معلمو السياقة العرب.. كيف ينظرون لاقتراح منع الدروس في العفولة أيام السبت؟

ويستهدف اقتراح القانون المساعد معلمي السياقة العرب ويرى بعضهم بأنه قانون عنصري، في حين يرى آخرون غير ذلك ويتخذون موقف الحياد، ومنهم من يرى بأن للقانون ما يبرره من باب الحفاظ على العلاقات الاجتماعية بين معلمي

معلمو السياقة العرب.. كيف ينظرون لاقتراح منع الدروس في العفولة أيام السبت؟

حاجز شرطة في العفولة (Gettyimages)

يترقب معلمو السياقة قرار المجلس البلدي في العفولة بشأن منع معلمي السياقة من العمل في المدينة في أيام السبت والأعياد اليهودية.

ويستهدف اقتراح القانون المساعد معلمي السياقة العرب ويرى بعضهم بأنه قانون عنصري، في حين يرى آخرون غير ذلك ويتخذون موقف الحياد، ومنهم من يرى بأن للقانون ما يبرره من باب الحفاظ على العلاقات الاجتماعية بين معلمي السياقة العرب ونظرائهم اليهود من جهة وبين معلمي السياقة وسكان المدينة من جهة أخرى، ومنهم من يعترف بأن تعليم السياقة أيام السبت غير مبرر وفيه إزعاج للسكان أحيانا، خاصة التعلم على المركبات الثقيلة كالشاحنات والحافلات التي ينبعث منها صوت الصافرات المنبّهة في أثناء رجوعها إلى الخلف.

وهناك من يرى أنه ليس من حق البلدية أن تسن قانون منع معلمي السياقة دون سواهم من السائقين الذين يتنقلون بمركباتهم، ويقول أحد معلمي السياقة العرب إن "البلدية تستطيع أن تمنع الدخول إلى أحياء معينة، لكنها لا تستطيع أن تغلق كل شوارع المدينة، لأن بين الذين يتعلمون السياقة، أيام السبت، شبان يهود تكون عطلتهم فقط في نهاية الأسبوع".

وقال أحد أصحاب مدارس السياقة لـ"عرب 48" إنه "شخصيا أعلم السياقة في العفولة منذ عشرات السنين، لكنني أرفض الدخول إلى شوارع المدينة، أيام السبت، ليس بسبب قانون يسمح أو يمنع وإنما لأنه من غير المنطقي وغير المبرر العمل في العفولة أيام السبت".

وأضاف أنه "بين معلمي السياقة الذين يدخلون العفولة، أيام السبت، يهود، لذلك من غير الدقيق القول إن القانون عنصري وموجه ضد العرب، فضلا عن أن لجنة معلمي السياقة في العفولة تضم معلمين من اليهود والعرب، ولا ينبغي أن يأخذ هذا الموضوع منحى سياسيا، كي لا يمس بعلاقة الاحترام بين معلمي السياقة من جهة، وبين المعلمين وطلابهم من جهة أخرى، ففي بعض المدارس العربية يصل عدد طلاب السياقة اليهود إلى 60%".

وتابع أنه "في الحقيقة، أنا لا أعلم ما هي دوافع عضو البلدية، إيتاي كوهين، لاقتراح القانون، لكن إذا كان تعليم السياقة، أيام السبت، يزعج السكان من كبار السن وغيرهم فإن أخلاقنا وديننا يحتم علينا عدم التعدي على حرية الآخرين وإزعاجهم، وواجب علينا احترام مشاعرهم".

تجدر الإشارة إلى أن معظم معلمي السياقة الذين توجهنا إليهم فضلوا عدم التحدث عن الموضوع بأسمائهم الشخصية، وغالبيتهم أبدوا تفهما لوجود بعض الإزعاج الناجم عن تعليم السياقة، أيام السبت والأعياد، وأن هذا ينبغي ألا يحدث.

وقال معلم السياقة، فايز زعبي، الذي يعمل منذ سنوات طويلة في تعليم السياقة بمنطقة العفولة، لـ"عرب 48" إن "مثل هذا القانون لا يؤثر على عملنا مطلقا، لأن الغالبية الساحقة من معلمي السياقة لا تعمل، أيام السبت، وإذا كانت هناك قلة قليلة مضطرة للعمل، أيام السبت، بسبب ظروف الطلاب فإنهم يمتنعون عن دخول مدينة العفولة، ويعلّمون خارج أو في محيط المدينة وليس داخل الأحياء السكنية".

