على أبواب العام الدراسي: موجة الغلاء تلقي بظلالها على العائلات العربية

تلقي موجة غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية للحياة بظلالها على العائلات العربية، إضافة إلى الارتفاع الملحوظ في أسعار الكتب والحقائب والقرطاسية للطلاب عشية افتتاح العام الدراسي الجديد، في الأول من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.

على أبواب العام الدراسي: موجة الغلاء تلقي بظلالها على العائلات العربية

توضيحية (Getty Images)

تلقي موجة غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية للحياة بظلالها على العائلات العربية، إضافة إلى الارتفاع الملحوظ في أسعار الكتب والحقائب والقرطاسية للطلاب عشية افتتاح العام الدراسي الجديد، في الأول من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.

واستعدادا لاستقبال السنة الدراسية الجديدة، تشهد البلدات العربية وخصوصا المكتبات ومحلات بيع اللوازم المدرسية عشية افتتاح المدارس تراجعا ملحوظا في الحركة الشرائية، على الرغم من أهميتها كمستلزمات أساسية لمواصلة مسيرة التعليم، وذلك بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية وسط العائلات ذات الدخل المحدود.

وفي هذا الصدد، أجرى "عرب 48" جولة ميدانية في مدينة شفاعمرو وقرية عبلين لتسليط الضوء على الأوضاع عشية العام الدراسي الجديد:

وقالت المسؤولة في جناح مكتبة "ماي بيبي"، رزان عنبتاوي، لـ"عرب 48" إن "الحركة الشرائية في المكتبة تراجعت بعض الشيء. ومن الواضح أن غلاء المعيشة يؤثر على الحركة والقدرة الشرائية خاصة لدى الشرائح الضعيفة وكثيرة الأولاد".

رزان عنبتاوي (عرب 48)

وأضافت أن "الأهالي مجبرون على تدبر أمورهم على الرغم من صعوبة الظروف المعيشية لأن التعليم ومستلزمات الدراسة أمور أساسية في حياتنا وليست ثانوية".

وختمت عنبتاوي بالقول إنه "على الرغم من صعوبة الظروف فإن الإقبال من قبل الأهالي في الأيام الأخيرة لا بأس به، ونلاحظ أن البعض يحاول تقيص المصروفات وشراء المستلزمات الضرورية فقط".

وقال نادر البابا، وهو من رواد وزبون المكتبة، في حديثه لـ"عرب 48" إن "الأوضاع الاقتصادية تتفاقم في ظل غلاء المعيشة الآخذ بالارتفاع".

نادر البابا (عرب 48)

وأشار إلى أن "افتتاح السنة الدراسية يتزامن في كل عام مع موجة من المصروفات الكثيرة في موسم الأعراس والالتزامات الاجتماعية والعطلة الصيفية والسفر إلى خارج البلاد. البعض لا يدير حساباته بالشكل الصحيح، ولا يضع الأولويات والأساسيات ضمن برنامجه، لذلك فإن البعض يجد نفسه في أزمة قبيل افتتاح السنة الدراسية".

وختم البابا بالقول إن "هناك شرائح ضعيفة حقا بسبب غلاء المعيشة والدخل المحدود، وهي تستحق الدعم والمساعدة من قبل المؤسسات المجتمعية".

وبدوره، أشار صاحب مكتبة المعرفة، شفيق خوري، إلى "أهمية مراعاة ظروف الناس في ظل أوضاع اقتصادية معيشة صعبة".

شفيق خوري (عرب 48)

وقال خوري لـ"عرب 48" إن "الإقبال جيد نسبيا، والحركة لا تختلف عن سنوات سابقة، وذلك يعود إلى أننا نجعل الأسعار ملائمة لكل الشرائح، خاصة أننا لم نقم برفع الأسعار، على الرغم من ارتفاع غلاء المعيشة".

وختم بالقول إنه "يجب مراعاة أوضاع الناس وخاصة الشرائح الضعيفة، ولهذا السبب لم نلمس تراجعا بالحركة الشرائية وكذلك لم نلمس أن الزبائن يقلصون بعض المستلزمات لأن جميعها ضرورية".

وقال أحد المواطنين، ميخائيل سليمان، لـ"عرب 48" إنه "أعمل وأعيل لوحدي أسرة تضم خمسة أنفار، والوضع صعب وقاس، لكني أتدبر أمري على الرغم من استمرار ارتفاع غلاء المعيشة".

ميخائيل سليمان (عرب 48)

وعن ذلك قال إنه "أضبط المصروفات وأقلصها، فأنا لست بحاجة للسفر إلى خارج البلاد ثلاث وأربع مرات في السنة كما يفعل البعض، وكذلك في موسم الأعراس أجد نفسي مضطرا للتخلي عن الواجبات الاجتماعية غير الضرورية، إذ أشارك بأفراح الأقارب من الدرجة الأولى لأن تعليم وتربية أبنائي أهم من أي شيء آخر. وبالتالي أواجه صعوبة الوضع المتأزم أصلا بتقليص تكلفة المستلزمات الدراسية والأمور الأخرى".

التعليقات