عام على هبة الكرامة.. 22 معتقلا من عكا في السجون

تعاني عائلات معتقلي الهبة الشعبية من عكا الأمرين خلال زياراتها لأبنائها في السجون الإسرائيلية، إذ أن الاعتقال لا ينتزع من المعتقل حريته فقط بل يضيف إلى ذلك محاولة السجان التضييق على عائلته لثنيها عن الزيارة.

عام على هبة الكرامة.. 22 معتقلا من عكا في السجون

(توضيحية - Gettyimages)

تعاني عائلات معتقلي الهبة الشعبية من عكا، الأمرين خلال زياراتها لأبنائها المعتقلين في السجون الإسرائيلية، إذ أن الاعتقال لا ينتزع من المعتقل حريته فقط بل يضيف إلى ذلك محاولة السجان التضييق على عائلته لثنيها عن الزيارة.

غير أن نجود مصري وياسمين مجدوب والدتا المعتقلين مصطفى مصري وقاسم مجدوب، شدّدتا في حديث لـ"عرب 48" على أنه "رغم المشقة لن يتوانوا عن زيارة ابنيهما حتى يتحقق العدل ويتم إطلاق سراحهما".

ووفقا للجنة الشبابية لمتابعة ملف معتقلي الهبة الشعبية في عكا، فإن 22 معتقلا من عكا يقبعون في السجون الإسرائيلية على خلفية أحداث الهبة الشعبية في أيار/ مايو 2021؛ وهم: نديم انطقلي، خليل خاسكية، قصي عباس، قاسم مجدوب، جواد سطيلي، محمد عثمان، مصطفى مصري، أحمد عكاوي، فؤاد عسكري، هيثم علي، زكريا ماضي، أحمد ماضي، حبيب أبو حبيب، محمد حلواني، فؤاد ماضي، محمد أسود، ساهر حتحوت، محمد حجوج، أحمد شموخ، بلال حلواني وكامل طوالبة.

المعتقلان قاسم مجدوب ومصطفى مصري

إلى ذلك، لا زال 10 معتقلين يتابعون ملفات المحاكمة رهن الحبس المنزلي، وهم: خالد سليمان، كريم حسين، أدهم بشير، حسن عيد، باسل طنطوري، معتز علي، خالد أنصاري، فايز سالم وأحمد سعدي.

انتظار ساعات طويلة؛ "لن نتنازل عن دقيقة واحدة"

وتصف الوالدتان مشقة الطريق إلى سجن "ريمون" للقاء ابنيهما، بالقول إنها "تبدأ من محطة الانطلاق من عكا، التي تبعد عن السجن قرابة 8 ساعات ذهابا وإيابا، ورغم ذلك لا نفوت الفرصة حتى لو كان اللقاء من وراء الزجاج ومن خلال سماعة الهاتف".

وتحاول العائلات الوصول إلى السجن قبيل الموعد المحدد، تجنبا لأي مماطلة قد تعيق دخولها للقاء أبنائها في السجن، إذ تبدأ الأمهات باجتياز ما وصفته بمحطات الانتظار الطويلة الأولى خارج باب السجن.

وأوضحت مصري ومجدوب أنه "نصل قرابة الموعد المحدد بنحو الساعة، في حين يتم منعنا من إدخال السيارة إلى موقف السيارات الواسع والكبير الخاص بالسجن، حيث يترتب علينا إيجاد موقف مناسب خارج السجن، ثم الوقوف عند البوابة الخارجية إلى جانب عشرات العائلات الأخرى التي تصل من مناطق القدس والضفة الغربية لزيارة أبنائها، دون مقاعد أو أي شيء يحمينا من أشعة الشمس".

وسردت والدة المعتقل قاسم مجدوب معاناة عائلات المعتقلين وخصوصًا النساء منهن خلال انتظارهن لزيارة أبنائهن المعتقلين، بالقول إن "النساء التي تقطع مسافة طويلة حتى الوصول إلى السجن تحتاج إلى أدنى حق وهو وجود مراحيض، لكنه ورغم توجهي للسجان المناوب بأن يفتح البوابة، خصوصًا وأنه تواجدت رفقتي نساء يعانين من أمراض وهن بحاجة لمراحيض، إلا أن السجان بدأ بالمماطلة ولم يستجب إلا بعد تهديده بجلب الصحافة إلى بوابة السجن، عندها فقط قام بفتح البوابة".

