"الخبز" يضع المجتمع العربي في اختبار صعب.. ما العمل؟

تتزايدُ في المجتمع العربي بالبلاد، مخاوف من ارتفاع أسعار الخبز، عشية حلول شهر رمضان، إثر استمرار أسعار القمح بالارتفاع عالميا، وتوقعات بمزيد من الارتفاع في حال طال أمد الحرب الروسية على أوكرانيا، المتواصلة منذ 24 شباط/ فبراير 2022.

ارتفاع مستمر في أسعار الخبز (عرب 48)

تتزايدُ في المجتمع العربي بالبلاد، مخاوف من ارتفاع أسعار الخبز، عشية حلول شهر رمضان، إثر استمرار أسعار القمح بالارتفاع عالميا، وتوقعات بمزيد من الارتفاع في حال طال أمد الحرب الروسية على أوكرانيا، المتواصلة منذ 24 شباط/ فبراير 2022.

وتثيرُ هذه المخاوف تساؤلات حول كفاية مخزون الدقيق في البلاد، وقُدرة السلطات على المحافظة عليه، وشراء المزيد من القمح، ومدى تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا على نسب استيراده، واستمرار ارتفاع أسعار الخبز في البلاد تزامنا مع استمرار ارتفاع أسعار القمح في العالم.

ووفقا لمجموعة "شتيبل" - أكبر منتج للقمح والدقيق في إسرائيل، سيتم تعديل نسبة التغيير في السعر خلال الأيام المقبلة؛ ومن المتوقع أن تؤثر هذه الخطوة على أسعار الخبز والمعجنات والمعكرونة والحبوب في البلاد. وأخطرت "شتيبل"، حديثا، شركات المواد الغذائية والمخابز وشبكات البيع، بأنها "مضطرة" إلى رفع أسعار الطحين.

وقال رجل الأعمال، شادي ساري حسن، من شركة "ساري حسن للاستيراد والتوزيع" من قرية المشهد، لـ"عرب 48" إنه "فيما يتعلق بارتفاع أسعار القمح، يهمنا كشركة تقدم خدمات استيراد وتوزيع المواد الغذائية الأساسية للمخابز ومحلات الحلويات، أن نوّضح أن إسرائيل تُعدُّ دولة صغيرة في العالم، وهي ليست كل العالم، وإسرائيل تعتمد على الاستيراد في كل ما يتعلق بالمواد الأساسية".

شادي حسن (عرب 48)

وأضاف أن "الحرب الروسية - الأوكرانية لها تأثير كبير على سوق المواد الغذائية الأساسية، والدولتان تصدر حوالي 50% من القمح للسوق في العالم، وأنا لا أتحدث عن الإنتاج، فالصين والهند منتجان رئيسيان للقمح، ولكنهما لا يصدرانه، وإنما يزرعانه للاكتفاء الذاتي، عدا عن ذلك فإن النقل من روسيا وأوكرانيا يعد رخيصا مقارنة مع أميركا، وهناك طلب كبير على القمح الأميركي، وفي إسرائيل يعد الطحين خليطا من القمح الأوكراني والروسي والأميركي، واليوم هناك سفن كان يفترض أن تجلب القمح من روسيا وأوكرانيا توقفت نهائيا، ولذلك يتم التوجه للسوق في أميركا، وهذا يعني غلاء في النقل، والقمح مرتبط ببورصة عالمية تحدد من خلالها الأسعار، وطبعا غلاء الطاقة يعني غلاء نقل القمح، على جانب نقص التوريد الناتج مباشرة عن القمح، لذلك شهدنا ارتفاعا جزئيا بأسعار القمح حاليا بنسبة 15%، وسنشهد ارتفاعا أكبر بعد عيد الفصح".

وأكد حسن أن "المطاحن الكبرى في إسرائيل أخذت بعين الاعتبار توجهنا بتخفيف رفع الأسعار كوننا على أبواب شهر رمضان، والمجتمع العربي يُعدُّ مستهلكا أساسيا للطحين، ولكن من المتوقع أن ترتفع أسعار القمح بعد عيد الفصح اليهودي بنسبة 40%، إذ أنه كي ننتج الخبز لا نحتاج فقط للقمح، فهناك أيضا مواد أساسية أخرى نحتاجها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن النقل في العالم تغير كليا، وآثار كورونا لم تنته بعد، واندلاع الحرب في أوكرانيا التي تعد كذلك أكبر مصدر لبذور عباد الشمس، والمستخدم لإنتاج الزيت، فإن الأسعار مرشحة للارتفاع بشكل كبير".

"الحرب تلقي بظلالها على أسعار القمح"

وحول تأثر سوق الزيت، قال حسن لـ"عرب 48" إنه "أبرمنا اتفاقيات مع شركات تركية تنتج الزيت بجودة عالية، وبسبب الحرب توقف التوريد كليا، وألغيت عقود لنا لأن الحكومتين التركية والمصرية منعت تصدير هذه المنتجات بسبب الحرب. مصر وتركيا مصدران كبيران للزيوت، وحاليا نسعى نحن في الشركة إلى حل إشكال العقود الملغية من قبل الجانب التركي".

وأشار إلى أن "الحديث، الآن، عن ارتفاع أسعار الزيت بنسب 100%، فمثلا في العام الماضي كانت تباع كرتونة الزيت (ذرة وعباد الشمس) 20 لترا 120 - 130 شيكلا، واليوم نتحدث عن أسعار تزيد عن 200 شيكل، وهذه مواد أساسية في إسرائيل لها تأثير على باقي المنتجات. ونحن نشهد ضمن الاستيراد والتوزيع تحديدا للكميات التي يمكننا طلبها، فمثلا الزيت يدخل في خليط النشا، وهذا يعني رفع أسعار منتجات إضافية متعلقة بالنشا الذي يدخل أيضا في تركيبة منتجات كثيرة جدا، وبالتالي ارتفاع أسعار في كافة المنتجات الغذائية الأساسية، وما لم تتدخل الحكومات والدول فارتفاع الأسعار لن يتوقف. ونحن المستوردون نعاني كثيرا من تأخيرات عديدة في التوريد منذ اندلاع الحرب".

"أسعار المواد الغذائية سترتفع مع تواصل الحرب في أوكرانيا"

وختم حسن بالقول إن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية يعني التأثير بشكل مباشر على كل منتجات السلة الغذائية، فمثلا أسعار اللحوم ستتأثر مباشرة بسبب الغلاء ونقص الأعلاف المرتبطة بالقمح والبذور، وقد لا يشعر البعض بالارتفاعات الهائلة فوريا، ولكن سرعان ما سيشعر المواطن العادي بارتفاع جدي في سعر السلة الغذائية".

التعليقات