117 طفلا نصفهم عرب في البلاد لقوا مصارعهم بحوادث غير متعمدة عام 2021

يُستدلُ من معطيات نشرتها مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، اليوم الخميس، أن 117 طفلا نصفهم من العرب في البلاد لقوا مصارعهم في حوادث غير متعمدة، منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم.

117 طفلا نصفهم عرب في البلاد لقوا مصارعهم بحوادث غير متعمدة عام 2021

منظر عام لقرية عيلوط (أرشيف عرب 48)

يُستدلُ من معطيات نشرتها مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، اليوم الخميس، أن 117 طفلا نصفهم من العرب في البلاد لقوا مصارعهم في حوادث غير متعمدة، منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم.

وتبين أن حوادث الغرق والاحتراق والدهس للوراء تعد الأسباب الرئيسة لوفاة الأطفال العرب، وأن احتمال وفاة الأطفال العرب البدو هي الأعلى على مستوى البلاد، واحتمال وفاة طفل عربي أعلى بـ2.7 مقارنة مع المجتمع اليهودي.

ونشرت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد تقريرها السنوي الذي يلخص حالات الوفاة، لأولاد وأطفال حتى جيل 18 عاما، والتي شهدها العام الحالي 2021، من جراء التعرض لإصابات غير متعمدة. وأشار التقرير إلى وقوع 117 ضحية خلال العام 2021 من جراء حوادث غير متعمدة، مع ارتفاع في أعداد وفيات الأطفال بسبب النسيان في السيارة.

واتضح من المعطيات وجود ارتفاع حاد بالوفيات لدى الأولاد من جراء التعرض للاختناق، وذلك بسبب الحادث المأساوي الذي وقع في جبل "ميرون"، وراح ضحيته 11 طفلا من المجتمع اليهودي، في حين أكد التقرير السنوي على وجود انخفاض في حالات الوفاة عامة مقارنة مع العام 2017 ولغاية 2019 بنسبة 16%. ومن بين الأسباب الرئيسة لوفيات الأطفال كانت حوادث الطرق (50 حالة وفاة)، والاختناق (20 حالة وفاة)، والغرق (19 حالة وفاة) والاحتراق (8 حالات وفاة) والنسيان داخل السيارة أو المحاصرة داخلها (6 حالات وفاة).

وأوضحت مؤسسة "بطيرم" في التقرير أن نسبة وفيات الأطفال من جراء حوادث غير متعمدة خلال العام 2021 وصلت إلى 3.9 حالات نسبة لكل 100,000 طفلا، إذ يدور الحديث عن ارتفاع بما نسبته 41% مقارنة مع العام 2020 الذي حصد أرواح 82 طفلا. وأشارت "بطيرم" إلى أن العام 2020 كان شاذا من حيث نسبة الإصابة، وذلك بسبب جائحة كورونا والإغلاقات العديدة التي شهدها هذا العام.

وفيما يتعلق بالمعطيات حول الوفيات لدى الأطفال العرب، ذكرت المؤسسة في التقرير وقوع 56 ضحية من مجموع 117 بما نسبته 47%، إذ أن احتمال وفاة الطفل العربي من جراء حوادث غير متعمدة أعلى بـ 2.7 من احتمال وفاة طفل من المجتمع اليهودي.

وكرس التقرير قسما كبيرا لوفيات الأطفال في المجتمع العربي البدوي في النقب، على ضوء معطيات التقرير التي أشارت إلى وفاة 26 طفلا من الأطفال البدو خلال العام 2021 مقارنة مع معدل 18 حالة وفاة ما بين العام 2018 ولغاية 2020. وبحسب التقرير فإن احتمال وفاة طفل بدوي من النقب أعلى بـ 2.9 مقارنة مع أي طفل آخر في البلاد، وبهذا يكون احتمال وفاة الأطفال البدو من جراء حوادث غير متعمدة الأعلى على مستوى البلاد.

ومن بين مسببات الوفاة الأبرز، والتي شهدت ارتفاعا في المجتمع العربي هذا العام، كان الغرق والاحتراق، إذ تم رصد 9 حالات وفاة من جراء الغرق مقارنة بمعدل 5 حالات وفاة في السنوات الماضية، و6 حالات وفاة لأطفال عرب من جراء الاحتراق مقارنة بمعدل 3.25 حالات وفاة خلال السنوات الماضية.