وتحدثت الوالدتان عن استمرار المعاناة بعد الدخول إلى السجن، بالقول: "يتم إدخالنا إلى قاعة مليئة بالأوساخ ولا مكان للجلوس فيها، نبقى وقوفا قرابة الساعة حتى يحين وقت التفتيش، ومن ثم الانتظار في طابور لعشرات عائلات المعتقلين التي تحتاج لتسجيل أسمائها قبل دخولها إلى الزيارة".

وقالتا: "ما إن ننتهي من هذه المرحلة حتى ندخل إلى قاعة جديدة ضيقة تجمع كذلك العشرات من عائلات المعتقلين وقوفا حتى ينادوا علينا لندخل قاعة الزيارات، حيث نكون أمام انتظار ساعات طويلة لنرى أبناءنا فقط لمدة أقصاها 45 دقيقة، ورغم هذا لن نتنازل عن دقيقة واحدة تمكننا من اطمئناننا على أبنائنا".

ولم تنته مسيرة مشقة الأمهات هنا، بل زادت إدارة السجون عليهن مشقة جديدة وهي طريقة إيصال الملابس لأبنائهن المعتقلين، وهنا أجهشت والدة المعتقل قاسم مجدوب بالبكاء حيث انتظرت شهرين لتتمكن من زيارة ابنها وتطمئن عليه وصمدت أمام كل المشقات لتجتاز محطات الانتظار القاسية كي ترى ابنها، حتى تتفاجأ بأنها وبعد وقوفها في طابور طويل من العائلات لمدة ساعتين كي تسلم إدارة السجن ملابس لابنها، بأنهم يرفضون استلام الملابس بحجة أنه مضى على اعتقال ابنها الشهرين في سجن "ريمون"، وبحسب تعليمات السجن لا يحق له استلام الملابس إلا بعد مضي 3 شهور على اعتقاله.

وأكدت مجدوب بالقول: "أنا أم جبارة، باسمة المحيا لأجل أن أمد أبنائي بالقوة والعزيمة في الحياة، ابني قاسم الذي حضرت له لوازم العرس حتى أزفه لبيت الزوجية قد سرقته السلطات مني ومن خطيبته التي لم تتخل عنه، سرقته منا أيدي الشرطة لتزجه ظلما في السجن، لكن أقول لا بد للقيد أن ينكسر ولا بد للعدل أن يتحقق، ويخرج جميع الأسرى ونزفهم حيث موعدهم مع الحرية".

وختمت حديثها بالقول: "نأسف على تجاهل القيادات السياسية والمسؤولين في المجتمع العربي لملف المعتقلين، حيث أن من يتابع معنا ملف اعتقال أبنائنا هم شباب عكا من اللجنة لمتابعة قضية المعتقلين في المدينة، والذين يرافقوننا حتى الآن في متابعة مستجدات القضية".

ومما يذكر أن النيابة العامة الإسرائيلية أعلنت، مؤخرا، عن تقديم 397 لائحة اتهام ضد 616 متهما، غالبيتهم العظمى من العرب، ورُبعُهُم قاصرون، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/مايو 2021، والتي جاءت احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة في العملية التي سُميت إسرائيليا بـ"حارس الأسوار"، والتي سبقتها اعتداءات قوات الأمن الإسرائيلية في القدس في رمضان من العام ذاته.

وذكرت النيابة العامة في التقرير أن المتّهمين الـ616 والذين تبلغ نسبة العرب من بينهم 89%، قد اعتُقِلوا منذ نيسان/ أبريل 2021 ولغاية اليوم، لافتة إلى أنه "خلال الفترة المذكورة، تمّ تقديم لوائح اتهام بشأن 108 أحداث ضدّ 239 متهمًا في ظروف مشددة لعمل إرهابيّ أو دوافع عنصرية، 85% منهم (عرب) و 15% يهود".

التعليقات