جرائم قتل النساء: إضراب احتجاجي عابر للحدود في العالم العربي

تحت عنوان "تضامن عابر للحدود"، أعلن ائتلاف فضا، وهو نسوي مناهض للعنف ضد المرأة، يضم 21 مؤسّسة نسويّة فلسطينيّة حقوقيّة تعمل في الضفة الغربيّة، وقطاع غزة، وأراضي 48، عن إضراب نسائي عام، يوم 6 تموز/ يوليو المقبل.

جرائم قتل النساء: إضراب احتجاجي عابر للحدود في العالم العربي

تظاهرة في حيفا ضد قتل النساء (أرشيف عرب 48)

تحت عنوان "تضامن عابر للحدود"، أعلن ائتلاف فضا، وهو نسوي مناهض للعنف ضد المرأة، يضم 21 مؤسّسة نسويّة فلسطينيّة حقوقيّة تعمل في الضفة الغربيّة، وقطاع غزة، وأراضي 48، عن إضراب نسائي عام، يوم 6 تموز/ يوليو المقبل، وذلك احتجاجا على الموجة المتصاعدة من القتل والعنجهية ضد النساء في العالم العربي.

يرافق الإضراب تنظيم ثلاث وقفات احتجاجية ضد جرائم العنف ضد المرأة، والتي تقام الساعة الثانية عشر في كل من ساحة الأسير في حيفا، ودوار المنارة في رام الله، وسيعلن لاحقا عن موقع الوقفة في غزة، وذلك لأسباب أمنية وسياسية.

والجمعيات المشاركة في ائتلاف فضا، والداعية ليوم إضراب النساء العام هي: كيان - تنظيم نسوي، ومركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي (ويكلاك)، ومركز الأبحاث والاستشارات القانونية والحماية للمرأة، ونساء ضد العنف، ونعم - نساء عربيات بالمركز، وجمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، وتنمية وإعلام المرأة (تام)، ومركز الدراسات النسوية، ومنظمة كير العالمية فلسطين - الضفة الغربية وقطاع غزة، ومركز شؤون المرأة - غزة، وسدرة، والسوار - حركة نسوية عربية، ومركز الطفولة - مؤسسة حضانات الناصرة، وطاقم شؤون المرأة، والزهراء للنهوض بمكانة المرأة، ومنتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة، وملتقى إعلاميات الجنوب، ومعا - منتدى النساء العربيات في النقب، وانتماء وعطاء، وراديو نساء اف ام، ومركز الإعلام المجتمعي، وتحالف أمل لمناهضة العنف ضد المرأة.

ويستدل من المعطيات المتوفرة أن عدد ضحايا جرائم قتل النساء في البلدات العربية في أراضي 48 بلغ 6 هن: رسمية بربور (28 عاما) من مدينة "نوف هجليل"، والمتهم بقتلها زوجها، وسهيلة جاروشي (36 عاما) من الرملة، وريما خديجة (33 عاما) من قلنسوة، وجوهرة خنيفس (28 عاما) من شفاعمرو، وسمر كلاسنة (51 عاما) من حيفا، والمتهم بقتلها زوجها. وقُتلت الشابة رزان عباس عباس (17 عاما) من كفر كنا، في ساعة متأخرة من ليلة 9 آذار/ مارس الماضي، إثر إصابتها بعيارات نارية خلال شجار عائلي، وبحسب المعلومات المتوفرة فإن الشابة أصيبت برصاصة طائشة خلال تواجدها في غرفتها داخل منزل العائلة.

وتبين من معطيات جمعية "نساء ضد العنف" في الناصرة، أن "83% من ملفات جرائم العنف ضد النساء بدون بذل كل الجهود المطلوبة من أجل معاقبة المجرمين".

وعن عدد ضحايا جرائم القتل بين النساء في العالم العربي، ذكرت مركزة ائتلاف فضا في أراضي 48، ومنظمة جماهيرية في كيان - تنظيم نسوي، ليان دريني، أنه "من الصعب معرفة معطيات حول عدد النساء ضحايا جرائم القتل في العالم العربي، إذ أن الكثير من النساء يُقتلن بصمت ولا يعلم أحد بهن، وبالتالي لا توجد إحصاءات رسمية".

