ناشطات لمناهضة العنف: الأمل سلاحنا الأوحد للعيش بأمان

رأت ناشطات لمناهضة العنف أن استفحال ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي باتت تؤرق وتهدد حياة المواطنين عموما، وهي تستوجب تحركا على المستوى الشعبي والسياسي ليحول دون اختلال التوازنات المجتمعية، والحفاظ على الأمن والسكينة الاجتماعية لاستمرارية العيش بأمان.

ناشطات لمناهضة العنف: الأمل سلاحنا الأوحد للعيش بأمان

تظاهرة نسائية ضد العنف في حيفا (أرشيف عرب 48)

رأت ناشطات لمناهضة العنف أن استفحال ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي باتت تؤرق وتهدد حياة المواطنين عموما، وهي تستوجب تحركا على المستوى الشعبي والسياسي ليحول دون اختلال التوازنات المجتمعية، والحفاظ على الأمن والسكينة الاجتماعية لاستمرارية العيش بأمان.

وحول أسباب تنامي ظاهرة العنف والجريمة والحلول التي تطرحها مجموعة ناشطات في المجتمع العربي، قالت الناشطة آمال عطارية من شفاعمرو لـ"عرب 48" إن "المسبب الرئيسي هو انعدام الوعي، إذ يتم التركيز في حياتنا اليومية على الجانب السيء، ويلعب الإعلام دورا سلبيا في تجذر ظاهرة العنف من خلال تسليط الضوء على العنف من خلال نشرات الأخبار وغيرها والتي تحتوي على مشاهد عنيفة، فكثرة التركيز على أمر ما يجعله يتزايد وينمو بدل أن يتضاءل ويتقلص، وبذلك ينتقل العنف من العقل الواعي إلى العقل اللا واعي، وبهذا نكون قد مهدنا ليصبح العنف وكأنه جزء طبيعي من حياتنا ووسمنا أنفسنا بأننا شعب عنيف وهذا خطأ فادح علينا تحمل تبعاته".


وطرحت عطارية حلا لمكافحة العنف بالقول إن "حل هذه المشكلة يكمن في نبذ ورفض العنف وعدم قبول ممارسة العنف علينا كي تجف منابعه، خصوصا فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة إذ يجب على النساء رفض أن يكنّ ضحايا للعنف من خلال الوعي والإدراك، فالتوعية أهم بكثير من المأكل والمشرب، ورب العالمين كرمنا من خلال قوله ’لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم’، لذلك يجب أن نشعر بذاتنا وألا نسمح لأحد بإهانتنا وأن نعمل على لعب الدور المناط بنا في هذه الحياة، يجب أن نحب ذواتنا ونفهمها ونرفض أن نكون ضحايا بكل ما أوتينا من قوة، وأخص بهذه الدعوة معشر النساء اللاتي يجعلن من أنفسهن ضحية للعنف بعدم مطالبتهن بحقوقهن، بل والرضوخ للأمر الواقع، فيصبحن ملامات على ما فعلن ويتحملن مسؤولية ما يقع وسيقع عليهن من عنف نتيجة لذلك".

وذكرت الناشطة الاجتماعية، دعاء ذياب أبو الهيجاء، من طمرة لـ"عرب 48" أنه "يجب علينا جميعا كناشطين ومسؤولين من كافة الشرائح المجتمعية والوظيفية أن نتصدى لظاهرة العنف التي أصبحت الآن على مستوى عال جدا من الخطورة، وعلينا الاستمرار في هذا لأن العنف هو الرافد الأكبر للجريمة في مجتمعنا العربي، وعلينا التمسك بالأمل الذي يعطينا العزيمة ويمكننا من استخدام الآليات المتاحة للتصدي لهذه الظاهرة المتفشية، وفقدان الأمل هو فقدان للسيطرة على العنف، فالأمل سلاحنا الأوحد الذي يمكننا من التعايش مع الواقع دون الاستسلام له، فما نعيشه اليوم هو نتاج سياسات ممنهجة تتصدر فيها الحكومة الواجهة، لتكميم أفواه أبناء مجتمعنا وقمعه بكل الوسائل إن كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سواهما من وسائل عملت عليها المؤسسة الإسرائيلية لفترة طويلة لإضعاف الانتماء وتخريب نمط الحياة المجتمعي لعرب الداخل".

