معلم دون تطعيم سيبقى في البيت: ماذا يقول المعلمون؟

18 ألف معلم، عربا ويهودا، لم يتلقوا التطعيم ويشكلون ما نسبته 13% من جمهور المعلمين، فيما تشير معطيات غير رسمية إلى أن النسبة في المجتمع العربي أعلى بكثير، وتبلغ نحو 30% من معلمي/ات المدارس الابتدائية.

معلم دون تطعيم سيبقى في البيت: ماذا يقول المعلمون؟

محطة فحوصات المصل في أم الفحم (تصوير البلدية)

أثارت تصريحات مدير عام وزارة التربية والتعليم، يغئال سلوفيك، بأنه "يجب على المعلمين غير المطعمين الذين يرفضون إجراء فحص لتشخيص الداء البقاء في المنزل دون تلقي راتب" ردودا غاضبة بين المعلمين، وخصوصا الرافضين لتلقي التطعيم ضد فيروس كورونا.

وبحسب المعطيات التي وفرها سلوفيك فإن 18 ألف معلم، عربا ويهودا، لم يتلقوا التطعيم ويشكلون ما نسبته 13% من جمهور المعلمين، فيما تشير معطيات غير رسمية إلى أن النسبة في المجتمع العربي أعلى بكثير، وتبلغ نحو 30% من معلمي/ات المدارس الابتدائية، وترتفع النسبة في المدارس الثانوية إلى 45%، لم يتلقوا التطعيم بعد.

وقال عضو نقابة المعلمين في منطقة حيفا، كمال خلايلة، لـ"عرب 48" إنه "لا يستطيع أي شخص أن يمنع معلما من ممارسة عمله. نحن في نقابة المعلمين نناشد جمهور المعلمين بتلقي التطعيمات، لكننا في ذات الوقت لن نسمح لأحد أن يمس حق العمل للمعلم. وطبعا نحن نتحدث عن جمهور واع ومثقف ويتحمل المسؤولية. معلم يكون بتماس مع مريض بالتأكيد سيخضع للحجر الصحي، وطبعا تغيبه يشكل ضررا على الطلاب".

كمال خلايلة

وأضاف أن "المعلم بين المطرقة والسندان. نريد عودة الطلاب إلى المدارس، ولكن لا يمكن فرض التطعيم على المعلم وإنما هذه أمور يجب أن تتم من خلال التفاهمات كي يستطيع كل معلم تلقي التطعيم بشكل صحي ومناسب".

وختم خلايلة بالقول إنه "حاليا لا تتوفر لدينا معلومات دقيقة حول نسب التطعيم لدى جمهور المعلمين العرب، ولكن النسب كما تصلنا تشير إلى أن هناك نسب تطعيم تبلغ 70% في المدارس الابتدائية، وهي أقل من ذلك في المدارس الثانوية، وتصل إلى 55%- 60%، ومع ذلك نحن نرفض أي توجه يمنع فيه المعلم من ممارسة عمله".

ومن جانبه، قال رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، د. شرف حسان، لـ"عرب 48" إنه "نتفهم كل شخص لا يريد التطعيم بشكل مبدئي أو صحي أو غيرها من الدوافع، ولكني أجد صعوبة بتفهم شخص لا يريد تلقي التطعيم وكذلك لا يريد إجراء الفحص البسيط للكشف عن المرض".

شرف حسان

وأضاف أنه "توجد، اليوم، إمكانية لإجراء فحوصات سريعة، ولا أجد أية إشكال بفرض الفحوصات لمن يرفض التطعيم الذي كما قلت أتفهم حقه برفض التطعيم، سواء بدواع مبدئية أو صحية أو ضميرية أو غيرها، ولا ننسى أنه ومنذ بداية جائحة كورونا نحن نعاني في المجتمع العربي من فوارق كبيرة في مواجهة الوباء، وهي مسؤولية الحكومة".

وختم حسان بالقول إنه "أدعو جمهور المعلمين لتلقي التطعيم، وهي توصية لجنة الصحة المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا التي أوصت بتلقي التطعيم".

وقالت النائبة السابقة والمربية نيفين أبو رحمون لـ"عرب 48" إن "مسألة تلقي التطعيمات شخصيّة، والتركيز على فئة المعلمين بهذه الطريقة يعتبر مسّا في خياراتهم الشخصية في التطعيم أم لا. قد تكون ظروف شخصية أو مخاوف محددة".

وأضافت أنه "بلا شك هي مرحلة صعبة نمرّ بها جميعا دون استثناء، والتطعيمات قد تكون حلا لحالة مؤقتة من أجل تصريف الأعمال، ولكن من جهة أخرى هي خالية الضمان".

نيفين أبو رحمون

وختمت أبو رحمون بالقول إنه "على المستوى الشخصي تلقيت التطعيمات، وللآخرين حرية الاختيار في ذلك. ما نتوخاه من الوزارة هو تشكيل حاضنة وحصانة للمعلمين على ما قدموه ويقدمونه من أجل الطلاب في هذه المرحلة الصعبة. نحن أمام وباء قاتل، نتوخى الحذر والسلامة للجميع".

التعليقات