تعرضت أرض كرم النقيب لمصادرات ومخططات خطيرة، رغم أن العائلة تملك كواشين ملكية للأرض من أواخر عشرينيات القرن الماضي وحتى أربعينياته، وتملك وثائق بشأن سعيهم لتخطيط أرضهم كمنطقة بناء علما أنها تقع في قلب المدينة، بيد أن أهالي الحي يواجهون ملاحقات وتضييقات واستفزازات من البلدية ورئيسها يائير رفيفو، ومن الشرطة ومن عصابات اليمين الإرهابي.

وكانت آليات وجرافات البلدية قد اقتحمت الحي، بحماية قوات من الشرطة، حديثا، في محاولة لتجريف الشوارع بادعاء بدء العمل بالبنى التحتية، دون اتفاق مع أهالي الحي وأصحاب الأرض الأصلانيين. وأسفر الاقتحام عن مواجهات مع قوات الشرطة التي اعتقلت ثلاثة شبان من عائلة النقيب بعد الاعتداء عليهم، بعدما حاولوا منع الجرافات من الاقتحام والتجريف.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تحاول السلطات وبلدية اللد التعرض لأهالي حي كرم النقيب في المدينة، إذ سبق أن هدمت منازل عدة تعود لأهالي الحي، في أعوام سابقة، وسلمت أوامر هدم وإخلاء بذريعة البناء غير المرخص، في محاولة لوقف امتداد البناء داخل الحي.

كرم النقيب في قلب اللد (عرب 48)

يؤكد أهالي كرم النقيب أن عين البلدية على الأرض وأنها تطمع للسيطرة عليها وسلبها منهم أو اقتطاع أجزاء منها، وأن تحقيق ذلك يتطلب اختراق الحي في قلب اللد.

حكاية كرم النقيب

تروي الناشطة السياسية، مها النقيب، من سكان الحي لـ"عرب 48" تفاصيل استهداف الحي وأهله، وتقول إن "كرم النقيب يقع في قلب مدينة اللد بالقرب من سكة الحديد وحي يهودي يدعى ‘غاني أفيف’ وفيه 26 منزلا وتقطنه أكثر من 30 أسرة من عائلة النقيب".

وفد لجنة المتابعة في خيمة الاعتصام بكرم النقيب

وأوضحت النقيب أن "الحي كان أرضا زراعية تعد مصدر رزق العائلة، وفي العام 1992 ومن أجل تثبيت الأرض للعائلة، بُني أول بيت في الحي، ومن ثم توالى البناء حتى بدأت السلطات بتضييق الخناق على أهالي الحي من خلال هدم عدد من المنازل وإصدار أوامر هدم وإخلاء".

وأضافت أن "الحي يعد مغلقا كون كافة البيوت فيه تعود لعائلة واحدة، عائلة النقيب المتواجدة على قطعة أرض واحدة، ما يمنح الحي طابعا مميزا ويشكل حيزا خاصا لسكانه، فيما تحاول البلدية اختراقه في الآونة الأخيرة".

مها النقيب: هذه أرضنا وهذا وطنا (عرب 48)

وأشارت النقيب إلى أنه "من الواضح في التخطيط أن ما بُني من منازل دون ترخيص جاء خلال نضال مستمر، وهذ يعد إنجازا، أي أننا فرضنا عليهم أمرا واقعا وسط محاولتهم منعنا من البناء. ومن هنا جاءت معركة البلدية والسلطات، إذ أنه يتواجد في هذا الحي عرب هم أصحاب الأرض، على عكس واقع اليهود المغاير الذين لا يملكون شيئا باللد، وهذا الأمر يشير إلى من هم أصحاب الوطن الأصلانيين، ويذكرهم بهوية أصحاب الأرض، إضافة إلى أن الشرطة والبلدية لا تريدان أن يكون للعربي في اللد حيزا خاصا محميا من اقتحاماتهم ومضايقاتهم".

وثيقة ملكيةأرض كرم النقيب (عرب 48)

وعن مخطط السلطات الجديد، قالت النقيب إنه "في البداية ظننا أن الخير قادم علينا من المخطط الجديد الذي اقترحته البلدية، لأن الحي يعاني مشكلات في البنية التحتية والكهرباء، وعلى هذا الأساس كنا نتواصل مع البلدية والشركة الاقتصادية. البلدية استغلت المخطط والمصادقة على الخارطة لتصادر الكثير من أراضي الحي لصالح سكة الحديد و’منطقة خضراء’ وبناء عام، وشوارع، ولم تكتف بذلك. وتبين أن التخطيط يهدف إلى أن يحولنا من أصحاب أرض إلى أصحاب بيوت. طابع كرم النقيب سيتغير في حال فُتح الحي أمام الجمهور العام، لأن البلدية لديها صلاحية التصرف بالأراضي الخضراء والشوارع".

مخطط البلدية للحي (عرب 48)

وختمت النقيب بالقول إن "الحديث عن حي مغلق من أربع جهات، لأن الملكية لعائلة واحدة وكل سكان الحي أبناء عمومة، وحي مغلق يعطينا الشعور بالأمان وألا نعاني السرقات والإجرام. وللتذكير فإن اعتداءات المستوطنين على المواطنين العرب باللد، في شهر أيار/ مايو الماضي، لم تطال حي كرم النقيب رغم محاولات المستوطنين اقتحامه، بسبب أن الحي مغلق ولم يتمكنوا من الدخول إليه. الحياة الاجتماعية هنا مختلفة لأن للحي طابع عائلي، فالأفراح والمناسبات كلها تقام هنا في الحي دون مضايقات أو اعتراض من أحد، وهذا ما يؤرق البلدية والسلطات الإسرائيلية".

التعليقات