دعاء ذياب أبو الهيجاء

وتابعت "رغم أن النشاط الذي مارسناه امتد لفترة طويلة من الزمن إلا أنه لم يكن كافيا لافتقاره للتشاركية بين المؤسسات والمنظمات والجمعيات مما أضعفه أو حد منه رغم المحاولات الحثيثة في الفترة القليلة الماضية لإيجاد تعاون بين هذه الشخصيات الاعتبارية، ولربما سياسة الدولة كانت هي الأقوى في إعاقة تحركاتنا الجادة في احتواء ظاهرة العنف من خلال الوسائل التي تطرقنا إليها آنفا. يجب علينا الاستمرار وخلق جيل واع ومتسامح، يجعل من القيم والمبادئ طريق حياة له، ويجب على كافة الأطر التربوية من خلال الوسائل المنهجية واللا منهجية تنمية المجالات التي تنهض بالإنسان وهذا أقوى سلاح يمكننا استخدامه لمكافحة العنف. مناهضة العنف يجب ألا تقتصر على الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات والمنابر، بل يجب أن ننطلق أيضا من مدارسنا ومنازلنا، وعلينا إيجاد آلية لحشد الجهود والمؤسسات والنشطاء والباحثين والخبراء الذين ينشطون في هذا المجال من خلال خلق ائتلاف جامع لهم، يمكنهم من تبادل المعلومات والخبرات الرامية لوضع خطط عملية لاستئصال العنف، وكما قلت في بداية الحديث، ليكن شعارنا الأمل وإيانا أن نفقده".

واعتبرت الناشطة في المنتدى النسائي الشفاعمري، جوهرة خنيفس، في حديث لـ"عرب 48" أن "ظاهرة العنف واحدة من الظواهر السلبية التي نواجهها وهي تأتي نتيجة لانعدام الشعور بالأمان في مجتمعنا العربي، مما يعيق تقدمنا في كافة مناحي الحياة، فانعدام الأمان يخلق نوعا من القلق والخوف والارتياب لدى أبناء المجتمع الذين يلجئون في تصديهم لذلك إلى البحث عن وسائل دفاع ذاتية، وهنا تكمن المشكلة، إذ أن الكثيرين يعمدون إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم نتيجة شعورهم بأن الدولة غير آبهة بهم وبحماية أرواحهم".

جوهرة خنيفس

وأشارت إلى أن "الفراغ يلعب أيضا دورا في اتساع دائرة العنف، إذ أن الفراغ يخلق نوعا من العزلة المجتمعية مع انعدام الأطر الجامعة لأبناء المجتمع، وتخلق نوع من الصعوبات في التكيف مع المجتمع نتيجة للتهميش المتعمد من قبل الدولة، ولمواجهة الفراغ علينا ملء الفراغ بنشاطات إيجابية ومثمرة، وهذا ما سيؤدي بالنتيجة إلى شعور الفرد بذاته وكيانه فيبتعد بالتالي عن العنف ومسبباته، علينا أن نكون واعين لما يدور حولنا وأيضا إيجاد الوسائل التي تمكننا من التعامل مع الأجهزة الأمنية التي تتربص بنا وتعمل على تهميشنا بل وقمعنا، وهذا ما يمكنني إطلاق مسمى العنف المؤسساتي عليه. أيضا للعنف دوافعه الأخرى كالجهل المتفشي لدى شريحة واسعة من المجتمع والتي ترى أن حمل السلاح هو من سيؤمن لها الحماية والأمان، رغم أنه بحد ذاته أحد مسببات العنف. في النهاية أؤكد على أنه يجب علينا أن نتعايش مع الظروف وأن نتصدى للعنف وأسبابه لنتمكن من العيش بسلام وأمن وطمأنينة كسائر الشعوب المتقدمة التي تنعم بالأمن والأمان".

التعليقات