ليان دريني

وعن الإضراب النسائي العام في العالم العربي، قالت ليان دريني، لـ"عرب 48" إن " الإضراب النسائيّ العام في العالم العربيّ جاء ليؤكد على وحدة صوت ونضال المرأة العربية لرفض العنف ضدها، هذه الوحدة العابرة للحدود والاعتبارات السياسية من انقسامات وغيرها، ولإعلاء صوت الحق لكل إنسان بالعيش حياة كريمة، ولاحتضان عائلات الضحايا اللواتي تعرضت أمهاتهن وذويهن من النساء للقتل. هذا الإضراب جاء ليرفع صوتنا للمطالبة بمعاقبة القاتل قضائيا من خلال محاكمته، واجتماعيا من خلال مقاطعته، فنحن نعيش في منظومة قانونية غير منصفة، ومنظومة مجتمع ذكوري. هاتان المنظومتان تمنحان القاتل الشعور بالأحقية للقتل، وبالتالي علينا تحمل مسؤولية مجتمعية ضده".

وأضافت أن "ائتلاف فضا من خلال نشاطه يهدف إلى توحيد القوى الفاعلة من أجل حقوق النساء، والتعاون من أجل تحفيز كل فرد في المجتمع على أخذ دوره للحد من العنف ضد النساء، والمساهمة بصوته/ا نصرة لمن لا تتمكن من توصيل صوتها بحكم القمع والعنف الذي يكتم أصوات الكثير من النساء".

وختمت دريني بالقول إنه "أتوقع التفافا واسعا في يوم إضراب النساء العام، ذلك أن القاتل موجود في كل مكان وكون النساء ضحايا محتملات خاصة وأنه لا يوجد نمط يميز القاتل، بل هو كذلك موجود في كل مكان".

وقالت مديرة جمعية نساء ضد العنف، نائلة عواد، لـ"عرب 48" إن "هذا الإضراب النسوي الذي دعت إليه ناشطات من العالم العربي بهدف الاحتجاج والتظاهر ضد كافة جرائم القتل والانتهاكات التي تُرتكب بحق النساء، لأن دمهن ينزف، ويتعرضن للقتل في كل زمان ومكان في منطقتنا العربية دون حسيب أو رقيب، إذ أنه للأسف لا تمتلك بعض الدول قوانين لمنع العنف العائلي والتحرشات الجنسية، وعدم توفر قوانين لحماية النساء".

وأضافت أنه "في الوقت الذي لا يتم معاقبة المجرمين من قبل القانون، نجد كذلك بأن المجتمع العربي الذكوري يتغاضى عن جرائم القتل والعنف والتمييز ضد النساء بهدف حماية المجرمين، بالإضافة إلى الحركات الأصولية التي تساهم في تقليص مساحات الحرية".

وختمت عواد بالقول إن "الانتهاكات ترتكب بحق النساء، في حين من يدفع الثمن النساء، ومقولتنا كنساء في فلسطين 48 إننا متجندات لإنجاح هذا الإضراب ضد جرائم العنف، وضد جرائم القتل. هذا الإضراب يتيح لكل امرأة أن تساهم فيه حسب اختياراتها وقراراتها، ويعني أنه إذا امرأة قررت ألا تذهب للعمل فهذا حقها، كذلك إذا قررت عدم القيام بإحدى المهمات في سياق عملها فهذا من حقها أيضا، إذ أنه من حق كل امرأة اختيار وسيلة الإضراب التي تريدها. كما تم التنسيق بين الجمعيات الفلسطينية لتنظيم ثلاث وقفات مع رفع شعارات، ونشر هاشتاغ 'أوقفوا جرائم قتل النساء'، هذا الهاشتاغ الذي يتعلق بواقعنا كفلسطينيات نعيش تحت الاحتلال وسياسات الأبرتهايد، والتي تساهم في قتلنا. المجتمع يقتلنا والقوانين لا تنصفنا، ونحن شريكات في هذا النضال، وعملنا مستمر على مدار أيام السنة".

التعليقات