تخطط لجنة الوقف الإسلامي في شفاعمرو لتنظيم أعمال تطوعية لترميم وحماية المقابر في محيط مدينة شفاعمرو، وذلك على إثر الاعتداء، حديثا، على المقبرة في قرية هوشة المهجرة الواقعة على جبال الجليل، جنوب مدينة شفاعمرو، إذ تم حفر قبر داخل مقام النبي هوشان في مقبرة القرية المهجرة بحسب ما ذكرت لجنة الوقف الإسلامي في شفاعمرو.
وقال المسؤول في لجنة الوقف الإسلامي وإمام مسجد صلاح الدين في شفاعمرو، وهو بالأصل من قرية هوشة المهجرة، الشيخ أحمد ناصر، لـ"عرب 48" إنه "تفاجأت بهذا المستوى من الانحطاط والتجرؤ على نبش قبر الأموات، وخصوصا مقام النبي هوشان عليه السلام، فالمقابر تستحق أن تُصان وتُحترم، وعلى أهالي الأموات التواجد في المقبرة لحمايتها من هؤلاء الجشعين، وأنا دائما موجود هنا بحكم أن لي أقارب متوفين ومدفونين هنا، وأطلب من كل من يستطيع مد يد العون أن يساهم في صيانة وحماية المقابر".
وأضاف أنه "لم نتقدم بشكوى جراء هذا الاعتداء لأن أهالي المنطقة عملوا لإنهاء هذه المشكلة في أسرع وقت، والإجراءات الرسمية تأخذ وقتا طويلا، فأخذنا على عاتقنا العمل على صيانة وحماية المقابر بمفردنا دونما الحاجة لتدخل السلطات".
وأوضح أن "الدافع لنبش القبور هو البحث عن الكنوز والدفائن، وهذه ظاهرة مستنكرة من قبلنا تماما. هؤلاء ممن سيطر عليهم الجشع لا يراعون حرمة الأموات والمقدسات، مع أن للميت حرمة في الديانات السماوية الثلاث، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن 'كسر عظم الميت ككسره حيا'. وأؤكد أنه لغاية اليوم يدفن البعض أمواتهم في مقبرة هوشة كالخوالد وعائلة مجدوب، وبعضهم يوصي بدفنه إلى جوار قبر النبي هوشان، عليه السلام".
وعن تاريخ مقام النبي هوشان في مقبرة هوشة المهجرة، قال الشيخ ناصر، إن "النبي هوشان هو من أنبياء بني إسرائيل، وقد سألت عدة علماء عنه فأخبروني أنه من أنبياء بني إسرائيل، ولم يُذكر هذا النبي في القرآن، إذ ذكر الله في القرآن 25 نبيا، لقوله تعالى 'وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ"، وفي الحديث ورد بأن الله بعث 124 ألف نبي ورسول، ومن المعلوم أن الفاتح صلاح الدين الأيوبي كان قد قام بترميم هذه المقامات، وهو في أوج معاركه مع الصليبيين، آنذاك".
وفي السياق، قال عضو لجنة الوقف الإسلامي في شفاعمرو، محمد ياسين، لـ"عرب 48" إن "الاعتداء الآثم على مقام النبي هوشان يدفعنا لإعادة النظر في الإجراءات المتخذة من قبلنا للحفاظ على الأوقاف الإسلامية والاهتمام بها".
وأضاف أنه "بعد هذا الاعتداء، قررنا تنظيم معسكرات للعمل التطوعي في المقابر الموجودة هنا والمحيطة بشفاعمرو، وإعادة ترميمها والتواجد فيها".
وختم ياسين بالقول: "أدعو الأهالي إلى التواجد في المقابر حماية لها من النبش، فهذه الظاهرة غريبة على مجتمعنا، وسنعمل جهدنا للاهتمام بأوقافنا ومقابرنا. مئات الشباب قدموا البارحة إلى هنا وأعربوا عن رفضهم لهذه الظاهرة، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الخير موجود في مجتمعنا العربي".
اقرأ/ي أيضًا | النكبة حكايات تتجدد ولا تنتهي
التعليقات