العام الدراسي في الناصرة: لا جهوزية لاستقبال الطلاب في ظل كورونا

رأى رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في الناصرة، وائل عمري، أن البلدية قد تكون جاهزة لاستقبال العام الدراسي الجديد في ظروف اعتيادية، لكنها غير جاهزة لاستقبال الطلاب في الظروف

العام الدراسي في الناصرة: لا جهوزية لاستقبال الطلاب في ظل كورونا

المدرسة الجماهيرية بئر الأمير بالناصرة (أرشيف عرب 48)

رأى رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في الناصرة، وائل عمري، أن البلدية قد تكون جاهزة لاستقبال العام الدراسي الجديد في ظروف اعتيادية، لكنها غير جاهزة لاستقبال الطلاب في الظروف الاستثنائية في ظل انتشار جائحة كورونا في المدينة التي تتحول تدريجيا في هذه الأيام من المؤشر الضوئي البرتقالي إلى الأحمر.

وقال عمري لـ"عرب 48" إن "جائحة كورونا التي تشغل بال الحكومة والطلاب والأهالي يوميا، تعتبر موضوعا متشعبا من الناحية اللوجستية أو من ناحية التوعية الجماهيرية للأهل والطلاب والمعلمين لأهمية التطعيم قبل افتتاح العام الدراسي، ومن ناحية تولي القيادة والإمساك بزمام الأمور وتحمل المسؤوليات لقيادة المجتمع العربي إلى بر الأمان".

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في الناصرة حول الأمور والمعيقات عشية افتتاح العام الدراسي الجديد في المدينة.

"عرب 48": ما هي النواقص؟

عمري: أولا نحتاج إلى أصحاب صلاحيات وجهاز صحي متعاون، كما إلى متطوعين في الميدان من صناديق المرضى ومن البلدية لرفع نسب التطعيم وتوعية الجمهور لأهميته في افتتاح السنة الدراسية الجديدة.

"عرب 48": لكن السنة الدراسية الجديدة ستفتتح في موعدها؛ ماذا سيكون دوركم كاتحاد لجان أولياء أمور الطلاب؟

عمري: نحن نخرج إلى الإعلام يوميا ونتحدث عن الموضوع بهدف رفع الوعي وحث الأهالي على أن من حقهم الخوف على سلامة أبنائهم، ومن حق الجميع توجيه الأسئلة، فمن جهة يرى رافضو التطعيم أن من حقهم عدم إدخال جسم غريب لأجسادهم، بينما في المقابل من حق الطلاب الحاصلين على التطعيم أن يقولوا لا نريد التعليم إلى جانب أشخاص قد يحملون لنا المرض وينقلوا إلينا العدوى في الصفوف، سواء من المعلمين أو الطلاب ونحن نقول للمعلمين من رافضي التطعيم أن عليهم إجراء فحوصات كورونا يوميا قبل دخولهم إلى الصف في التعليم الوجاهي، وإلا فإن على المدرسة إيجاد سبيل آخر للتعامل المناسب مع هؤلاء المعلمين حتى لا يكونوا باتصال مباشر مع الطلاب.

وائل عمري

"عرب 48": ألا تعتقد أن وجود طلاب حاصلين على التطعيم إلى جانب طلاب يرفضون التطعيم في نفس الصف قد يخلق إشكالية بين الطلاب؟

عمري: بالتأكيد هذا ما نريد للأهل أن يعرفونه كون هذا الأمر سيخلق مشاكل بين الطلاب المطعمين وغير المطعمين، ومن حق الأهل أن يطالبوا بمنع الطالب غير الحاصل على التطعيم من الدخول إلى الصف أو الجلوس بجانب ابنهم الحاصل على التطعيم، وألا يشاركوا في فعاليات تعتمد التقارب المكاني بين الطلاب. فهذا الحق يتناقض مع حق الحريّة الشخصية للطالب غير الحاصل على التطعيم، ولذلك قد نشهد حالات من التنمّر من طلاب على آخرين بسبب هذه الإشكالية وهذه التناقضات في المواقف.

