"شروة العيد" في شفاعمرو وطمرة.. واقع جديد تفرضه أزمة الغلاء

يواجه المحتفلون بعيد الأضحى المبارك أزمة غلاء الأسعار في البلاد خصوصًا على صعيد حاجيات العيد، وذلك من خلال تقليص "شروة العيد" واختصارها على احتياجات يومية، ما أدى إلى فرض واقع جديد بين المحتفلين.

"شروة العيد" تقتصر على الاحتياجات اليومية (عرب 48)

يواجه المحتفلون بعيد الأضحى المبارك أزمة غلاء الأسعار في البلاد خصوصًا على صعيد حاجيات العيد، وذلك من خلال تقليص "شروة العيد" واختصارها على احتياجات يومية، ما أدى إلى فرض واقع جديد بين المحتفلين.

وبهذا الصدد، أجرى "عرب 48" جولة ميدانية في المحال التجارية بمنطقة شفاعمرو وطمرة لتسليط الضوء على تأثير غلاء الأسعار على الاستعدادات لعيد الأضحى.


"تقليص شروة العيد"

وقال أحمد عودة من عبلين وهو صاحب محمص أنور وقهوة ربيع في شفاعمرو، لـ"عرب 48"، إن "هناك إقبال من قبل المحتفلين على المصالح التجارية للتحضير للاحتفال بالعيد، إذ نرى أن الزبائن يقومون بشراء ما يلزمهم للاحتفال بالعيد فقط باليوم الأول تقريبا حتى يتمكن من دفع ثمن الشروة".

ولفت إلى أن "شروة عيد الأضحى تقلصت في ظل غلاء الأسعار في كل العالم، ومن الطبيعي أن الحلويات والمكسرات والقهوة من الضيافة الأساسية في البيت العربي ولا يمكن الاستغناء عنها".

وأوضح "أما عن تجهيزات العيد لدى الناس فقد بدأت بشكل متأخر وقبل يومين من حلول العيد، في حين كان المحتفلين يقومون بالتجهيز بشكل مبكر عما نراه اليوم، ونحن كأصحاب مصالح بنينا ثقة مع المستهلك، في حين أن غلاء الأسعار ألقى بظلاله على أصحاب المصالح التجارية أيضا من ناحية تقديمهم المنتج الأفضل للمستهلك رغم غلاء الأسعار وبتكلفة معقولة للمستهلكين".

وبيّن زاهر حسون من شفاعمرو في حديث لـ"عرب 48"، أن "أرباب العائلات يحاولون ألا ينقص أي مظهر من مظاهر العيد على أفراد عائلاتهم، ولكنهم يتخذون مبدأ التقليص في المصروفات للحفاظ على توازن اقتصادي واستقرار مادي في ظل المفاجآت الاقتصادية المهلكة والتي يدفع المواطن البسيط ثمنها بشكل كبير".

"عنف اقتصادي"

واعتبر جبر حجازي وهو صاحب سوبر ماركت وملحمة طمرة، في حديث لـ"عرب 48" أن "غلاء الأسعار بمثابة عنف اقتصادي ضد المستهلكين، الذي يجتاح المواطن البسيط والمستهلك ويتسبب بحالة من القهر النفسي ضده، فالغلاء يسود كل منتج كان آخره البنزين، وقد أصبح هذا الغلاء يمس بجودة حياة المواطن بسبب السرعة في غلاء أسعار المنتوجات".

وأضاف أنه "أما بالنسبة لاستعداد الناس للعيد وإقبالهم لشروة العيد، نرى بأن العام الحالي هو الأقصى اقتصاديا على المستهلكين منذ العام 2008، إذ نجد أن المحتفلين أنهوا نظام شروة العيد لأربعة أيام وباتت الشروة يومية فقط من حيث جميع المنتوجات حتى اللحوم".

وختم حجازي بالقول إن "سرعة الغلاء الملحوظة قد تمنع من العائلات استهلاك العديد من المنتوجات الأساسية مستقبلا، وهذا ناقوس خطر يجب التحذير منه، حتى لا يتحول مجتمعنا إلى مجتمع طبقي واضح من جراء الغلاء الذي سيؤدي إلى تدهور اقتصادي وبالتالي إلى فروقات بمستوى الحياة عند أبناء البلد والحي الواحد ما سيتسبب بتمزيق النسيج الاجتماعي".

التعليقات