سخنين: رفض لاستقبال البطريرك ثيوفيلوس في تدشين كنيسة العذراء

عارضت أطر وطنية وشعبية استقبال البطريرك ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاحتفال بتدشين كنيسة السيدة العذراء للروم الأرثوذكس في سخنين، والمزمع أن يُجرى يوم 21 أيلول/ سبتمبر 2022.

سخنين: رفض لاستقبال البطريرك ثيوفيلوس في تدشين كنيسة العذراء

كنسية العذراء و البطريرك ثيوفيلوس (عرب 48)

رفضت اللجنة الشعبية في سخنين استقبال البطريرك ثيوفيلوس الثالث، في مدينة سخنين، والمزمع أن يُجرى يوم 21 أيلول/ سبتمبر الجاري، بمناسبة الاحتفال بتدشين كنيسة السيدة العذراء للروم الأرثوذكس، وذلك بسبب ما تنسب حراكات وأطر وطنية إليه من "تسريب لعقارات الوقف المسيحي الأرثوذكسي"، واجتمعت اللجنة الشعبية في سخنين مع ممثلي الطائفة الأرثوذكسية في المدينة، للإعراب عن موقفها الرافض لزيارة البطريرك إلى سخنين، لكن لجنة الكنيسة تذرعت بأن زيارة البطريرك ستقتصر على القداس فقط.

وكان المجلس التنفيذي للطائفة الأرثوذكسية في البلاد اجتمع، أول من أمس السبت، على ضوء الدعوة المذكورة واتخذ قرارا بعدم المشاركة في حفل تدشين كنيسة السيدة العذراء في سخنين احتجاجا على دعوة البطريرك ثيوفيلوس.

وصدرت الدعوة للاحتفال بتدشين كنيسة السيدة العذراء باسم البطريرك ثيوفيلوس الثالث، وكهنة الكنيسة والرعية وبلدية سخنين، غير أن لجنة الكنيسة عدلت الدعوة وشطبت اسم البطريرك في البطاقة التي أرسلت للجنة الشعبية في سخنين، في حين أن الدعوات التي تظهر على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لا زالت مع ذات النص القديم الذي يتصدره البطريرك ثيوفيلوس الثالث، علما أن الكنيسة كانت قد أقيمت على أرض خصصتها بلدية سخنين للكنيسة، وساهم أهالي سخنين في بنائها.

شاهين: "نرفض زيارة مسؤول عن تسريب الأوقاف المسيحية الفلسطينية"

محمود شاهين

وقال عضو اللجنة الشعبية في سخنين، المحامي محمود شاهين، لـ"عرب 48" إنه بعد اجتماعنا بممثلي الطائفة الأرثوذكسية وإبلاغهم برفضنا لهذه الزيارة، تسلمنا الرد بأن زيارة البطريرك تقتصر على حضور القداس ومن ثم يغادر فورا".

وأكد أنه "نرفض حضور البطريرك إلى المدينة بشكل قاطع، وبلدية سخنين تحمل الموقف ذاته، فهذا البطريرك مسؤول عن تسريب الأوقاف المسيحية الأرثوذكسية الفلسطينية بشكل واسع جدا، في القدس وفي كل مكان، ونحن نطالب بإلغاء زيارة البطريرك، ولا نمانع بوجود مندوب عن الكنيسة، ولكن ليس البطريرك، وعليه سيكون اجتماع آخر للجنة الشعبية لبحث هذه القضية".

وقال خوري الطائفة الأرثوذكسية في سخنين، صالح خوري، لـ"عرب 48" إنه "أحترم الجميع، ولا أستطيع اتخاذ موقف في مثل هذه الحالة".

وأضاف أن "بلدي سخنين تهمني واحترمها جدا، وأنا تابع للبطريركية الأرثوذكسية في القدس، لذا لا يمكنني تبني أي موقف في هذه القضية. أحب الجميع وأحترمهم".