"عرب 48": أنت تتحدث عن نسب تطعيم منخفضة جدا بين الطلاب العرب في الوقت الذي تقر فيه الحكومة بأن كل شعبة أو طبقة تعليمية لا تتجاوز عدد الطلاب الحاصلين على التطعيم فيها الـ70% لن تفتتح للتعليم الوجاهي؟

عمري: نعم، حسب معطيات الهيئة العربية للطوارئ فإن نسبة التطعيم بين الطلاب من سن 12–15 عاما، لا تتجاوز 17% عند العرب بينما تقارب الـ50% في المجتمع اليهودي، ومن الفئة العمرية 16–18 عاما، عند العرب 50% وعند اليهود أكثر من 70% وذلك يعني أن التعليم الوجاهي قد يفتتح في المدارس اليهودية ولا يفتتح عند العرب غير الحاصلين على نسب كافية من التطعيم.

"عرب 48": هل ستدعون الأهالي إلى عدم إرسال الطلاب إلى المدارس في حال بقيت هذه النواقص التي تحدثت عنها؟

عمري: لا، نحن لا نريد الإضراب وإنما نريد عودة آمنة لطلابنا، مع أخذ كل وسائل الحيطة والحذر سواء من حيث عدد الطلاب في الصف أو وضع الكمامات ومواد التعقيم والحفاظ على تباعد مكاني بين الطلاب، فقد سئمنا من عملية تعطيل المدارس والخسارة التي لا يمكن تعويضها لطلابنا. فما حلّ بطلابنا في السنة الماضية هي كارثة تعليمية لا يمكن التعويض عنها، وليس هنالك من يقلق على مستقبل أولادنا ولا يتم الأخذ بعين الاعتبار الوضعية الخاصة للمجتمع العربي من حيث عدم القدرة على التعلم عبر تطبيق "زوم" وكل المشاكل التي تحيط بهذا النوع من التعليم. فلا يجوز مقارنتنا بالمجتمع اليهودي خاصة طلاب القرى البدوية في الشمال والجنوب وإمكاناتها المحدودة فذلك يجبرنا على تأييد عملية تطعيم الطلاب في المدارس، من منطلق إيماننا بأن جزء كبير يصل إلى 50% من الطلاب لم يحصلوا على التطعيم بسبب كسلهم أو كسل أهاليهم وليس لأسباب مبدئية، فضلا عن أنه من حق الطلاب أن ينعموا بسنة دراسية شبه طبيعية في ظل ظروف غير طبيعية.

وانتقد عمري النقاشات الدائرة في أروقة الحكومة بين وزارتي الصحة من جهة ووزارة التربية والتعليم من جهة أخرى حول التطعيم في المدارس إلى حد بلغ فيه النقاش حد السخافة أي أن يتم التطعيم داخل غرفة الصف أو داخل غرفة الممرضة في المدرسة وهذا أمر يمس في جوهر القضية على أهميتها.

"عرب 48": ماذا لو كان التعليم في السنة الدراسية الجديدة في المجتمع العربي عبر تطبيق "زوم" مرة أخرى؟

عمري: إذا بقي التعليم عن بعد ولم يحصل طلابنا على جزء كاف من التعليم الوجاهي فإن جيلا كاملا قد يواجه حالة ضياع حقيقية، فهم يتعلمون بلا أساس وقد ينشأ جيل أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة وهذه كارثة. كذلك الثانوية فإنهم قد يضطرون للحصول على دروس خاصة لكي يتمكنوا من التقدم لامتحانات البجروت، وهذا قد يكلّف الأهل ما لا طاقة لهم به. أضف إلى ذلك أن غياب التعليم الوجاهي قد يخلق مشاكل اجتماعية لدى الطلاب نتيجة عدم الاحتكاك بطلاب في مثل سنهم والاكتفاء بالصداقات عبر مواقع التواصل التي تؤثر على قدرته على بناء علاقات اجتماعية حقيقية في المستقبل. وينشأ جيل انطوائي قد نطلق عليه لاحقا "جيل كورونا".

التعليقات