نحف تدفع الثمن: "مصادرة الأرض لصالح تطوير كرميئيل"

تقتطعُ السلطات الإسرائيلية، وفقا لمخططات أعدتها منذ أعوام عدة، أراض تعود لبلدات عربية، بهدف إنشاء مشاريع قُطرية تعود لصالح المدن اليهودية.

وفي هذه الأيام، صدّقت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء، على مخطط سكة القطار من مدينة كرميئيل ولغاية مدينة كريات شمونة، شمالي البلاد، والذي تقدر تكلفة تنفيذه بعشرات مليارات الشواكل. وتمتد سكة الحديد على طول 54 كيلومترا، وأنفاق طولها نحو 20 كيلومترا. كما أنه من المزمع إقامة جسور بطول أكثر من 5.5 كيلومترات، تربط بين المحطات الجديدة: كريات شمونة، وحتسور هجليليت، ومروم هجليل، وشرقي كرميئيل، دون إقامة أي محطة بالقرب من البلدات العربية في المنطقة، على الرغم من اقتطاع ومصادرة مساحات واسعة من الأراضي التي بقيت بملكية مواطنين عرب، كما يحدث في نحف، ويعارض أهالي القرية مخطط سكة القطار الذي يتهدد بسلب مئات الدونمات من الأراضي.

ويرمي المخطط إلى تمرير سكة قطار من مدينة كرميئيل، التي أقيمت عام 1964 على أراض صادرتها إسرائيل من بلدات الشاغور (البعنة ودير الأسد ومجد الكروم ونحف)، إلى مدينة كريات شمونة التي أقيمت عام 1949 على أنقاض قرية الخالصة بعد تدميرها وتهجير أهلها في العام 1948، عبر الأراضي الزراعية الخاصة.

وقال عضو مجلس نحف المحلي، المهندس جمال قادري، لـ"عرب 48" إنه "نتحدث عن مخطط يقتطع 300 دونم من أراضي نحف، جلها بملكية خاصة للسكان. مخطط سكة الحديد يؤدي لتوسيع شارع 85 نحو الجنوب مع إضافة محولات ضخمة على مدخل كرميئيل وبالقرب من مفرق نحف اليوم، وعدا عن المنطقة المصادرة فإن مئات الدونمات الأخرى ستمنع فيها البناء أو التطوير لقربها من الشارع وخط الكهرباء العالي، فكل المخطط في المقطع المقابل لنحف سيكون على حساب أراضي القرية، وستصادر هذه الأراضي لصالح كرميئيل".

وأضاف أن "المنطقة الجنوبية من نحف، اليوم، هي منطقة تجارية حيوية للقرية، وهذا المخطط يقضي على إمكانية التطوير التجاري في هذه المنطقة، وما يثير الاستهجان أن المحول الثاني المخطط في الشارع يصادر نحو 175 دونما من أراضي نحف، وليس لقرية نحف مدخل إليه، بل سيكون لخدمة كرميئيل فقط، ونحف فعليا لا تستفيد من مشروع السكة الحديد بتاتا، والفائدة الاقتصادية والمرورية تعود كلها لكرميئيل، وكذلك الأمر بالنسبة لمحطات القطار، جميعها في كرميئيل، ونحف تدفع ثمن هذا التطوير من أراضيها التي ستصادر، وهي بملكية خاصة، ثم منع أية تطوير مستقبلي لمساحات إضافية من الأراضي".

وقال صاحب محل في المنطقة المهددة بالمصادرة، بسام قادري، لـ"عرب 48" إن "نحف كانت تملك 16 ألف دونم عام 1948، واليوم تملك نحف 6 آلاف دونم فقط. كرميئيل أقيمت على أراضي نحف والقرى العربية في الشاغور عام 1964، وكل المنطقة الصناعية التي تنعم بها كرميئيل، اليوم، أقيمت على أراض تعود لأهالي نحف، عدا عن شارع 85 وشارع كرميئيل - تيفن، وهذه الأراضي صودرت دون أي تعويض لأهالي نحف. واليوم، تزحف مخططات التطوير إلى المزيد من الأراضي التي تملكها نحف، إضافة إلى مخطط خط الضغط العالي للكهرباء الذي يمنع تطوير مئات الدونمات بالقرب منه. كل هذه المخططات جعلت من قرية نحف غيتو محاصر، إلى جانب حديث عن النية ببناء جدار عازل في المخطط الجديد مما يجعلنا منطقة معزولة".

وختم قادري بالقول إنه "كان بالإمكان تطوير سكة الحديد في أراضي كرميئيل، ولكن الدولة تستهدف أراضي نحف، وتمنح التطوير لكرميئيل والمتضرر نحف. لم يعد بالإمكان الصمت والتراجع، وسنبقى على أراضينا، وما مُرر في السابق لن يعاد اليوم، ولن نتنازل عن شبر واحد من أراضينا. عدد سكان نحف، اليوم، 16 ألف نسمة، لم يبق لنا مكان للتطوير، والقضية مسألة بقاء ومستقبل بلد".

وقال عضو لجنة الدفاع عن أراضي نحف، والتي شكلت لمتابعة مخطط سكة الحديد والتصدي له، زكريا إسماعيل، لـ"عرب 48" إن "التحديات تستدعي أهالي نحف بأن يعززوا وحدتهم لرفض هذا المخطط. يجب أن وقفتنا وقفة رجل واحد، فهذا المخطط يمكن تحويله إراضي كرميئيل".

وأكد أن "الأهالي في نحف، اليوم، موحدين في كافة اللجان الأهلية ومؤسسات القرية، ويؤكدون رفضهم هذا المخطط ويعملون من أجل إلغاء هذا المشروع الخطير".

وختم عضو لجنة الدفاع عن أراضي نحف بالقول إن "هدفنا البقاء على أرضنا، ليس لنا أرض أخرى وبلدة أخرى. هذه الأراضي يجب أن تبقى لمستقبل أبنائنا وتطور القرية. وعلينا الوقوف وقفة رجل واحد لوقف هذا المخطط الذي يهدد مستقبلنا".