عدي بجالي

وقال عضو اللجنة التنفيذية لكنيسة السيدة العذراء في سخنين، ميلاد غنطوس، لـ"عرب 48" تعقيبا على دعوة البطريرك ورفض اللجنة الشعبية لهذه الدعوة: "أنا لست مخولا للحديث في هذا الموضوع".

بجالي: "بطريريك بهذا التفريط لا يمكن أن يترأس حفل تدشين كاتدرائية سخنين"

وقال عضو المجلس المركزي للطائفة الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة، عدي بجالي، لـ"عرب 48" تعقيبا على دعوة البطريرك ثيوفيلوس، إنه "كنا نرغب بأن نشارك أهلنا في سخنين احتفالهم بمناسبة تدشين الكنيسة والكاتدرائية الكبيرة".

وأضاف أن "أهلنا في سخنين عامة وليس طائفة محددة هم من بنوها، والشكر لبلدية سخنين التي خصصت الأرض، ولكن الدعوة التي أرسلت ولم ترسل لأي عنوان أرثوذكسي محدد من قبل البطريركية لأنه هو صاحب الدعوة بينما وزعها أبناء سخنين هي مهانة للأرثوذكس عامة ولأهلنا في سخنين خاصة، كون البطريرك كان مشغولا في فترة بناء الكنيسة في فساده وصفقات بيع الأراضي، ودفع أموال طائلة لا تخص شؤون الكنيسة، بل تخص شأنه الخاص. وأهلنا في سخنين قاموا ببناء هذا الصرح الكبير بجهودهم ومثابرتهم وعطاء بعض المتبرعين الكبار للحفاظ على الوجود العربي الفلسطيني المسيحي كان أو الإسلامي، في هذه البلاد، بينما كان هم البطريرك الأساسي التماهي مع المشروع الصهيوني من أجل توسيع الاستيطان".

صالح خوري

وتابع عضو المجلس المركزي للطائفة الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة أنه "جرت الموافقة، حديثا، على بناء وحدات سكنية للمستوطنين في منطقة 'تلبيوت' المحاذية لبيت صفافا على أرض تابعة للبطريركية، عدا عن ذلك بيع جميع الأملاك في القدس من أجل تنفيذ مشروع القدس الكبرى الصهيوني، منها أراضي مار إلياس، وأراضي جبل العصفور، ومنطقة متلبوريا، وأحياء كاملة مثل الطالبية ورحفايا، وغيرها من المناطق، بل طالت يد التفريط للبطريركية إلى عقار في منطقة الشيخ جراح، عدا عن الصفقة المعروفة بـ'صفقة باب الخليل' والتي تشمل خمس عقارات داخل أسوار القدس منها فندق الأمبيريال والديتروت، والأرض المحيطية بسلوان من الجهات الأربع، ودير مار يوحنا المحاذي لكنيسة القيامة، وعقار محاذ لباب حطة في مدخل المسجد الأقصى".

وختم بجالي بالقول إن "بطريريك بهذا التفريط لا يمكن شرعا ووطنيا أن يترأس حفل افتتاح أو تدشين كاتدرائية سخنين التي بناها أبناء سخنين يوم الأرض، سحنين مدينة الشهداء الذي دافعوا وارتقوا لحماية أرضهم. الآن يترأس بطريرك كهذا الاحتفال، ولو أن هذه الأرض كانت للبطريركية وليست لبلدية سخنين لما أعطاها البطريرك لبناء كنيسة، إذ لم تقم البطريركية ببناء كنيسة واحدة في أراضي 1948 منذ سيطرة العنصر اليوناني على البطريركية، ونحن اتخذنا قرارا في اللجنة التنفيذية التي تمثل الأرثوذوكس في جميع البلاد، خلال اجتماعنا يوم السبت الماضي، بعدم المشاركة في تدشين الكنيسة بسخنين بسبب مشاركة البطريرك ثيوفيلوس".

التعليقات