وأضاف زعبي أنه "إذا كان ضجيج الشاحنات والحافلات يزعج بعض السكان أو يجعلهم يتذمرون، فإنني أنصح زملائي بألا يقوموا بهذا الإجراء، أيام السبت، لأن الحفاظ على النسيج الاجتماعي الطيب الذي نعيشه منذ عشرات السنين لا يستحق أن نفضه أو نخلق نوعا من الحساسية بسببه في أمر لا يستحق. وكل معلم يستطيع أن يعدّل برنامجه الأسبوعي ويوزع هذه الدروس التي تجرى، أيام السبت، على بقية أيام الأسبوع فليفعل، وهكذا ينتهي الموضوع".

فايز زعبي

وأشار إلى أنه "لا أعتقد بأن هذا القانون المساعد سيواجه بإجراءات احتجاجية من قبل نقابة معلمي السياقة في حال إقراره، لأنه من الناحية القانونية سيكون ضمن إطار قانون بلدي محلي مساعد، وفي هذه الحالة يمكن التوجه إلى القضاء وإلغائه لأنه يتناقض مع قانون أساس الحرية في العمل، لكنني لا أرى حاجة لتضخيم الموضوع والخوض في إجراءات قضائية وما شابه ذلك. وأنا شخصيا أقول إنه إذا كانت هناك قلّة من الزملاء تعلّم السياقة، أيام السبت، فمن الأفضل أن تتوقف عن هذا النهج إن كان فيه إزعاج للسكان المحليين، وكما أننا لا نرضى لأحد أن يضايقنا أو يضيق علينا فإننا في الوقت عينه نرفض مضايقة أحد".

وعن كون القانون عنصري أو تُشتمّ منه رائحة العنصرية، قال زعبي إنه "في الواقع، لا أعرف عضو البلدية مقترح القانون، ولا أعرف أهدافه ونواياه ودوافعه، فإن كان يرغب بتحقيق مكاسب سياسية من وراء هذا القانون، فيجب علينا أن نكون أكثر وعيا وأخلاقا منه وأن نفوّت عليه فرصة تحقيق المكاسب ومنحه الشرعية للقيام بهذا العمل".

وختم زعبي بالقول إن "الدافع الوحيد من وراء عمل بعض معلمي السياقة، أيام السبت، هو ظروف الطلاب الذين يعملون طيلة أيام الأسبوع في مناطق بعيدة، ولا تمكنهم ظروفهم من تعلّم السياقة على الشاحنات والحافلات إلا في عطلتهم نهاية الأسبوع، لذلك فإنهم يفرضون على المعلم أن يخصص لهم دروسا أيام السبت، لكن بالمجمل فإن يوم السبت هو يوم عطلة لدى معلمي السياقة، وإن كان لا بد لهؤلاء الطلاب من التعلم أيام السبت فيمكن أن يكون ذلك خارج المدينة أو في محيطها وليس داخل الأحياء السكنية".

وتجدر الإشارة إلى أن عدد معلمي السياقة الذين يعملون في منطقة العفولة يتراوح بين 90 - 100 معلم، جميعهم يتبعون لمدارس سياقة مكاتبها في العفولة، وهناك حوالي 10 مدارس سياقة في المدينة وبعضها بإدارة عربية والبعض الآخر تدار بشراكة بين معلمين عرب ويهود.

ويتعلم في هذه المدارس طلاب عرب من قرى المرج والمثلث الشمالي وكفر كما وعرب الشبلي وأم الغنم وغيرها، ويهود من العفولة والبلدات المحيطة بها.

ويعتبر عضو البلدية، إيتاي كوهين، الذي قدم هذا الاقتراح، أن "من يدخل إلى هذه المدينة عليه أن يعلم أن هذه مدينة يهودية". وادعى كوهين أن "العفولة هي مدينة يهودية تحافظ على التقاليد الدينية اليهودية"، علما أن حركة السير ليست ممنوعة بتاتا في المدينة في أيام السبت أو الأعياد اليهودية. وأضاف أن "من يريد تعلم السياقة في أيام السبت والأعياد، فليفعل ذلك مثل المصالح التجارية الأخرى التي تعمل يوم السبت، في المناطق الصناعية أو خارج المدينة".

ومن المتوقع أن يصادق المجلس البلدي على هذا الاقتراح بأغلبية، إذ يضم الائتلاف 11 عضوا مقابل 5 أعضاء في المعارضة.

ومن جانبه، عقب رئيس بلدية العفولة، آفي إلكابيتس، لوسائل إعلام إسرائيلية بالقول إنه يؤيد اقتراح القانون كفكرة، مشيرا إلى أن "راحة معلمي السياقة لا يمكن أن تكون على حساب راحة يوم السبت في الأحياء، وخاصة بالقرب من الكُنس".

وأضاف أن "دراسة هذا الاقتراح ما زالت في بدايتها"، وأنه "ينبغي دراسة الموضوع من جوانبه القانونية وإمكانية إنفاذه والمصادقة عليه في المجلس البلدي ولجنة السير ووزارة المواصلات".

التعليقات