التحريض على العرب بالنقب: نوايا خفية ومخطط للاستيلاء على الأرض

ازدادت مشاعر الخوف والقلق لدى المواطنين العرب في منطقة النقب، في الأيام الأخيرة، في أعقاب حملة التحريض عليهم بذريعة المطالبة بمحاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي سواء من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية أو من قبل جمعيات يهودية عنصرية.

التحريض على العرب بالنقب: نوايا خفية ومخطط للاستيلاء على الأرض

(صورة توضيحية)

ازدادت مشاعر الخوف والقلق لدى المواطنين العرب في منطقة النقب، في الأيام الأخيرة، في أعقاب حملة التحريض عليهم بذريعة المطالبة بمحاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي سواء من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية أو من قبل جمعيات يهودية عنصرية.

وتصاعدت حملة التحريض على أهالي النقب عموما في الآونة الأخيرة، بعد انضمام الإعلام الإسرائيلي ورؤساء سلطات محلية يهودية إلى جوقة التحريض عليهم بعد أن بدأتها جمعيات يهودية متطرفة وقامت بإنشاء مجموعات على شبكة التواصل الاجتماعي المختلفة بهدف التحريض على المواطنين العرب وبعض منها وصلت إلى حد التحريض على القتل.

وجاءت هذه الحملة بذريعة المطالبة بالقضاء على ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي خصوصًا جنوبي البلاد، من قبل جمعيات وأحزاب يهودية، نُظم من خلالها عدة مظاهرات احتجاجية في بئر السبع.

وقال الناشط السياسي، أحمد الطوري، لـ"عرب 48" إن "الخوف لدى الأهالي في النقب من الأفعال التي قد تنتج عن حملة التحريض، سيما وأننا نعيش في ظل حكومة إسرائيلية لم تغير شيئا في واقعنا وسط استمرار عمليات الهدم والاعتقالات والغرامات المالية".

أحمد الطوري

وأضاف أن "الحكومة تدعي أنها تريد أن تحسن ظروف العرب، ولكن على أرض الواقع لا شيء تغير، على العكس رغم أنها مدعومة من حزب عربي، إلا أن الأمور تزداد سوءًا.، وما يحصل هو استمرار للسياسات الإسرائيلية السابقة، ولكن بمسميات مختلفة".

وختم الطوري بالقول إن "البلدات اليهودية في المنطقة تشكل خطرا على أهالي النقب. الوضع لا يطاق فبئر السبع على سبيل المثال أصبحت بؤرة للعنصريين، وهي التي كانت تعد بلدة عربية وشهدت نوعا من الحياة المشتركة، ولكن اليوم تحولت إلى أكثر بلدة عنصرية مع وجود هذه الفئات العنصرية التي جعلت العرب يفكرون مرارا قبل دخولها".

وقال النائب السابق، جمعة الزبارقة، لـ"عرب 48" إن "حملة التحريض هذه يترأسها رئيس مجلس عومر، بيني باداش، برفقة صحافيين يهود من بئر السبع والمنطقة، وانضم إليها أيضا رئيس بلدية بئر السبع".

وأشار إلى أن "هذه الحملة لها أهداف خفية، وهي تجميع عرب النقب في غيتوهات أو بلدات فاشلة دون مقومات الحياة الأساسية ودون بنى تحتية ومن أجل تجريدنا من الأرض. وبالتالي نحن نتحدث عن معركة على الأرض علمًا أن كل المحرضين يتحدثون على معركة على السيادة وهذا غير صحيح، وهي حملة فارغة ووهمية من أجل مخطط كبير يصبون إليه".

جمعة الزبارقة

وأكد أنه "من المؤسف أن هذه الحكومة مدعومة من حزب عربي وحزب ’ميرتس’ الذي يعد نفسه حاملا لقيم المساواة بالإضافة إلى حزب العمل اليساري، ولكن فعلا هي أسوأ بكثير من الحكومة السابقة حتى الخدمات الأساسية أصبحوا لا يعطونها للمواطنين، وعمليات الهدم تطورت في فترتهم، فبدلا من أوامر الهدم باتوا يرسلون أوامر إخلاء من أجل الترحيل ودون بدائل".

وختم الزبارقة بالقول إنه "علينا أن نقوم بهجمة مضادة، لا يعقل أن يزور المتطرف إيتمار بن غفير بئر السبع مرتين. نحن قمنا بمبادرة أولى خطواتها كانت عقد مؤتمر صحافي لرفض هذا التحريض ثم إقامة منتدى مكون من 60 شخصية عربية ويهودية، إذ أقر من خلاله عدة فعاليات أولها خيمة اعتصام في المنطقة التجارية ’البيغ’ في بئر السبع ومظاهرة أمام المكاتب الحكومية خلال الشهر المقبل".

وقال الناشط السياسي والمحامي أحمد أبو عمار لـ"عرب 48" إن "هذا التحريض ليس جديدا. المؤسسة الإسرائيلية مبنية على هذا الأساس. أجلس مع الكثير من الناس الذين يعبرون عن خوفهم من دخول البلدات اليهودية".

وأضاف أن "الوضع بات مخيفا من عناصر اليمين ومن الشرطة أيضا التي تتسلم دور العنصريين أحيانا وتنساق مع جوقة التحريض من خلال تفتيش مهين للشبان العرب في البلدات اليهودية، وهناك حالات من الاعتداءات الجسدية".

وختم أبو عمار بالقول إن "العنصريين يستخدمون مجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التحريض على العرب، والتي تصل إلى حد التحريض بالإيذاء الجسدي وأحيانا القتل، والجهات العنصرية اليمينية تريد تأجيج الشارع ضد العرب وتصفية معركة الأرض".

أحمد أبو عمار

التعليقات