وتميز المجتمع العربي أيضا بتكرار حالات الإصابة للأطفال في البيئة المحيطة بالسيارة، أو ما تسمى بحوادث الدهس للوراء، إذ أنها كانت السبب لمصرع 27% من الأولاد العرب هذا العام.

واتضح من التقرير أيضا أن المجتمع اليهودي شهد انخفاضا في وفيات الأطفال بنسبة 21% مقارنة مع السنوات 2017 حتى 2019، مقارنة مع المجتمع العربي الذي بقيت فيه نسبة الوفيات على ما هي عليه مقارنة مع السنوات 2017 حتى 2019. وعلى الرغم من أن الانخفاض في نسبة وفيات الأطفال كان يميز المجتمع اليهودي خلال السنتين الأخيرتين، إلا أنه وعلى امتداد السنوات هنالك انخفاض بنسبة الوفيات بنسبة مشابهة سواء في المجتمع اليهودي أو في المجتمع العربي من حيث وفيات الأولاد، إذ أن نسبة الوفيات ما بين السنوات 2019 - 2021 كانت أقل بـ28% مقارنة مع السنوات 2008 حتى 2010.

وفيما يتعلق بفئات الجيل الأكثر تعرضا للوفاة خلال العام 2021، اتضح أن فئة الأطفال من جيل 15 حتى 17 عاما تكبدت 25% من مجمل حالات الوفاة، إذ أن احتمال وفاة طفل من هذه الفئة العمرية يعد أعلى بـ1.7 من احتمال وفاة طفل ما بين 0 حتى 4 سنوات، وأعلى بـ3.5 من احتمال وفاة طفل ما بين 5 حتى 9 سنوات، وأعلى بـ2.5 من احتمال وفاة ولد ما بين جيل 10 حتى 14 عاما.

وبرزت فئة الأطفال والفتيان ما بين السنوات 15 - 17 عاما من حيث الوفاة بسبب حوادث الطرق، إذ شكلت نسبتهم من مجمل الوفيات 34% ما بين السنوات 2017 حتى 2021.

وتطرق التقرير أيضا إلى تأثيرات المكانة الاجتماعية والاقتصادية للسكان على نسب الوفاة للأطفال من جراء الحوادث غير المتعمدة، وأشار التقرير إلى أن احتمال وفاة طفل لعائلة ذات مكانة اجتماعية واقتصادية منخفضة، يعد أعلى بـ1.4 من ولد لعائلة ذات مكانة متوسطة وأعلى بـ2.6 من ولد لعائلة ذات مكانة اجتماعية واقتصادية عالية.

وتعد فئة الأطفال من جيل 0 حتى 4 أعوام أكثر احتمالا للتعرض للوفاة نتيجة الحوادث غير المتعمدة، إذ شكلت نسبة الوفيات من هذه الفئة ما يقارب 44%. كما أن هذه الفئة العمرية تبرز أيضا من حيث الاحتمال الأكبر للوفاة في المنزل، وتشكل ما نسبته 74% من مجمل حالات الوفاة من جراء الحوادث المنزلية ما بين السنوات 2017 حتى 2021.

وعقبت المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، أورلي سيلفنغر، على معطيات هذا التقرير، بالقول إن "العام 2020 كان عام كورونا وتميز بكثرة الإغلاقات والتقييدات وتقليص الفعاليات والنشاطات الترفيهية. العديد من الأهالي خرجوا إلى إجازة دون راتب أو عملوا من المنزل وكانوا حاضرين بشكل واضح إلى جانب أولادهم. حالة الطوارئ هذه زادت من مراقبة الأهل لأولادهم، وعلى الرغم من الجوانب السلبية العديدة لجائحة كورونا، لكننا واكبنا حوادث غير متعمدة قليلة لأولاد وأطفال وانخفاض واضح في الوفيات".

وأضافت أنه "بالمقارنة مع العام 2021 الذي تميز بالعودة إلى الحياة الاعتيادية، وللأسف فإن هذا الروتين تضمن أيضا العودة للحوادث غير المتعمدة والإصابات. وفي ظل التجربة التي واكبناها خلال العامين الأخيرين على وجه التحديد، نناشد الأهل بتحمل المسؤولية والعمل من أجل تقليص المخاطر وتعزيز أمان الأولاد والأطفال. إن معظم إصابات الأولاد بالإمكان منعها من خلال ملاءمة البيئة للأولاد والأطفال وتبني سلوك آمن، فقط هكذا بالإمكان منع الكارثة القادمة".

التعليقات