القتل في جلجولية: "بات الأمان معدوما حتى في المقابر... ماذا تبقى بعد؟"

الساعة الواحدة ظهرا، المكان مقبرة جلجولية، حيث سار مشيّعون بعيْد انتهاء جنازة شخص من البلدة في جوٍّ طغى عليه الصمت الذي كسره أزيز رصاص أُطلِق عند مدخل المقبرة، ليُصيب شخصين، تُوفي أحدهما فورا، بعد أن أصابت إحدى الرصاصات رأسه

القتل في جلجولية:

من المكان الذي ارتُكِبت فيه الجريمة ("عرب 48")

الساعة الواحدة ظهرا، المكان مقبرة جلجولية، حيث سار مشيّعون بعيْد انتهاء جنازة شخص من البلدة في جوٍّ طغى عليه الصمت الذي كسره أزيز رصاص أُطلِق عند مدخل المقبرة، ليُصيب شخصين، تُوفي أحدهما فورا، بعد أن أصابت إحدى الرصاصات رأسه، فيما أُصيب الآخر بجراح خطيرة، ما دعا المجلس المحلي في البلدة إلى عقد اجتماع طارئ مساء اليوم الثلاثاء، تمّ خلاله تحميل مسؤولية ما جرى للشرطة الإسرائيلية، والتباحث في إمكانية اتّخاذ خطوات احتجاجية عاجلة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وبحسب ما أفادت عائلته، فإن القتيل محمود عودة والذي يبلغ من العمر 45 عاما، قُتِل "عن طريق الخطأ، ولم يكن مستهدفًا" فيما أُصيب الشاب نديم شتيوي بجروح خطيرة وفقا لشهود عيان من القرية، في حين قال مصدر في الشرطة إن خلفية الجريمة، هي نزاع بين مجموعتين من منطقة المثلث، والذي أفضى خلال الأشهر الأخيرة إلى تسجيل جرائم إطلاق رصاص صوب منازل، ومحاولات ارتكاب جرائم قتل.

عناصر الشرطة داخل المقبرة ("عرب 48")

وترك ضحيّة جريمة القتل وراءه عائلة مكوّنة من زوجة ثاكل، وثلاثة من الأبناء؛ هم ابنة، بالإضافة إلى ولدين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وفي ما يخصّ الجريمة التي ارتُكِبت في وضح النهار، وأمام أعيُن العشرات، فقد روى تفاصيلها شقيق القتيل، عودة عودة لـ"عرب 48"، قائلا: "كنا في جنازة رجل قريب لنا من القرية، وحين عزمنا الخروج (من المقبرة) جاء مجرم ليطلق الرصاص على شاب، على ما يبدو إثر خلافات جنائية بينهما، وخلال المطاردة أُصيب شقيقي برصاصة في الرأس".

وأضاف عودة: "محمود إنسان مسالم، لا علاقة له بأيّ من الجنائيات في عالم الإجرام، إنه إنسان مخلص لعائلته ويعمل من أجلهم، ولديه دكان يسترزق منه. كما كان محمود لاعبَ كرة قدم، ولديه ولدين من ذوي الاحتياجات الخاصة".

القتيل عودة

وتابع عودة: "أتحدّث مع محمود يوميًا، فنحن نعيش سويا في البيت ذاته، تحدثنا ليلة أمس، ضحكنا ودار المزاح بيننا كالعادة، حتى أنه أرسل لي صورا كان قد التقطها لابنتي".

وأضاف: "ابنة المغدور قد علمت بما جرى، كما علم الولد الكبير (أحد الولديْن من ذوي الاحتياجات الخاصّة) بذلك، ولكنه سيحتاج وقتا كي يدرك حجم الكارثة، أما الولد الصغير فحتى الآن لا يعلم".

وحمّل عودة المسؤولية للسلطات الإسرائيلية ومؤسساتها، إذ قال إن "الشرطة والمؤسسات في هذه الدولة لا يعنيها ما يدور في المجتمع العربي، طالما أن الضحية عربيّ. الوضع في مجتمعنا مأساويّ جدا".

وأشار إلى الخوف الذي ينتابه إزاء احتمال أن يتعرّض أحد أبنائه لحدث مماثل، وقال: "أنا أخاف على أولادي إذ بات الأمان معدوما، حتى المقابر انتهكت حرماتها، ماذا تبقى بعد؟".

بدوره، قال رئيس المجلس المحلي في جلجولية، درويش رابي لـ"عرب 48"، إن "الشرطة تتحدث عن حملات وخطط لمكافحة العنف والجريمة، ولكن نحن في البلاد لا نشعر بالأمان، ولا نرى أن الجريمة انخفضت بشكل ملموس".

وتابع رابي: "نرى بين الحين والآخر، تراجعا في الجرائم وإطلاق الرصاص، ولكن على ما يبدو إن القرار في نهاية المطاف، بيد المجرمين وليس بيد الشرطة".

كما عقد المجلس المحلي في البلدة مساء اليوم، اجتماعا طارئا في أعقاب جريمة القتل، تم خلاله التباحث في إمكانيّة اتخاذ خطوات تصعيدية للتصدي لقضية الجريمة المتفشية في البلدة، وتوجيه رسالة شديدة اللهجة للشرطة وتحميلها مسؤولية عمّا يجري من انفلات فيها.

وشارك في الاجتماع، رئيس المجلس وأعضاؤه الذين اقترح بعضهم اتخاذ خطوات احتجاجية فورية من مظاهرات واحتجاجات. كما أجمع المشاركون في الاجتماع على أن المسؤول الوحيد عن انفلات الجريمة هي الشرطة، وأصابع الاتهام يجب أن توجَّه إليها.

كما اقُترح خلال الاجتماع تخصيص أوّل 3 حصص دراسية في مدارس البلدة للحديث عن الجريمة والعنف، كما اقتُرحت فكرة مرافقة جثمان القتيل بعد استلامه من معهد الطبّ الشرعيّ "أبو كبير" في موكب ومسيرة احتجاجية حاشدة، بالإضافة إلى إقامة صلاة جمعة موحّدة في البلدة، يوم الجمعة المقبل.

التعليقات